Halloween رعب خالٍ من التشويق
عرض الجزء الأول من سلسلة Halloween عام 1978 وهي تمتد إلى اليوم على تسعة أجزاء. وفيما تميزت النسخة الأصلية من الفيلم بالتوتر والرعب المتصاعد واللقطات السينمائية الجيدة جداً، تبدلت كل هذه المقاييس في الجزء الجديد ولكن نحو الأسوأ.
يتألف Halloween من ثلاث قصص قصيرة: تبدأ الأولى ليلة عيد Halloween حيث يصاب مايكل مايرز بالجنون فيقضي على حياة أربعة أشخاص من بينهم زوج والدته روني وشقيقته المراهقة جوديث في حين تتمكّن والدته ديبوراه وشقيقته الصغيرة لوري من النجاة. أمّا القصة الثانية فتدور في السجن وفي المصحّ العقلي حيث يحاول عالم السيكولوجيا الدكتور ساموئيل لوميس الاعتناء بمايكل رغم علمه أن حب الجريمة لديه يتطور باستمرار. أمّا القصة الثالثة والأهم فتأتي بعد 15 عاماً عندما يتمكّن مايكل الصامت منذ سنوات من الفرار من السجن بعد حمّام دم ويلاحق شقيقته لوري البالغة من العمر 17 عاماً، علماً أن لا تفاصيل عن كيفيّة تمكّن مايكل من معرفة لوري بعد هذه السنوات! بعدها ينتقل الفيلم الى الأحداث التي شاهدناها في الفيلم الأصلي حيث ستسيل الدماء ليلة عيد Halloween. عندما تمّ الإعلان عن نسخة جديدة أو تصوّر جديد للفيلم الأول من سلسلة Halloween، كان ثمة أمل كبير في أنها ستتميز من جراء اختيار الموسيقي والمخرج روب زومبي لتولّي زمام الاخراج كونه مليئا بالديناميكيّة وسبق أن قدّم أفلام رعب جيّدة من بينها House of 1000 Corpses عام 2003 وThe Devil Rejects عام 2005. بعد مشاهدة النسخة الجديدة لفيلم Halloween من المستحيل غضّ النظر عن الكارثة السينمائية التي أحدثها المخرج روب زومبي بعدما اختفت فيها كل العناصر التي ميّزت النسخة الأصلية. ماذا يريد المخرج من هذا الفيلم الذي يمكن وصفه بالكلاسيكي؟ ولماذا حوّله الى فيلم رعب أقل مستوى من الفيلم الأصلي؟ يبدو أنه لم يكن دخول المخرج في التفاصيل المملّة لمعرفة بدايات شخصية الرجل المقنّع مايرز منذ أن كان في العاشرة من العمر هو المشكلة، إنما في تقديم فيلم جديد من نوعه بعيداً عن عمليات التصفية الجسديّة والعنف الموجود في جميع أفلام الرعب التي تنتج منها هوليوود المئات سنوياً. لذلك أتى فيلم Halloween كأفلام الرعب التجاريّة التي تفتقر إلى اللذّة في المشاهدة. صحيح أن Halloween في نسخته الجديدة هو أفضل من الجزء الثامن Halloween Resurrection لكنه أسوأ من الأجزاء الستة السابقة. فهو ضعيف من ناحية السيناريو ولا تقدم الدقائق الثلاثون الاولى منه أيّ جديد في مجرى الأحداث أو في تفسير الشخصيّة الرئيسة. أدى الممثل داغ فارش دور مايكل مايرز جيداً وأقنع الجمهور أن هذه الشخصية دخلت في دوامة الجنون، رغم أنه يخوض تجربته التمثيليّة الأولى. أما شيري مون زومبي زوجة المخرج روب التي تؤدّي دور ديبورا والدة مايكل فكانت مقنعة نسبياً. لم يكتف روب زومبي بالتصرّف بالقصة على مزاجه بل استعمل الموسيقى الخاصة بالفيلم الأصلي الذي أخرجه جون كاربنتر على هواه وأضاف إليها موسيقى تصلح لفيلم أكشن، مع العلم أن مثل هذه الموسيقى لا تصلح لفيلم رعب! فكل مرة يسمع فيها المشاهد الموسيقى الأصلية التي ألّفها جون كاربنتر يبتسم رغم الخوف الموجود في داخله لدى مشاهدة الفيلم.مرّة جديدة تفشل استوديوهات هوليوود في تقديم أفلام أفضل من النسخ الأصليّة لها ولعل فيلم Halloween هو خير دليل على هذا الأمر وهو أيضًا ما دفع الشركة المنتجة الى اطلاق فيلم Halloween بنسخته الجديدة في 31 أغسطس في الصالات الأميركية بدل إطلاقه في الأسبوع الذي يسبق عيد البربارة وذلك لعدم تمكّن النسخة من منافسة فيلم آخر هو Saw IV الذي أطلق في 26 أكتوبر الماضي. بعد مشاهدة Halloween لا بد من الترحّم على المخرج الكبير مصطفى العقّاد الذي كان المنتج المنفّذ للنسخة الأصلية منه عام 1978 كذلك دعوة إبنه مالك منتج النسخة الجديدة الى تقديم جزء عاشر من السلسلة شرط أن تتمتع بمستوى جيّد يعيد الاعتبار الى كل المعجبين بسلسلة أفلام Halloween.