رئيس الحكومة في مرمى الهدف!!

نشر في 28-12-2007
آخر تحديث 28-12-2007 | 00:00
 بسام عبدالرحمن العسعوسي يسوسون الأنام بغير عقل

وينفذ أمرهم فيقال ساسة

فأفّ من الحياة وأف مني

ومن زمنٍ سياساته خساسة

أبو العلاء المعري

«خساسة سياسية» هو أبلغ وصف يمكن أن يطلق على كل محاولات إفشال وتعطيل حكومة الشيخ ناصر المحمد.. فلا زال الرجل يلتقي الضربات والطعنات من كل حدب وصوب بصدر رحب وروح رياضية، وإن شئت طيبة زائدة عن اللزوم «شوي».. إلى أن أضحى خيار حل مجلس الأمة أمراً تلوكه الألسن بشكل متكرر.

فمن الواضح بجلاء أن الظروف والمعطيات كلها تدل على أن هذا المجلس لن يكمل دورته على خير... لأن قوى الظلام والفساد تحالفت في ليل وجهزت الأدوات والمعدات وهيّأت الظروف للإجهاز على حكومة سموه عبر استجوابات متكررة سمجة مستخدمةً «ديموقراطية الانتقام» لتنفيذ مآربها الدنيئة، ومن ثم استمرار شل حركة التنمية، وإدخال البلاد في نفق مظلم، وإيصال رسالة والإيعاز لصاحب القرار بأن الزمن ليس زمن ناصر المحمد... وما استجواب السيدة الفاضلة نورية الصبيح الأخير إلا شاهد على ما نقول.

فقد اتفقت فئة ضالة على ذبح السيدة الصبيح سياسياً، بل أخذت هذه الفئة تستخدم لغة «شوارعية» في الخطاب والنقد والتوجيه، يريدون رأس الوزيرة بلا ذنب ارتكبته أو خطأ اقترفته، وهم في حقيقة الأمر يريدون بذلك رأس رئيس الحكومة تحديداً، لكن ليست لديهم الجرأة الكافية للإفصاح والمواجهة لأنهم دُمى يحركها لاعبون آخرون خارج المجلس وربما داخله، أيضاً.

لقد تغيرت يا سيدي قواعد اللعبة السياسية وأصولها، فمن المفترض، كما يعلم الجميع، أن الأصل في العمل السياسي والبرلماني أن تستجوب الفئة الصالحة تلك الفاسدة وتحاسبها، إلا أن هذا الأمر قد انقلب رأساً على عقب، وانعكست الآية لتصبح الفئة الفاسدة تستجوب الصالحة وتحاسبها.

واختلط «الحابل بالنابل» حتى أصبح المجتمع يتقيأ من هذا الأسلوب الفج في تعامل هؤلاء النواب مع بعض الوزراء تحديداً، فالناس «لاعت جبودها» من هذه الأصوات النشاز التي تُسمعنا ليل نهار أبشع سيمفونيات الحزبية والطائفية والقبلية!!

هل الحل هو برحيل دولة رئيس الحكومة؟! وإذا رحل سموه وابتعد فمَن البديل الذي يملك صفات ومزايا وحلم وسعة صدر ناصر المحمد؟! لذلك رجائي ودعائي أن يُحَل هذا المجلس في أسرع وقت ممكن، فنحن نريد، صراحة، أن نتنفس هواءً صحياً صافياً من أي شوائب أو ملوثات تعيق التنفس في بلد الحرية والديموقراطية الأخلاق البرلمانية.

***

السادة في كتلة العمل الشعبي يريدون أي جنازة ليشبعوا فيها «لطماً»... فموقف الكتلة الرمادي من استجواب الفاضلة نورية الصبيح غير مفهوم، وأنا شخصيا أعوِّل كثيراً على المخضرم أحمد السعدون لكبح جماح بعض أعضاء كتلته من المندفعين لتحقيق مكاسب وانتصارات وقتية على حساب الدولة وأصول التعامل البرلماني وشرفه.

back to top