العيون... لغة تفضح الأسرار

نشر في 03-12-2007 | 00:00
آخر تحديث 03-12-2007 | 00:00
No Image Caption

ليست العيون وسيلة لرؤية ما يحيط بنا فحسب بل هي لغة بليغة للتعبير عمّا يدور في النفوس والقلوب وهي الأصدق في التعبير لأنها رسالة حيّة وسريعة قادرة على أن تصل بصمت إلى الآخرين. وتُعتبر العيون أبجدية صمت نلجأ إليها عندما لا نستطيع ترجمة ما في داخلنا وتحويله إلى أفعال وأقوال.

وِفَق علماء النفس، لغة العيون لا تكذب ولا تخدع بل ترتسم فيها لغة الحقيقة وهي تؤدي دوراً مهماً في حياة الأحبّة. تقول نيرمين (22 عاماً) في هذا المجال «إن للعيون وظيفة أخرى غير رؤية الأشياء الخارجية. «عندما أقابل شخصاً للمرة الأولى وأريد التعرف على مكنونات قلبه أنظر إليه حين يتحدث وأركّز نظري عليه طوال الوقت فإذا كان صادقاً لا تهرب عينه من عيني. أما بالنسبة إلى أصدقائي الذين تربطني بهم علاقة قوية فبمجرد النظر إلى أعينهم أعلم ما يريدون، هذا أجمل ما في صداقتنا وهو ما يسمّى بـ»الاتصال العيني». أشك في أن يكون كل الناس قادرين على التعامل بهذه اللغة، لأنها من وجهة نظري مثل الفراسة لا تتوافر لدى كل الناس».

أما أمير (24 عاماً) فيقول: «أجمل ما يربط بين المحبين هو التفاهم من خلال العيون التي يلجأ إليها المحبون عندما يوجدون وسط جماعة. من ناحية أخرى تمنح لغة العيون أحد أهم مفاتيح الشخصية التي تدل في شكل حقيقي على ما يدور في العقل وفي القلب. بالنسبة إليّ كثيراً ما كان للنظرات دور في تجربتي العاطفية وهي نظرات حب وعتاب وشوق أصدق بكثير من الكلام».

تفسيرات

من ناحيتها ترى نور (19 عاماً) أن العين تنطق بلغات كثيرة منها الحب والكراهية والحزن والغيرة والقلق: « ليست كل حالات الحب وليدة النظرة الأولى فنحن في زمن مليء بالزيف والخداع، مثلما توجد عيون صادقة توجد تلك الخادعة كما يجب ألاّ نحكم على الآخرين من خلال النظر في أعينهم».

تقول خبيرة في علم النفس د.هالة كامل: «قمنا بتجارب عدة لمعرفة دلالات وحركات العيون. توصلنا إلى بعض التفسيرات، منها أنه لو نظر المتحدث إليك من جهة اليمين إلى الأسفل فهو يتحدث عن إحساس داخلي ومشاعر صادقة. أعتقد أن أغلبنا يجهل هذه الدلالات وتلك التفسيرات وهذا أمر جيد، الأفضل أن يتحدث الإنسان بعفوية وتلقائية. عموماً 60 % من حالات التخاطب والتواصل بين الناس تتم بصورة غير شفهية أي عن طريق إيحاءات ورموز بالعين لا عن طريق الكلام، ذلك أن تأثير العين هو أقوى خمس مرات من تأثير الكلمات. من الأخطاء التي نقع فيها جميعاً تجاهلنا لهذه اللغة، بل إن بعضنا يمضي ساعات في تحليل الكلمات التي قيلت من دون أن يدرك مغزاها، لأننا لا نضع في الاعتبار لغة الإيماءات، فمثلاً لمس اليد للوجه أثناء الحديث أمر مرتبط بالكذب، كذلك الحال عند لمس الأنف أثناء الكلام».

واشارت د. كامل إلى أن العين تستطيع أيضاً كشف الابتسامة المزيفة وهي تظهر بوضوح في عضلات زاويتي الفم التي تشتد وترتخي في الاتجاه الأعلى. أما في حالة الابتسامة الحقيقية فإن عضلات أطراف العين تتقلص وإذا أردت أن تعرف ما إذا كان الشخص الذي تحدثه مهتماً بكلامك، فيظهر ذلك من خلال ازدياد رفرفة أجفان عينيه من 18 إلى25 مرة في الدقيقة. تبيّن جميع الأبحاث المتوفرة أن لغة العين هي الجزء الأهم من أية رسالة تنتقل إلى الشخص الآخر وهي تتخطى كل اللغات وتخترق كل الحصون، فتلتقي في لحظة لتحكي بلمحة ما يعجزعنه اللسان وتتسلل إلى أعماق النفس لتقول كلماتها الخاصة والصادقة جداً. هي لغة لا تعرف الكذب والرياء، وهي مرآة صافية تعكس مباشرة كل المشاعر وتبوح بالأسرار.

back to top