نجم براين ويلسون يسطع من جديد

نشر في 07-10-2007 | 00:00
آخر تحديث 07-10-2007 | 00:00
No Image Caption

عندما أدى براين ويلسون أغنية «Smile» في حفل موسيقي في «رويال فستيفال هول» عام 2004، رحّب الجمهور أشدّ ترحيب بعودته إلى الغناء. في خضمّ التحضيرات التي يقوم بها لحفل «ساوث بنك» حيث يؤدي أغاني جديدة، يتحدث هذا المغني المبدع في فرقة «بيتش بويز» إلى جايمس ماكنير.

لا تتكلل المقابلات مع براين ويلسون بالنجاح إذ عانى سابقاً من العزلة ورهاب الخلاء ونوبات الفصام. لكن ذلك لا يعني أنه غير مهذب أو متكتم. بيد أن المراحل الأولى من حياته التي عانى خلالها أزمات نفسيّة إثر إدمانه المخدرات ما زالت آثارها ماثلة في شخصيّته.

مَن لا يرغب في لقاء هذا الحالم البالغ من العمر 65 عاماً ومبتكر أفضل موسيقى لفريق «بيتش بيوز» وصاحب الشهرة الكبيرة التي حازها من خلال أغنية Good Vibrations في 1966 ولا يزال كثر يعتبرونها أفضل أغنية منفردة على الإطلاق.

التقيت ويلسون في «لاغونا بيتش» في كاليفورنيا حيث كان يمضي برفقة زوجته الثانية ميليندا الشهر الأخير من العطلة.

تزامن لقاؤنا مع اطلاقه ألبوم «That Lucky Old Sun» وهو عبارة عن مجموعة جديدة من الأغاني أداها ويلسون للمرة الأولى في «رويال فستيفال هال». أما أغنية «Midnight’s Another Day» فهي مجرد عينة تؤكد نجاح هذا المشروع. لحن ويلسون هذه الأغنية التي تعزف على البيانو، بالتعاون مع المنتج المشهور فان دايك باركز (المؤلف الرئيسي لألبوم «Smile» الكلاسيكي الذي أنهاه ويلسون عام 2004) وتبرز التناغمات الصوتية والمقامات الوترية التي اشتهر بها ويلسون. مع ذلك تبدو الكلمات فيها أكثر تأثيراً، خاصة عندما يغني ويلسون بصوته المثقل بالهموم: «كل هذه الأصوات/ كل هذه الذكريات/ تجعلني أشعر كالحجر». في حين يغني عن «فصول الحياة الضائعة» وعن «الصفحات الممزقة»، يشير بوضوح إلى سنوات الشقاء التي عانى فيها الكثير.

أعاد راهناً تسجيل أغنية «That Lucky Old sun» التي أطلقها في الأصل كل من بيزلي سميث وهافن جيلسبي عام 1949. ما الذي جذب ويلسون إلى هذه الأغنية ودفعه إلى السير على خطى فرانك سيناترا وجوني كاش؟ يجيب: «كنت جالساً في غرفتي أعزف على البيانو الكهربائي حين سمعتها مصادفة». ثم باشر غناءها على الفور.

جواباً عن سؤال حول مدى تأثير هذه الأغنية عليه يقول: «شعرت على الفور بالرغبة في إتقانها. عرفت أنها مستوحاة من أغنية قديمة للزنوج ، لذا قصدت متجر تاور ريكوردز في شيرمان أوكز وابتعت نسخة لويس أرمسترونغ. اجتاحت هذه الأغنية كياني وشعرت بالحاجة الملحّة إلى المزيد من النغمات الروحانية وحرصت على أدائها بأسلوب مختلف عن آخرين أدوها».

أدى ويلسون أغنية «Smile» للمرة الأولى في «رويال فستيفال هول» عام 2004. لذا ارتأى الأمر نفسه مع أغنية «That Old Lucky Sun». يقول: « الناس في بريطانيا وأوروبا يقدرون الفنون أكثر من شعوب أخرى».

ثورة إبداعية

يتحدث عن الحب الذي غمره به الجمهور البريطاني واصفاً إياه بأنه أحد عناصر «الثورة الإبداعية» التي اختبرها في 2006. يضيف: «تملكني شعور غريب حتى إنني كتبت 18 أغنية خلال الصيف الفائت. حين أستلهم المواضيع وتنهمر الأفكار أحاول التقاط كل ما يمكن أن يقع فكري عليه. من عناوين الأغاني: «Mexican Girl» وأخرى «Oxygen to the Brain». و«California Roll» و«The Good Kind of Love». إنها عبارة عن كلمات وحكايات خارجة على المألوف، قصص قصيرة حول يومياتي. هل تذكر أغنية Smile؟ حين تستمع إلى المجموعة الجديدة تلاحظ أنها تشبهها قليلاً».

