أنا والكويتية والسجائر

نشر في 24-07-2007
آخر تحديث 24-07-2007 | 00:00
حتى لايتصور أحد أني متحامل على «الكويتية» بانتقاء الرحلات المتأخرة لأكتب عنها، فلم تمهلني المؤسسة لتغيير موقفي منها، إذ تأخرت في العودة من القاهرة عن موعد إقلاع الرحلة رقم 544 من الساعة الثامنة والثلث إلى الحادية عشرة والثلث ليلاً فقط لاغير!
 سعود راشد العنزي كما العادة، قادني حظي التعس الى استخدام الخطوط الكويتية إلى القاهرة مساء الثلاثاء الماضي، وكي لا أشعر بالغربة وأتخيل المؤسسة وقد تغيرت إلى الأحسن فقد بدأ مسلسل «اللخبطة» بتغيير البوابة من 24 إلى 20، وهما في موقعين متناقضين، ولم أستغرب أبداً أن ساعة الإقلاع المشار إليها على الشاشة في أعلى البوابة قد حانت ونحن لم نبدأ بدخولها ولم نسمع أي نداء يشير إلى مدة التأخير، بل لم يذع أي من النداءات التي تدعو المسافرين على متن الطائرة «ماغيرها» إلى التوجه نحو البوابة رقم 20 استعداداً للسفر.

وخلال انتظاري (تأخرت نحو ساعتين) رأيت غرفة زجاجية مكتوب عليها «مخصصة للمدخنين» ما أسعدني كثيراً، بل زادت سعادتي لأرى مدخنين وقد حبسوا أنفسهم بداخلها. لم أدقق في وجوههم فجميعهم بالنسبة لي مدخنون. ولكن سعادتي لم تدم طويلاً فقد شعرت بالاختناق وأنا أقترب من البوابة فإذا بشابين كويتيين يدخنان على مقاعد الانتظار خارج البوابة، بينما يوجد حولهما خمسة من أفراد الشرطة!! هممت بتنبيه أحدهم (الشرطة) إلى ضرورة مخاطبة المدخنين لدخول الغرفة الزجاجية التي تبعد مترين عنهما (تطبيقاً للقانون)، فتخيلت الشرطي وهو يرد علي: «وأنا شكو؟»، ثم تخيلته يتمادى أكثر ويقول لي: «وانت شكو وشعليك منهم؟!!»... سكت وابتعدت قليلاً عن مصدر الدخان، هنا شاهدت أحد أفراد الشرطة وقد أخرج «باكيت» السجاير من جيب بدلته العسكرية واتجه نحو الغرفة الزجاجية فحمدت ربي أنهم يطبقون القانون على أنفسهم على الأقل، وهذا أضعف الإيمان.

لم تدم سعادتي هذه المرة أيضا فقد تجاوز الشرطي الغرفة الزجاجية وأشعل سيجارته وسحب منها نفساً عميقاً تلاه آخر سريع، وهو يحث الخطى في صالة المطار، ثم لم ألبث بعد ذلك بثوان وإذا بزميله الواقف عند بوابة رقم 21 يدخن تحديداً تحت علامة «ممنوع التدخين». وبينما كنت أكتب مقالتي هذه على جهاز هاتفي النقال «شخط» من أمامي شرطي ثالث وراءه خيط «متين» من الدخان. وقبل أن أنهي مقالتي بكلمتين سمعت صوتاً أنثويا ينادي عبر سماعات المطار: على السادة المدخنين الامتناع عن التدخين في الأماكن العامة واستخدام الأماكن المخصصة للتدخين وشكراً. كررتها مذيعة المطار باللغة الإنكليزية، عندها فقط حدقت في وجوه المدخنين الذين حبسوا أنفسهم في الغرفة الزجاجية وإذا بهم موظفو شركة الخدمة والتنظيف!!!

مابعد المقال

حتى لا يتصور أحد أني متحامل على «الكويتية» بانتقاء الرحلات المتأخرة لأكتب عنها، فلم تمهلني المؤسسة لتغيير موقفي منها، إذ تأخرت في العودة من القاهرة عن موعد إقلاع الرحلة رقم 544 من الساعة الثامنة والثلث إلى الحادية عشرة والثلث ليلاً فقط لاغير!!! جاري الموقت في المقعد قال يمكن تنحل مشكلات المؤسسة إذا حولوها الى شركة، قلت: بالمشمش!! ثم اضطررت لقضاء بعض الوقت أشرح لجاري اللبناني معنى «بالمشمش»!!!

back to top