التخصص المساند ضرورة... أم حبر على ورق؟!

نشر في 16-08-2007 | 00:00
آخر تحديث 16-08-2007 | 00:00

التخصص المساند يختاره الطلبة لكي يكون داعما للتخصص الرئيسي، فهو يحقق لهم التنوع في الدراسة، ويحبب إليهم التحصيل العلمي، ويوفر الخبرات بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل، من هنا يعارض معظم الطلبة مجرد التفكير في إلغائه، بل يطالبون بإتاحة المزيد من التخصصات وفتح المزيد من الشعب.

من المعروف ان جامعة الكويت تمثل منهل العلوم الذي يثري عقول أبنائنا الطلبة بما يوفره لهم من فرص تعليمية في شتى مناحي الحياة، ومن المعروف ان من ضمن النظم الدراسية في الجامعة توجد مقررات إلزامية وأخرى اختيارية، ولكن من غير المعروف بالنسبة للبعض ما يسمى التخصص المساند الذي يدعم التخصص الرئيسي ويتكون في الأغلب من 26 وحدة دراسية، ينال الطلبة من خلاله معرفة تضاف إلى مسيرتهم العلمية، وله معايير علمية وقوانين تحددها الجامعة. اذ ان قلة من الطلبة يرونه غير مجدٍ والكم الاكبر منهم يرونه ضرورة ملحة للتنوع الدراسي والتحصيل العلمي.

«الجريدة» سلطت الضوء على هذه القضية من خلال التحقيق التالي:

يعدد الخيارات

استهلت الطالبة لولوة بوهادي الحديث بتوضيح أهمية التخصص المساند في إتاحة الفرصة للطلبة لكي يزيدوا من معلوماتهم وخبراتهم، ورأت انه «يزيد من خيارات العمل ويعدد فرصه أمامها بعد تخرجها إذ تستطيع العمل في مجال تخصصها الرئيسي (الاعلام) أو في مجال تخصصها المساند (اللغة العربية)»، وتمنت على الادارة الجامعية تعميم التخصص المساند على جميع الاقسام العلمية حتى تعم الفائدة «فهناك بعض الاقسام العلمية لا تخصص مساندا لها»، وبينت بوهادي أنها اختارت تخصصها المساند بعد قراءة دليل الطالب الذي عرّفها المواد المتاحة أمامها لتختار من بينها، وعارضت إلغاءه لما له من أهمية في توسيع أفق الطلبة وتنويع خبراتهم.

لا فائدة منه

وعلى عكس ما قالته الطالبة لولوة يرى الطالب سعد البناي انه لا فائدة ترجى من التخصص المساند سواء قبل التخرج أو بعده «فما يفيد هو التخصص الرئيسي أما المساند فهو حبر على ورق واكمال لصحيفة التخرج المفروضة على الطالب»، موضحا أنه لم يختره طلبا للفائدة أو لما يوفره من معلومات إضافية هم في حاجة إليها، بل لأنه مفروض عليه ولذلك فضل عدم تحمل المزيد من العناء بالانتقال من كلية إلى أخرى سعيا وراء التخصص المساند حيث يوجد التخصص الرئيسي في كلية والمساند في أخرى، ولذلك أعرب عن تأييده فكرة إلغاء المساند ولكن بعد وضع البديل الذي يثري خبرات الطالب التي تعينه في الحياة بعد التخرج.

شرط التناسب

وعلى جانب المؤيدين لـ«المساند» يقف الطالب حمزة القطان مؤكدا أهميته في حال كان متناسبا مع مجال الاختصاص الرئيسي والعكس صحيح، فإن اختلف التخصصان فسيكون غير مجدٍ، ومن هنا لفت إلى ضرورة إيجاد قوانين تنظيمية تحدد مجموعات من المواد بحيث يشتمل كل منها على تخصص رئيسي وما يناسبه من تخصصات مساندة تعين الطلبة على اختيار مجموعة متناسبة من التخصصات وهو ما يحقق الأهداف العليا التي وضع من أجلها «المساند» وأوضح انه اختار المساند لما يتسم به من سهولة، معارضا فكرة إلغائه لما له من فائدة في تنويع المواد التي يدرسها الطلبة دافعا عنهم الملل الذي ينشأ من دراسة تخصص بعينه طول الوقت.

