ردود فعل قوية على تفجير «العسكريين» تخرق حظر التجول

نشر في 16-06-2007
آخر تحديث 16-06-2007 | 00:00
رغم دعوات التهدئة التي نادى بها العديد من الشخصيات الدينية العراقية السنية منها والشيعية، وكذلك دعوات التهدئة التي طالب بها عدد من الشخصيات السياسية العراقية بعد تفجير مئذنتي مرقد الإمامين العسكريين في سامراء الأربعاء الماضي، فإن مساجد السنة في مناطق متفرقة من العراق لم تسلم من التدمير كردة فعل قوية على حادث تفجير سامراء، بالإضافة إلى آلاف المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع في عدد من المدن العراقية احتجاجا على التفجير.

ففي البصرة تم تفجير عشرة مساجد سنية، إضافة إلى تفجير مرقد الصحابي المعروف طلحة بن عبيدالله بعبوات ناسفة صباح أمس في منطقة الزبير غرب محافظة البصرة مما تسبب بسقوط أجزاء كبيرة من المرقد ومآذنه وقبابه، كذلك أعلنت الشرطة اشتباكات اندلعت بين أفراد من الطائفتين الشيعية والسنية مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة ستة آخرين بجروح،

كذلك أعلنت شرطة الحلة أن خمسة مساجد تعرضت لهجمات في محافظة بابل، فيما اجتاح مسلحون ثلاثة مساجد، اثنان منها في مدينة الاسكندرية وثالث في خان المحاويل.

وأوضحت الشرطة أن المسلحين زرعوا عبوات في مساجد الاسكندرية الكبير وحطين وعبدالله الجبوري التي أصيبت بأضرار كبيرة.

ردة فعل طبيعية

وسبق أن أعلنت الشرطة العراقية تعرض مسجد خضير الجنابي في منطقة البياع، جنوب غربي بغداد لهجوم من قبل مسلحين غاضبين، وقال مستشار وزيرالدفاع للمنطقة الجنوبية ماجد الساري: ان مثل هذه الهجمات هي ردة فعل طبيعية نحن كمسؤولين نتوقعها ولكن نعتقد أنها لاتتعدى أكثر من ذلك، مؤكدا على أن الحادث الذي أصاب مرقد الإمامين العسكريين لايعنى به فقط الشيعة بقدر ما يعني السنة أيضا خصوصا وانه يقع ضمن منطقة مهمة وحيوية يقطنها أهل السنة، كانوا طوال السنوات الماضية وعبر التاريخ هم الذين يحمون المرقد ويحرسونه، بل هم فرحون بذلك لأنه يشكل لهم معلما تاريخيا ومزارا حيويا يقع ضمن مدينتهم سامراء، واصفا من قام بهذا العمل «بالمجرمين الدخلاء على العراق والمندسين بين صفوف أبنائه لينفذوا أجندة خارجية لاتريد الخير للعراق ولشعبه.

وردا على سؤال حول مخاوف عن تصاعد أعمال العنف قال الساري لـ «الجريدة»: هناك حذر حقيقي ومخاوف مشروعة تسود سكان المدن العراقية من تزايد وتيرة أعمال العنف خاصة وأن اشتباكات وقعت في عدد من أحياء بغداد، وكذلك في البصرة، مشيرا إلى أن قرار حظرالتجوال مكن سلطات الأمن من محاصرة أعمال العنف هذه ومن اتساعها، وقد انتشرت قوات الأمن في بغداد والبصرة والحلة، مضيفا أن العديد من المواطنين لزموا منازلهم منتظرين رفع حظرالتجوال الذي أدى إلى تعطيل الكثيرمن المصالح، ولاسيما امتحانات المدارس النهائية والجامعات التي اضطرت إلى تأجيل بعضها إلى الأسبوع القادم.

خلية أزمات خاصة

وعما تردد في وسائل الإعلام من أن قوة من الجيش والشرطة توجهت قبل الحادث بيوم واحد إلى سامراء بحجة أنها تريد حماية المرقد واشتبكت مع القوات التي كانت تحرس المرقد قال ماجد الساري: لقد تم اعتقال جميع أفراد حماية المرقد من عناصر الأمن العراقية بعد الحادث مباشرة، إضافة إلى 14 شرطيا بينهم ضابط كبير ممن ذهبوا قبل يوم واحد من الحادث، مرجحا تواطؤ هؤلاء بمساعدة أو مشاركة عناصر من القاعدة مباشرة في التفجير، وقد فتح تحقيق بذلك.

