نورية... د.ميمونة... اللواء صابر... إيران
نورية تحجز مقعداً لها في قاعة عبدالله السالم: لم تخذلنا وزيرة التربية بنت الكويت البارة والمربية القديرة الأستاذة نورية الصبيح بالتصدي وتفنيد محاور الاستجواب بنجاح، حيث استطاعت أن تفك عقدة رعب الحكومة من الاستجواب وتنقذ وحدتنا الوطنية التي باتت مهددة بهذا السلوك البرلماني المتطرف. الآن وبعد نجاح نورية بإثبات قدرات ومهارات قيادية وحنكة سياسية في التعاطي مع الاستجواب وما سبقه من أجواء سياسية ضاغطة واجهتها نورية بمجهود فردي وهي تستذكر ما حل بمن سبقها من الوزراء، فلم تمل أو تكل وحافظت على رباطة جأشها لتحقق انتصاراً مظفراً للقيم العامة ولإعادة إيمان الشعب بحكومة لم تعد فريسة سائغة للابتزاز، وبذلك تكون نورية الصبيح قد أكدت جدارتها بثقة القيادة والشعب، الأمر الذي يؤهلها لضمان مقعدها في قاعة عبدالله السالم وذلك بالبقاء في الصفوف الأمامية بالرغبة الأميرية، أو بالصفوف الخلفية بالإرادة الشعبية.اللواء الركن طيار صابر سويدان: ألقى محاضرة قيّمة وذلك ضمن فعاليات المؤتمر الدولي لكلية الآداب بجامعة الكويت وذلك بتاريخ 24 ديسمبر 2007م الذي حمل عنوان «التواصل الحضاري العالمي الهند وإيران نموذجاً»، وكالعادة فقد أسر اللواء صابر الحضور بطرحه المشوق وعمق وغزارة المعلومات التي قدمها عن كل من الهند وإيران ليس فقط بالجانب العسكري، بل من خلال تناوله جوانب مختلفة عدة أيضاً، فتطرق إلى العلاقات والتعاون الكويتي الهندي والإيراني ما قبل النفط، كما تحدث عن المساهمات الهندية الخيرية في الكويت وخص بالذكر منها مساهمة محسنين هنود بالتبرع لبناء مسجد الدولة الكبير، وتطرق إلى الصناعات الإيرانية والهندية، ومن الطريف أيضاً أن اللواء صابر أظهر جانباً من ثقافته فيما يتعلق بالفن عندما أورد معلومات دقيقة عن صناعة السينما الهندية التي ذكر أن حجمها فاق بشكل كبير صناعة السينما العالمية بما فيها الأميركية، وكانت المحاضرة غاية بالتشويق. ثم مالبثت أن دبت الإثارة عندما تطرق اللواء صابر إلى صناعة إيران العسكرية ذاكراً- وبصورة موضوعية- أهم منتجاتها من صواريخ وغيرها، كذلك تطرق إلى البرنامج النووي الإيراني وأثره في استقرار المنطقة، وحيث أني كنت جالساً خلف أساتذة أفاضل ضيوف للمؤتمر من إيران، فقد شاهدت وقع الحديث عليهم من خلال تبادل النظرات والهمس وكأنهم يحثون بعضهم بعضا للرد على اللواء صابر لتسجيل موقف على الأقل.إيران: وفعلاً وبمجرد فتح باب المداخلات والتعليق، بادر الإخوة الأعزاء الدكاترة الإيرانيون الواحد تلو الآخر باستهجان حديث اللواء صابر عن برنامج إيران النووي، وأن صابر يردد ما تردده أميركا من دون دليل، وطالبوا بعدم التطرق لمثل هذا زاعمين أن ذلك هو من الأمور السياسية وليس من اختصاص الحضور! ونحن هنا للحديث عن الجوانب العلمية!الدكتورة ميمونة الصباح: مديرة المؤتمر وعميد كلية الآداب طلبت التعقيب- على أن يكون ذلك بعد إتاحة الفرصة للضيوف الإيرانيين كافة الذين هدأت انفعالاتهم بعد أن تحدث كل منهم على حدة! حيث قامت معقبة على مداخلات الضيوف الإيرانيين قائلة إن جميع وجهات النظر محترمة في إطارها العلمي، ويجب عدم الشعور بالحرج من مناقشة أي موضوع خصوصاً عندما يكون ذلك النقاش بين العلماء، لذلك لا داعي لتناول الموضوع بشيء من الحساسية أو وضع محظورات للنقاش في الندوات العلمية.بعد ذلك قام اللواء صابر بالرد على المداخلات معبراً عن اندهاشه واستغرابه من فهم ما تطرق له من خلال منظور نظرية المؤامرة أو تحميله ما لا يقصده. أما أدلة الانزعاج من البرنامج النووي الإيراني فهي حافلة بالكثير من الدراسات العلمية الموجودة بالتقارير المتخصصة وما على المرء إلا أن يزور مواقع الإنترنت للإطلاع عليها.هل انتهى الأمر؟! دعونا نكمل ما حدث... بعد نهاية الندوة توجهت لأداء صلاة الظهر مع اللواء صابر وأثناء الصلاة انضم إلينا الإخوة الإيرانيون، في خطوة معبرة عن مدى قوة وعمق التآلف والروابط التي تجمع شعوب ضفتي الخليج، وبعد الصلاة اقترب الضيوف من اللواء صابر لاستكمال تعليقهم على محاضرته، فبادرهم اللواء صابر مستهجناً حساسيتهم غير المبررة لمناقشة هذا الموضوع... فرد عليه أحدهم: «إن مشروعنا سلمي ولا غاية لنا في الأمور العسكرية».. وهنا سأله صابر إذا كان سلمياً فلماذا نحتمي بالجبال لعمق يتجاوز مئات الأمتار لتصنيعه؟! وهنا تغيرت لهجة أحدهم قائلاً: «يا سيادة اللواء ألا تود أن يكون لإيران قدرة نووية كتلك التي بحوزة إسرائيل؟!» طبعاً السائل لم يكن يتطلع إلى الإجابة فقلنا لهم لا تعليق. ومع ذلك شنّت المواقع الموالية لإيران والمعادية للطرح العلمي هجوماً غير لائق على اللواء صابر بعد أن حرفوا ما جاء بالندوة.. والله يهدي جارتنا الحبيبة إيران والمواقع الموالية لها... آمين.