بعضهم يفتح حساباً مصرفياً لعروسه في ليلة زفافها الـ دزّة... تقليدٌ كويتي يفقد بريقه؟

نشر في 20-02-2008 | 00:00
آخر تحديث 20-02-2008 | 00:00

قديماً وبعد إعلان الخطبة الرسمية كان أهل العريس يحملون المهر والهدايا إلى بيت أهل العروس وكان يطلق عليها اسم الـ«دزة» التي كانت تضمّ مجموعة من الأقمشة والأثواب المطرزة، أما المهر فكان من الخردة الفضية والذهبية توضع في «صرة» وهي عبارة عن منديل أبيض جديد.

عادات وتقاليد أصيلة حرص عليها اجدادنا، فهل ما زالت موجودة؟ هل ثمة من يحرص على إبقائها خوفاً من اندثارها؟

التقت «الجريدة» مجموعة من السيدات لرصد آرائهن حول هذا الموضوع.

اختلفت الـ{دزة» في أيامنا هذه عما كانت عليه قديماً وأصبحت العائلات تتنافس في تقديم الهدايا والهبات الأكثر صرعة من خلال ابتكار صندوق مزين بالشرائط والورود المجففة وغيرها للفت الانتباه وارضاء العروس واهلها.

لم تتبدل الـ{ذزّة» مضموناً، فما زالت تضم عطورات ولكنها باريسية بدلاً من الطيب ودهن العود، كذلك لم تعد الهدايا ثوباً وعباية فحسب، بل أضيفت إليها حقائب من أشهر الماركات العالمية.

لم يسلم المهر هو الآخر من التمدن والتطور، فقد زُين وزُركش وكأنه عروس في ليلة زفافها. تبدل كل شيء من دون استثناء وأصبحت «الدزة» الحديثة تفتقر الى البساطة التي تميز بها أهلنا قديماً.

صندوق المبيت

في هذا السياق تقول أم خالد (36 عاماً): «لم تعد الـ{دزة» كما كانت، بل اختلفت اختلافاً كلياً. لم تعد العوائل تقبل عليها وباتت تستهويهم الصناديق المزينة والمصنوعة من الكرتون ويفضلونها على «صندوق المبيت».

تعترف أم خالد بأن الـ{دزة» الحديثة جميلة بطبيعة الحال لكنها تأسف لمبالغة البعض في الصيحات والتصاميم «التي لا تمت بصلة إلينا ككويتيين لأنها شبيهة بالغرب إلى حد كبير».

أما أم محمد الدوسري (42 عاماً) فتجد ان «تغيير الـ{دزة» والتنويع في أشكالها يضفيان على العروس وأهلها البهجة والسرور، فكلما اهتم أهل العريس بتزيين «دزّة» عروسهم ازداد احترام أهلها لهم.

تضيف: «تبقى الـ{دزة» مسألة ذوق تتفاوت من شخص الى آخر. ما زال بعض العوائل الكويتية يفضل التقليدية منها في حين تفضل عوائل أخرى الحديثة والمزركشة».

باهظة الثمن

من ناحيتها تتأسف أم سامي (38 عاماً) لأن نساء اليوم أصبحن يبالغن في أنواع الـ{دزة» وأشكالها ويبتكرن علباً كبيرة لدى محلات الهدايا ومحلات أخرى كمصممي الـ{كوش» وغيرها باسعار باهظة تتعدى في الغالب 300 دينار كويتي، ناهيك عن الهدايا التي تتضمنها من عطورات فرنسية وساعات وحقائب لماركات عالمية.

كذلك تشير الى تبدّل الأوراق النقدية واستبدالها ببطاقات سحب آلية وحساب باسم العروس يودع المهر فيه سلفاً من أهل العريس وغيرها من الصرعات الغريبة.

في الإطار ذاته تجد أم محمد القطان (44 عاماً) أن «المبالغة في الـ{دزة» غير مستحبة «لأن البساطة والاعتدال أمر جميل والبذخ والإسراف مكروهان ونهانا عنهما الله ورسوله».

تحكي أم محمد بحسرة عن الأيام القديمة عندما كانت تحمل الـ{دزة» من بيت العريس إلى بيت العروس في صندوق من الخشب يدعى الـ{مبيت» في داخله ثوب وقطعة قماش وعباية وطيب ودهن العود ورشوش من دون مبالغة.

حداثة

أما نورة الفضل (23 عاماً) فلها رأي آخر، فهي ترى أن لا ضير من اتباع ما هو جديد «لأن الـ{دزة» من الكماليات ولم تعد العروس ترتدي الثوب في يوم زفافها، كذلك لم تعد ترتدي الفساتين التي تباع في المتاجر المحلية بل نجدها اليوم تسافر لشراء مستلزماتها من الخارج وتحرص جيداً على طلب المساعدة من مصممي الأعراس لتزيين قاعة الفندق».

وتضيف: «لا يعقل في ظل التمدن الذي نعيشه اليوم أن يحتفل بيوم الزفاف بطريقة تقليدية، فقد طرأ تطور كبير على العادات والتقاليد».

توافقها مريم الملا الرأي (25 عاماً) قائلة: «أحبذ الـ{دزة» الحديثة وأفضلها على التقليدية، فهي تتماشى مع متطلبات العصر. من غير اللائق، على سبيل المثال، حملها على رؤوس السيدات من أهل العريس في وقت أصبح فيه كل فرد من أفراد العائلة يقتني سيارة». عن محتويات الـ{دزة» التقليدية المعروفة، توضح مريم انها لم تعد تفي بمتطلبات الفتاة الكويتية، المنفتحة على ثقافات ومجتمعات أخرى.

جميل أن نحافظ على تراثنا عن طريق تخليد بعض العادات التي تناسبنا، أما التي لا تناسبنا والتي تتعارض مع متطلباتنا فمن الأجدر عدم تطبيقها.

الـ دزّة قديماً

صندوق مبيت

ثوب وعباية وقطع من الأقمشة

دهن عود وطيب ورشوش وبخور

توضع النقود في «صرة».

حديثاً

علب هدايا ضخمة وشنط

فساتين ودراعات هندية ومغربية

ساعات وحقائب من أشهر الماركات

عطورات فرنسية

تُزين الأوراق النقدية بالشرائط والزهور وتنثر داخل علبة الـ «دزة» أو توضع في علب صغيرة كعلب الهدايا وتنثر داخلها ورود مجففة وقطع من البخور. 

back to top