محمد صبحي في «رجل غني رجل فقير»: الدفء الإنسانيّ أبقى من المال

نشر في 03-07-2007 | 00:00
آخر تحديث 03-07-2007 | 00:00
حالة فنية خاصة جداً، ربما أقرب إلى الجوكر القادر على لعب الأدوار كافة. ممثل ومخرج دخل حديثاً دائرة التأليف في محاولة لجمع خيوط العمل في ثوب واحد. إنه الفنان محمد صبحي أو سنبل كما يحب البعض مناداته.

في مدينة «سنبل» للفنون حيث يصور أحدث أعماله «رجل غني رجل فقير». التقته «الجريدة» وحادثته:

شخصية سنبل هي الأقرب إلى صورتك والدليل أنك أطلقت الاسم على مشروع عمرك؟

لا أنكر أهمية شخصية سنبل التي قدمتها في بداياتي. إنها تحوّل كبير في مسيرتي، لكن سبب التسمية يتعلق بفكرة المشروع التي ظهرت في تلك الفترة، من الطبيعي أن تحمل اسم الشخصية، خاصة أن ثمة شبهاً بينهما لا يمكن إغفاله. المدينة تشبه سنبل. كلاهما صنع نجاحه بجهده وعرق الجبين دونما الاعتماد على أيّ مساعدات خارجية. ثمة سنوات من عمري أمضيتها في صوغ تلك الشخصية وأنا سعيد جداً بنجاحي في تحقيق حلم سكن وجداني وعقلي طويلاً.

بين سنبل ومحروس محفوظ مسافة طويلة كيف تنظر إلى ذلك؟

الطريق لم يكن بالتأكيد مفروشاً بالورود كما قد يتصور البعض، بل كان مشواراً صعباً وشاقاً بذلت فيه الكثير من الجهد. لا أزال حتى اليوم في المسار نفسه والمبدأ عينه. قد يرى البعض أن تحقيق النجاح ممكن ببذل الجهد والعرق والثبات، ليصبح الحفاظ عليه لاحقاً صعباً وشاقاً، فالنجاح يحتاج من المرء جهداً وتعباً وهذا ما حدث معي.

هل كنت ديكتاتوراً مع نفسك؟

لا أعتبر ذلك قسوة بقدر ما هو تعامل جدي في محاولة للثبات على المبدأ لأجل تحقيق كل ما أحلم به من دون تنازلات تفقد الحلم صدقيته. بصحيح العبارة رسمت لنفسي منذ البداية سبيلاً محدداً ما استلزم بالضرورة بذل جهد مضاعف ربما حتى حدود القسوة. المؤكد أنني سعيد بقدرتي على تحقيق الحلم رغم مشقة التنفيذ.

هل هو المنطق نفسه الذي أملى تصرّفك مع الآخرين؟

هناك فرق بين فرض الرأي لمجرد فرضه وإلزام من يتعامل معك على التقيّد بطريقتك وشروطك. قبل مشاركتك التجربة لا بد من وجود صيغة ما يرتضيها الجميع ولو تحقق شرط القبول فإن ذلك يعني التزام الجميع. لو كنت ديكتاتوراً كما يتردد حولي لما ظل أعضاء فرقتي على تواصل معي طوال هذه السنوات، وقد شاركوني في كثير من الأعمال المسرحية والتلفزيونية.

ما رأيك في من يعتبر أن عدم نجاح أعمالك الجديدة يكمن في إصرارك على جمع التفاصيل كلها في يدك، كالإخراج والتأليف والتمثيل؟

حققت أعمالي نجاحاً رغم شدة المنافسة والدليل تكرار عرضها على الفضائيات. أمّا التأليف فموهبة لا يمكن ادعاؤها والحكم في النهاية للجمهور. في كل الأعمال التي قدمتها كنت مشاركاً في الكتابة بصورة أو بأخرى، لأنني في النهاية فنان يمتلك رؤية ووجهة نظر أجتهد في طرحهما وأحرص على إخراج ذلك بأفضل صورة مخطط لها، لذا أتابع بدقة كل التفاصيل. أعمل على دراسة الإخراج فلا أنفذه بعشوائية أو من دون خبرة وافية. مشهود لنجاحي كمخرج، ما يدلّ على أنني لا أرفع راياتي على جبهات كثيرة من دون وجه حق كما أن ذلك ليس نوعاً من عدم الثقة بالآخرين، كما يحلو للبعض تفسيره، لأنني خلال مرحلة طويلة قدمت أعمالاً حملت توقيع آخرين سواء في الإخراج أو التأليف.

ما رأيك في «رجل غني رجل فقير» وأنت عاكف على تصويره اليوم؟

أناقش في هذا العمل أهمية المال إزاء دفء العلاقات الإنسانية وأيهما أجدى وأبقى، من خلال محروس محفوظ الذي أجسد دوره. جمع ثروة كبيرة بذكائه وفطنته، لديه مشاريع كثيرة جديدها مدينة سياحية يقرر بناءها على أرض يمتلكها على النيل فيشتري أرضاً أخرى تقع خلف أرضه لتوسيع دائرة مشروعه، غير مكترث بسكانها الأصليين فيصرّ على طردهم بكل ما لديه من نفوذ وعلاقات، غير ان القدر ينقله إلى موقع آخر فتتبدّد أمواله في صفقة غير موفقة ليتحول إلى رجل فقير يسكن حجرة على سطح أحد المنازل. حينذاك وحدهم بسطاء أرض الوادي البراني يتعاطفون معه ويساندونه رغم محاولته طردهم فيقارن بين ما كان عليه وحاله الراهنة، وخاصة كيف أضاع حياته خلف وهم زائف.

أنت دائم الانحياز في أعمالك إلى البسطاء كما أنك تحافظ على فريقك نفسه؟

لكل إنسان وجهة نظره الخاصة التي يسعى إلى طرحها وغالباً ما تكون تعبيراً عن آرائه وانتماءاته الناتجة من نظرته إلى الحياة. لا بد للفنان في النهاية من امتلاك وجهة نظر ورؤية محددة يسعى دائماً إلى طرحهما. وجهة نظر ليست بالضرورة سياسية.

back to top