ينمّي المهارات

وامتدادا لقائمة المؤيدين له أوضح الطالب عبدالعزيز الشايجي اهميته قائلا إن «التخصص المساند يعطي الطالب خبرات جديدة في عدة مجالات مختلفة تزيد من قدراته وتنميها وذلك يساعده على التكيف مع سوق العمل»، مبينا أنه اختار تخصصه المساند بعد تفكير ومقارنة بين التخصصات، وبعد علمه أن انسب التخصصات التي يتطلبها سوق العمل هو اللغة الانكليزية، وعن فكرة إلغاء التخصص المساند قال إنه ضد هذه الفكرة على طول الخط «فهو يساعد الطالب على تنمية مهاراته وصقلها بشكل يناسب ويواكب التطور المستمر في الحياة الاجتماعية والعملية، ويتماشى مع التوجهات العليا للكويت بتحويلها إلى مركز تجاري عالمي.

وعلى الخط نفسه وقفت الطالبة دعاء خان إذ رأت أن «المساند» يفيد الطالب قبل تخرجه في ان يأخذ خبرة جديدة بعيدا عن تخصصه الرئيسي، كما يفيده بعد التخرج في اتاحة فرصة اكبر لاختيار الوظيفة التي تناسبه في سوق العمل، معارضة مثل سابقيها فكرة إلغائه بالقول «إن هذه الفكرة لا تنفع الطالب كثيرا، لأنه كما قلت آنفا يوفر للطلبة الكثير من المعلومات التي لن تتاح لهم الفرصة بعد التخرج للاطلاع عليها».

عنصر جذب

ان التخصص المساند مفيد لما قبل التخرج وبعده، فقبل التخرج يتيح للطلبة دراسة قدر أكبر من المواد مع توافر التنويع فيها أما بعد التخرج فيفيد في اتاحة فرص عمل أكثر، كان هذا ما قالته الطالبة حنان فاضل جراغ، مستهجنة فكرة الغاء «المساند» لما له من أهمية في جذب الطلبة إلى الدراسة وتحفيزهم على طلب العلم حيث يمثل اختيارهم مواد معينة لدراستها بمحض إرادتهم دافعا إلى التحصيل العلمي بما يحقق له الفاعلية في الحياة العملية ويجعل الطلبة يستفيدون من تخصصين مختلفين بدلا من واحد, وتمنت على الاداره الجامعية توفير المزيد من التخصصات أمام الطلبة وفتح شعب دراسية جديدة لهم.

الإلغاء مرفوض

ويرى الطالب حمد المطيري ان اهمية التخصص المساند تكون بعد التخرج أكبر منه قبله «فالمساند يساعد الطالب على ايجاد الوظيفة المناسبة له حسب المعروض في أسواق العمل في غير مجال تخصصه» معللا اختياره «المساند» باقتناعه بأهميته بعد استشارة اخوانه الطلبة واساتذة الكلية أما فكرة الغاء التخصص المساند فهي فكرة مرفوضة تماما لأنها تحرم الطالب فرصا وظيفية اكبر.

دعامة للرئيسي

وقالت الطالبة فريال العتيقي ان التخصص المساند ما هو الا دعامة للرئيسي خاصة بالنسبة لها فتخصصها الرئيسي هو اللغة الإنكليزية والمساند ينتمي إلى قسم الترجمة، وبهذه الطريقة يصبح التخصصان مكملين لبعضهما معبرة عن عدم استحسانها فكرة الغاء «المساند» وذلك لأن بعض الطلبة تتملكهم الحيرة إذا ما طالبناهم باختيار تخصص واحد في حين تذهب بهم ميولهم إلى تخصص آخر فيكونون بين نارين، أي التخصصين يختارون، أما مع وجود «المساند» فهم لديهم الفرصة لاختيار تخصصين أحدهما رئيسي والاخر مساند.

واضافت الطالبة ميسون الصالح أن التخصص المساند «يساعد في زيادة معدل الطالب اثناء فترة الدراسة ويتيح له التنويع في المواد الدراسية، كما يوفر فرص عمل اكثر بعد تخرج الطالب» ولم تؤيد ميسون فكرة إلغائه ولكنها فضلت ان يكون اختياريا.

الكليات التي تسمح لطلبتها بالتخصص المساند بمقدار 26 وحدة دراسية:

• كلية العلوم

• كلية الآداب

• كلية الشريعة والدراسات الاسلامية

• كلية العلوم الاجتماعية

back to top