أسهل شيء شتم الحكومة!

نشر في 09-04-2008
آخر تحديث 09-04-2008 | 00:00
 مظفّر عبدالله أول العمود: بعض وكلاء وزارة الداخلية وضعت لهم يافطات استدلال كبيرة في الشوارع كتب عليها مسماهم الوظيفي... امتداد شارع دمشق فيه نموذج، والسؤال ما الهدف منها؟ فإذا الإجابة مقنعة فالمطلوب تعميم اليافطات من منصب رئيس قسم (وطالع)، ولكل موظفي وزارات الدولة... حتى نحجب الرؤية تماما!

*****

عذرا من القارئ على استخدام كلمة شتم، فالحكومات تنتقد ولا تشتم، لكن واقع الحال وفي معظم الانتخابات يستسهل الكثير من المرشحين جَلْد الحكومة وانتقاد سياساتها من دون تقديم أي بديل، اعتقادا منهم بأنه الطريق الأسهل لإظهارههم بصورة المرشح البطل. «أحدهم - وهو مرشح جديد- قال إنه لن يخشى في الله لومة لائم، رغم أن باب الترشيح لم يفتح بعد»، وهي مقولة لا قيمة لها في الكويت اليوم لأن سقف النقد مرتفع، لكن معظم المرشحين يريدون أن يصبحوا أحمد الخطيب، وشتان!

الحكومة لها أخطاؤها، وهذا شيء معروف للجميع، لكن يبقى أن للمجلس مستمسكات كثيرة يندر أن تكون مادة للنقد الذاتي من قبل المرشحين، إلا من يخوض منهم الانتخابات لأول مرة، ولغرض في نفس يعقوب!

لاحظت منذ فصل ولاية العهد عن رئاسة مجلس الوزراء، رواج مصطلحات هابطة لنقد سياسات أو شخوص في الحكومة لم توفر سمو الرئيس، ومن مرشحين ونواب و«ناشطين» دخلوا ساحة العمل السياسي من بوابات مختلفة، طائفية وقبلية ودينية، وحتى عائلية، وهو تطور في ظاهره صحيّ، ويشكل مادة نتبجح بها عندما يصدف أن نلتقي بإخواننا الخليجيين الذين يفتقدون هذه «الميزة»!

الحملة الانتخابية لم تبدأ بعد، ولولا محاولات الحكومة منع الانتخابات الفرعية لما أصبح لها عنوان. فحتى من نعتبرهم مفكرين وسياسيين فطاحل لم يستطيعوا توقع تأثير نتائج الدوائر الخمس على الحياة السياسية مستقبلا، مكتفين بكلمة «والله الموضوع صعب». بالطبع سنعود للشتائم بعد أيام، لكن لاحظوا معي كم من المرشحين الذين يملكون القدرة على تقديم الرؤى والحلول. أو على الأقل يستعرضون قصص نجاحاتهم في المجالات التى يعملون بها قبل ترشحهم.

أسأل هنا: ما الأكثر فائدة: أن نقول الحكومة فاشلة وساقطة، أم أن نبحث في موضوع تقييم سياستنا الخارجية، والنفطية، أم أن نبحث نتائج التوسع في استضافة الجامعات الخاصة على طلبتنا... هذا كأمثلة فقط.

أعان الله الناخبين على مرشحيهم في الأيام المقبلة، سنسمع العجب، وسنضحك على بعض مطالبهم، فبعضهم سيمثل دور مارد الفانوس، مع فارق واحد وهو أن «المارد المرشح» سيطلب صوتك فور خروجه من الفانوس... ويعطيك وعوداً، وإذا ما نجح في الانتخابات سيضعك داخل الفانوس السحري لتخرج منه عام 2012!

 

back to top