من جانبه أعلن مصدرحكومي عراقي رفيع المستوى قيام رئيس الوزراء نوري المالكي بتشكيل «خلية أزمات خاصة» بمدينة سامراء شمالي بغداد

برئاسته وعضوية وزيري الدفاع عبد القادر العبيدي والداخلية جواد البولاني وعدد من المستشارين الأمنيين، وقد عقدت هذه الخلية أول اجتماعاتها الأربعاء في مدينة سامراء خلال الزيارة التي قام بها المالكي للمدينة لتفقد الأضرار الناجمة عن العمل الإرهابي الذي استهدف منارتي المرقد العسكري. وأشار المصدر المقرب من مكتب المالكي، إلى أن «الحكومة اتخذت قرارا بتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في المدينة والمناطق المحيطة بها لاستئصال أوكار الجماعات الإرهابية التي تتخذ منها ملاذا آمنا، وقد ذهبت طلائع من خيرة قوات وزارتي الداخلية والدفاع إلى المدينة للمباشرة بالعملية بعد أن تم جمع معلومات تفصيلية عن أوكار هذه المجاميع الإرهابية لمطاردتهم وإلقاء القبض عليهم».

وأضاف «إن المالكي أمر أيضا بتشكيل لجنة تحقيق رفيعة المستوى برئاسة الفريق الأول رئيس أركان الجيش وعضوية ضباط برتب عالية من وزارت الدفاع والداخلية والأمن الوطني وجهازي المخابرات والاستخبارات للتحقيق في ملابسات حادث التفجير وتحديد المقصر، وقد كشفت التحقيقات الأولية عن أن استهداف المئذنتين، الذي تم يوم الأربعاء، جرى بواسطة زرع عبوات ناسفة شديدة الانفجار في داخلهما وقد حدث الانفجار الثاني بالتزامن بعد عدة دقائق من الانفجار الأول وأحدثا دويا كبيرا في المدينة».

إدانة ضرب مسجد طلحة

إلى ذلك أدان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بيان صادر عن مكتبه أمس العملية المسلحة التي استهدفت مسجد طلحة بن عبيد الله والتي أدت الى تفجيره بالكامل وقال البيان « يأتي العمل الإرهابي الذي طال مرقد الصحابي طلحة بن عبيد الله في قضاء الزبير محافظة البصرة ضمن سلسلة الجرائم التي تستهدف إثارة الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب.»

وأضاف البيان أن المالكي «وجه بحماية المراقد الدينية ودور العبادة في جميع محافظات العراق والتصدي لجميع الخارجين عن القانون».

ووصف بيان المالكي العمليات التي تستهدف المساجد العراقية بأنها أعمال «إرهابية استهدفت مرقد الإمامين العسكريين عليهما السلام في سامراء وما تبعها من اعتداءات، وهي أعمال مدانة تستدعي عدم التهاون مع مرتكبيها الذين هم أعداء الله والوطن والشعب».

الجيش الأميركي أعلن أمس في بيان له أن «نحو 600 عناصر من قوى الأمن العراقية انتشروا في سامراء يرافقهم مستشارون من القوات الاميركية».

سوري ينوي تفجير

مرقد الكاظم

و كشف مسؤول في الجيش الأميركي عن اعتقال انتحاري سوري يقود شاحنة محملة بالمتفجرات الأربعاء كان بصدد التوغل إلى مقربة من ضريح الامام الكاظم في مدينة بغداد، وأكد المصدر أن التحقيق الأولي مع السوري كشف وجود مخططات لهجمات متزامنة على عدة أضرحة شيعية ثم البدء بمواجهات في بعض المناطق.

وفي سياق متصل حمل المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي أمس الولايات المتحدة وإسرائيل مسؤولية الاعتداء على مرقد الإمامين العسكريين الشيعي في مدينة سامراء العراقية.

ونقلت وكالة ارنا الإيرانية للأنباء عن آية الله خامنئي قوله إن «العملاء الذين ارتكبوا هذه الجريمة الكبيرة ينتمون الى نظام صدام حسين البعثي الكافر أو الى مجموعات سلفية أو وهابية ولكن بالتأكيد أن أجهزة استخبارات تابعة للمحتلين والصهاينة هي أبرز مدبري هذا العمل الغاشم».وأضاف «ان العالم الإسلامي يواجه مؤامرة بشعة تهدف الى التسبب في حرب أهلية في العراق واحتلال المسلمين عبر حوادث طائفية دامية»، طالبا من العراقيين «أن يبقوا متيقظين وعدم الوقوع في مؤامرات الأعداء».

وأعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أمس أن حظر التجول الذي فرض في بغداد الأربعاء الفائت سيرفع اعتبارا من الخامسة صباح غدا الأحد.

back to top