الإصبع المقطوعة يمكن أن تعود إلى مكانها بنجاح
إن مشهد الاصبع المقطوعة فجأة لا شك في أنه يسبب صدمة للضحية ولمن يرونها ولكن لا داعي لمثل هذا الذعر فإن عشرات الآلاف من الناس تقطع أصابعهم كل عام في حوادث في المنزل أو في العمل، وفي معظم هذه الحالات يمكن أن تعاد الإصبع إلى موضعها بنجاح.والحوادث التي تقطع فيها الإصبع تكون في أغلب الأحوال سببها المنشار الآلي أو الفؤوس أو البلطات التي تستخدم في قطع الأخشاب في المنازل أو في أماكن العمل. كما أن الآلات التي تستخدم في المصانع من الأسباب التي تنطوي على مثل هذا الخطر، كما أن هناك الكثير من الأخطار في المنازل أيضا. فالأصابع قد تقطع في الأبواب أو بسبب آلة حادة كما أن تقطيع الخضار واستخدام أدوات أخرى في المنزل قد ينطوي على مخاطر بالنسبة إلى الاصابع.
ويقول أندرياس أيزينشنيك سكرتير جمعية جراحات اليد الألمانية والذي يعمل في قسم الطوارئ في مستشفي في برلين إن الأمر المهم حين يقع الحادث هو الاحتفاظ بالإصبع المقطوعة بأسرع ما يمكن.والفرصة المتاحة لإعادة الاصبع إلى موضعها هي 12 ساعة من الحادث، ولكن هذه الفرصة تتوقف على مدى الإصابة والحالة التي عليها الاصبع، ويضيف أيزينشنيك إن جمع أي قطعة من الإصبع تناثرت على الأرض فورا ربما يكون باعثا على الاشمئزار ولكنه مهم ولاسيما في الأماكن التي توجد فيها قطط أو كلاب.وينبغي أن يتم حفظ الاصبع المقطوعة بطريقة تسهل عمل الجراح في إعادتها إلى وضعها، ويضيف أيزينشنيك ان استخدام أدوات معقمة في الحفظ مهم لأن الإصبع تكون قد تلوثت بسبب التراب عند سقوطها على الأرض ولذا يلزم تعقيمها تماما قبل العملية الجراحية.ويكفي في البداية أن تلف الإصبع في منديل من القطن أو في منديلل ورقي مبلل بالماء انتظارا لوصول الاسعاف. وفي حالة عدم وصول إسعاف على نحو مباشر ينصح هارتموت سيبرت سكرتير جمعية أطباء جراحات الحوادث الألمانية باستعمال كيس من البلاستيك محكم أو ورق ألمنيوم من النوع الذي يستخدم في المطبخ للف الإصبع المقطوعة.وفي معظم الدول الأوروبية توفر البنية الأساسية الطبية جراحا مؤهلا في المستشفى يمكنه أن يقوم بجراحة إعادة الإصبع المقطوعة بأسرع ما يمكن لأن ذلك يساعد على سرعة الالتئام.وفي ظل ظروف معينة لا ينبغي الضغط على الجرح أو ربطه ويقول سيبرت إن الأمر المهم هو رفع اليد المصابة لأعلى لأن ذلك يساعد على وقف النزيف ومن النادر أن يموت أحد من نزيف الدم في حادث يسفر عن قطع الإصبع.وإذا قرر الطبيب المضي قدما في إجراء عملية إعادة الإصبع إلى موضعها فإن فرص نجاحها تكون في حدود 80 في المئة، وتعتبر العملية ناجحة عندما يعود الاحساس إلى الإصبع.والعملية الجراحية التي تتم باستخدام الجراحة المجهرية تبدأ بتنظيف الجرح وإزالة الأنسجة المتهتكة، وتتم خياطة الإصبع مع إعادة ربط الأوردة والشرايين بعضها ببعض باستخدام المجهر أو العدسات المكبرة ويتم في النهاية تسوية وضع الجلد.(برلين - د ب أ)