هل ما زالت كتاباتك الموسيقية متأثرة بأعمال المؤلفين الكلاسيكيين؟ «بلى، أحب باخ. أودّ أن أخبرك أن باخ كان ببساطة أعظم مبدع موسيقي في تاريخ العالم. كان طائراً غرد خارج سربه وطغى البعد الروحاني على موسيقاه. حين تستمع إليه تغرق في عالم من الهدوء».

سيرة حياته

ولد براين دوغلاس ويلسون في هاوثورن في كاليفورنيا في العشرين من يونيو 1942. شكّل عام 1961 فرقة «بيتش بويز» مع شقيقيه الأصغر سناً دنيس وكارل ونسيبه مايك لوف وصديق الطفولة آل جاردين. في بداية المشوار، اعتمدت أغاني الفرقة على جمالية الكلمات التي تركز على المواضيع التي كانت تهم الشباب في تلك الفترة كالسيارات والفتيات وتحاكي أغاني تشاك بيري. كذلك استندت إلى خليط من الصور الحالمة والرومنسية لنمط حياة يتمحور حول ركوب الأمواج الذي أتقنه دنيز، فضلاً عن إيقاعات متعددة الطبقات. يقول ويلسون: «لقنني شقيقي كارل العزف على الغيتار الكهربائي. رغم أنني تعلمت وحدي العزف على البيانو الكهربائي إلا أني اعتمدت على البيانو العادي لتحديد إيقاعات أغاني الفرقة».

المفارقة هنا أن ويلسون، قائد الفرقة أصم منذ الطفولة في أذنه اليمنى. لكنه كان، مثل فنانه المفضل فيل سبيكتر، يسجل الأغاني وفقاً لنظام أحادي الصوت. لذا لم يثنه فقدانه للسمع في أذن واحدة عن المضي قدماً في عمله. كان في بداياته الفنيّة أكثر تعقيداً وجرأة من الناحية الإيقاعية، بعدما صعُب عليه التخلص من الآثار التي تركها والده موري ويلسون الفاسد في نفسه.

فرقة ال «beatles»

في 1965 بدأ الاستماع إلى ألبوم «Revolver» لفرقة «Beatles». بعدما أعلن أن غلين كامبل سيكون بديله في جولات «بيتش بويز» باشر الإعداد لألبوم «Pet Sounds» الذي أطلق في 1966 وتضمن أغنيتي «Caroline No» الحزينة و{God Only Knows» التي يُقال إنها المفضلة لدى بول ماكارتني.

كتب ويلسون في الملاحظات المدونة على الألبوم لدى إعادة إطلاقه في 1990: «عزفت هذه المقطوعات خصّيصاً للشباب الذين عادوا لتوهم إلى منازلهم. جميعهم أحبوا تلك الأغاني» باستثناء لوف الذي دعا ألبوم «Pet Sounds» بـ{الموسيقى النابعة من غرور براين». كانت المشكلة في تخلي ويلسون عن مقاربة لوف في الكتابة عن الشمس والمرح في وفي استبدالها بمشاعر مؤلمة من خلال تعاون ويلسون مع طوني آشر.

بالعودة إلى لاغونا بيتش، فكرت وويسلون في ألبوم «Pet Sounds» مجدداً وتساءلت أمامه: هل يظن أحد أن بإمكانه إعادة إحياء موسيقى البوب في 2007 بالقوة نفسها التي برزت فيها منذ 41 عاماً؟ أجاب: «ثمة ملاحظات في هذا المجال لكن يسعني القول إن ذلك ممكن. قد يتطلب الأمر نهضة إبداعية أخرى، غير أنني لست واثقاً من كيفية تحقيقها. ثمة دوماً الأشخاص الذين يستطيعون تأليف أغانٍ جيدة وما على هؤلاء سوى إظهار مواهبهم».

ارتباطه بميليندا

تبدو الحياة أكثر استقراراً الآن بالنسبة إلى ويلسون منذ ارتباطه بميليندا في 1995 وكان التقاها للمرة الأولى عندما باعته سيارة. بعدما كبرت كارني وويندي، ابنتاه من زوجته الأولى ماريلين، تبنى ويلسون وميليندا فتاتين صغيرتين، داريا روز وديلاني راي، وصبيّاً يدعى ديلان. يقول ويلسون: «تبلغ الفتاتان التاسعة والعاشرة من عمرهما. هما رائعتان وتميز شخصيّتهما بالحيويّة وبالشغب بحيث أشعر معهما كأن عمري 15 عاماً. نغني معاً Barbara Ann وSurfer Girl. هذا ممتع بالفعل».

في 2004، عندما أنهى ويلسون أخيراً الألبوم، تعزز لديه الشعور بالراحة علماً أن كثراً يشكّون في أن مثل هذا الشعور بالراحة ما زال بعيد المنال بالنسبة إليه عندما يتحدث عن عائلته. لا شكّ في أن تعاسته الملموسة نابعة من كونه يعيش على ذكرى شقيقيه الأصغر سناً.

back to top