عروض طلابية جسدت واقع حقوق الإنسان في الكويت شملت قضايا البدون والسجون والعمالة الوافدة والمنزلية والمحاكمات والحريات السياسية
قدم طلبة مقرر «حقوق الإنسان» في قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت، عروضا طلابية مميزة عن الأسلوب المتعارف عليه، كاستخدام تكنولوجيا الكمبيوتر في عرض البحوث أو التصوير التلفزيوني أو التسجيل الصوتي، بل أضافوا صبغة حيوية للعروض بتضمين أبحاثهم مشاهد تمثيلية، تركزت سيناريوهاتها حول قضايا حقوق الإنسان في الكويت.
أتاح أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د. غانم النجار لطلبة مقرر «حقوق الإنسان» الفرصة لعكس المحتوى العلمي لموضوعات المقرر التي تلقوها عبر المحاضرات الدراسية، بعمل أبحاث خاصة، والذهاب إلى ميادين البحث بأنفسهم وترجمتها على شكل مشهد تمثيلي قصير، يجسد القضية التي تبنتها كل مجموعة بشكل مبسط، بالإضافة إلى تعبير كل مجموعة عن رأيها أو تلخيص المحصلة النهائية لموضوع البحث وفق السيناريو المختار.قضية البدونوقدم طلبة مقرر حقوق الانسان ستة عروض يوم الأربعاء الماضي في كلية العلوم الاجتماعية بالشويخ، تناولوا في أولها قضية البدون، حيث قدمت المجموعة مشهدا مسرحيا بين معاناة اصحاب هذه الفئة، وصعوبة تأقلمهم مع المواطنين لتعثرهم الدائم بالقيود غير المنطقية التي فرضت عليهم من المؤسسات المعنية، أبسطها عدم الاعتراف بهم، وصولا إلى انتهاكات حقوق الإنسان المختلفة التي تقترف بحقهم، إذ دعمت المجموعة موقفها بمشهد تلفزيوني لأحد البرامج التي تطرقت الى قضية شخصية من «البدون»، وختمت المجموعة العرض بمناقشة قانون الجنسية الحالي وتقديم الحلول المقترحة للقضية كاملة.سجون الكويتواستعرضت المجموعة الثانية السجون في الكويت، وتحدثت باختصار عن كل من السجن المركزي- قسم الرعاية اللاحقة، وسجن الابعاد، وأسهبت في الحديث عن سجن النساء، مضيفة لمسة مسرحية في نهاية العرض، جسدت الأجواء التي تعيشها النزيلة في السجن، موضحة مدى سلبية اشتراك أكثر من سجينة في زنزانة واحدة رغم اختلاف جرائمهن، الأمر الذي يجعل من السجن مخدعا لتفاقم دوافع الجريمة وتطور أشكالها الى الأسوأ.تجار الإقاماتواكتفت المجموعة الثالثة بتقديم مسرحية أشبه بالفكاهية، تتحدث عن مواطنين يجتمعون في مقهى فيه عامل من الجالية العربية، يعمل مع صاحب المقهى، إضافة الى عمله في تجارة الاقامات، وفي الوقت نفسه كان رجال المباحث في المقهى يرصدون نية العامل وصاحب المقهى لضبطهم بالجرم المشهود، وهذا ما حصل في نهاية العمل، لتعلن المجموعة الثالثة عن هذه الظاهرة (تجارة الاقامات) التي تمخضت عنها جرائم أخرى مختلفة. حرية التعبيرأما المجموعة الرابعة فتطرقت في بحثها الى قضايا الحريات السياسية وحق التجمع وحرية التعبير، واعتمدت مشهدا أقرب إلى فلكلور الحياة اليومية للمواطن الكويتي، وهو الجلوس مع الأهل والأصدقاء في الدواوين ومناقشة الأمور المجتمعية التي تتطور أوتوماتيكيا إلى الحديث عن الوضع السياسي الراهن في البلد، ثم الهجوم الاعتيادي على الحكومة، حيث صور المشهد جلوس ثلاثة أصدقاء في ديوانية، ورابعهم كان«عين» أمن الدولة، الذي شهد هجوم أصدقائه على الحكومة، ليقوم بالتبليغ عنهم ثم القبض عليهم بتهم ملفقة.اضطهاد العمالةالعمالة المنزلية هي الأخرى فئة مضطهدة، وتعد لونا كويتيا آخر من ألوان الانتهاكات التي تخرق حقوق الإنسان، المجموعة الخامسة تناولت هذه الفئة بعرض مسرحي لرب أسرة يضرب ويحرم خادم البيت من أجره، لينتقم الاخير في نهاية المطاف من رب عمله بقتل ابنه، ثم عرضت المجموعة دراسات لكل من وزارة التخطيط ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل حول أسباب وسلبيات ظاهرة اضطهاد العمالة المنزلية.المحكمة العادلةوعكست المجموعة السادسة والأخيرة في مشهدها المسرحي مثالا لانعقاد جلسة في المحكمة لاحدى القضايا التي عانت التأجيل المتكرر والتباطؤ في إصدار الأحكام، الذي يتسبب في النهاية بأضرار وظلم مرحلي قد يعاني منه طرف من أطراف القضية، وقد يعرضه لما هو أخطر، وهذا مثال واضح اختارته المجموعة لتوضيح النقص في بعض جلسات المحاكم، التي من المفترض ان تكون عادلة.وأضافت المجموعة تسجيلا صوتيا للمحامي علي الرشيدي، الذي أضاف الى البحث لمسة قانونية أكملت المطلوب الذي أرادت المجموعة إيصاله الى الحضور.النجار: الجانب المعرفي هو الجزء الأهم للطالبأثنى أستاذ مقرر «حقوق الإنسان» في قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت د. غانم النجار، على الجهد الذي بذله أبناؤه الطلبة في تجسيد خلاصة بحوثهم على هيئة مشاهد مسرحية قصيرة، كانت كفيلة بعكس العمل البحثي بصورة مبسطة، وأوصى النجار طلبة مقرر حقوق الإنسان بعدم تغليب الجانب التمثيلي على حساب المعرفي، كون أن المعرفة تمثل الجزء الأهم للطالب، موضحا أن القاعات الدراسية هي من تعطي المعلومة، ولكن ذهاب الطالب إلى المعلومة بنفسه، يعد إثراء لمعلومات الطالب، وأكد النجار عقب انتهاء الطلبة من تقديم البحوث أن الهدف من استخدام الأسلوب التمثيلي هو ربط النظرية بالواقع المعاش، وزيارة كل فريق الأماكن الأساسية في اختصاصه، حيث قام الطلبة بزيارة السجون والمحاكم وغيرها، بالإضافة إلى عمل لقاءات مرتبطة بالمادة البحثية مع مختصين رسميين أو ضحايا، الأمر الذي أتاح للطلبة معرفة قريبة وعميقة لواقع القضايا المبحوثة، وختم النجار بالتعليق على عروض الطلبة بأنها شاملة لتوصيف المقرر.