المتروك يُحمِّل الحكومة مسؤولية تشنج الأجواء بين الكويتيين الشيعة ولاؤهم للكويت بالفطرة

نشر في 29-02-2008 | 00:00
آخر تحديث 29-02-2008 | 00:00
No Image Caption

حمَّل علي يوسف المتروك، الحكومة مسؤولية حساسية الأجواء بين الفئات المختلفة في الكويت، بعدم سعيها الحثيث نحو نزع فتيل الأزمة قبل بدايتها، بمنع إقامة حفل تأبين لعماد مغنية في الحسينية التي قامت بذلك، رغم أنها أعلنت إقامته قبل انعقاده بيومين.

أكد على يوسف المتروك أنه لن يسمح بالتطاول على المواطنين الشيعة الكويتيين الذين تعرضوا خلال الأيام الماضية لحملة كبيرة كشفت ما في نفوس البعض من الحقد والكراهية تجاه المواطنين الشيعة في الكويت.

وحمَّل المتروك في بيانه، وزارة الداخلية المسؤولية تجاه ما جرى وما آلت إليه الأوضاع في الكويت من تعصب وتشنج وشتم للشيعة في غياب شبه كامل للحكومة، عندما تجاهلت وزارة الاعلام التي صمتت على حفلات الردح والشتائم دون أن تتخذ أدنى إجراء لوقفها، رغم أن قانون المطبوعات المادة 21 الفقرة السابعة منه تحظر المساس بكرامة الاشخاص أو حياتهم أو معتقداتهم الدينية، والحض على الكراهية او ازدراء أي فئة من فئات المجتمع.

واضاف المتروك أنه ربما خيل للبعض أن سكوت المواطنين الشيعة كان لخوف أو دعة أو مسكنة، ولكن صدقوني انهم سكتوا حفاظا على أمن هذا الوطن العزيز وصيانة لاستقراره، وما درج عليه المؤسسون من أهل الكويت من تعاطف وتراحم بينهم منذ نشأة هذا الوطن، مبينا أن من ضمن الشتائم التي أطلقت بحق المواطنين الشيعة، ابعادهم عن الكويت على ظهر عبارة إلى عبدان، في حين طالب أحد النواب بابعادهم إلى مشهد بدون عودة، في اشارة واضحة إلى المساس والطعن في ولاء الكويتيين، كأن المواطنة والانتماء إلى الأرض عملية مزاجية تتحكم فيها الأهواء الشخصية، والتعصب، والازدراء للغير.

وأكد في بيانه أنه ليس لاحد الحق في مطالبة الشيعة باظهار أو تأكيد ولائهم للوطن فهم موالون لوطنهم بالفطرة، وفي ما يلي نص البيان:

«تابعت باهتمام وألم بالغين ما جرى على الساحة الكويتية، من تداعيات سياسية مؤلمة على أثر تأبين عماد مغنية، وما نتج عنها من ردود أفعال، ما كانت لتحدث لو أن وزارة الداخلية بادرت إلى ابلاغ أصحاب الحسينية بوقف إقامة هذا التأبين، خصوصا أن هذا التأبين كان معلنا قبل يومين من اقامته.

إن مهمة رجل الأمن هي منع وقوع الجريمة قبل حدوثها، كما أنحِّي باللائمة على وزارة الاعلام، التي صمتت إزاء حفلات الردح والشتائم بحق الشيعة الكويتيين من دون أن تتخذ ادنى إجراء لوقفها، طبقا لقانون المطبوعات المادة 21، ايها الكويتيون دعوا قضية تأبين مغنية للقضاء العادل، ليقول فيه كلمة الفصل، وتعالوا نؤبن وطننا، حفرنا على جبينه جراحا وندبات غائرة، تحتاج إلى كثير من الوقت حتى تندمل.

إن من ضمن الشتائم التي أطلقت بحق المواطنين الشيعة، ابعادهم عن الكويت، على ظهر عبارة إلى عبدان، في حين طالب احد النواب بابعادهم إلى مشهد بدون عودة، كأن المواطنة والانتماء إلى الأرض عملية مزاجية تتحكم فيها الأهواء الشخصية والتعصب والازدراء للغير، بينما ليس لأحد الحق في مطالبة الشيعة باظهار أو تأكيد ولائهم للوطن، فهم موالون لوطنهم بالفطرة، وهم جزء فاعل من المؤسسين الأوائل الذين أنشأوا هذا الوطن وإذا اراد البعض أن يفتح ملف الولاء فليس لدى الشيعة أي مانع حتى يعرف الجميع، أن من يطالب الشيعة باثبات ولائهم لأتفه الأمور، إن كان قد استوطن الكويت قبلهم ولنفتح ملفات الجنسية لتظهر الحقيقة جلية للعيان.

استغل التيار الديني السلفي تراخي السلطة او شبه غيابها عن الساحة فتبرع بالقيام -نيابة عن الدولة- بتأديب الشيعة، وأطلق عليهم «الفئة الباغية» ولا أدري إن كان التيار الديني سيستعمل العصي أو السلاح ليقوم بالقتل على الهوية، وهذا لعمر الله أخطر ما سمعت في خضم هذه العاصفة الهوجاء.

ربما كان من أدبيات التيار الديني السلفي مشروعية استباحة دم المواطنين الشيعة، ولم لا؟ وقد نعتهم أحد منظريهم باليهود قبل اشهر، فهل يعلم التيار الديني السلفي ان عدد الشيعة في الكويت يزيد على نصف مليون إنسان، وأن تداعيات هذا العمل الخطير تتعدى الكويت، فالعالم قرية صغيرة فما يحدث في بلد تتناقله الاخبار في بضع ثوان إلى أنحاء المعمورة.

ربما خيل للبعض أن سكوت المواطنين الشيعة كان عن خوف، أو دعة، أو مسكنة، ولكن صدقوني انهم سكتوا حفاظا على أمن هذا الوطن العزيز، وصيانة لاستقراره، وما درج عليه المؤسسون من اهل الكويت من تعاطف وتراحم بينهم منذ نشأة هذا الوطن.

من أين يأتي الخوف إلى المواطنين الشيعة؟، وقد سكنت في أعماقهم ووجدانهم روح الامام الحسين عليه السلام بطل الشهادة والفداء والحرية، وهم يحتفلون ويعيشون ذكرى استشهاده هذه الايام، وبهذا الروح تصدوا للدفاع عن وطنهم وواجهوا صدام المقبور وأزلامه عندما احتل الكويت عام 1990 وقدموا الشهداء دفاعا عن ارض الوطن.

إن من لديه ادنى دراية ومتابعة لما يجري في المنطقة من تحولات منذ سقوط الطاغية صدام، يدرك أن وجود الشيعة كمكون اساسي من مكونات هذا الشعب يشكل عامل استقرار وطمأنينة للكويت.

ان اي تحولات اقليمية في المنطقة لن تحول ولاء الشيعة عن وطنهم، بل تزيدهم تمسكا والتصاقا بالوطن، وتبين مدى تماسك الشعب الكويتي بكل فئاته، كما تماسك ايام الاحتلال. ولا أدري إن كانت هذه التحولات الاقليمية تجعل البعض يضيق بها ذرعا فتجعله نهبا للهواجس والظنون، وهي ظنون في غير محلها. ولابد لنا من وقفة للاشادة بكل من ساهموا في اطفاء نار الفتنة، فعبروا عن مواقفهم الوطنية بالنشر في الصحف أو غيرها من وسائل الاعلام، وبرهنوا اصالة معدنهم، وحرصهم على الوحدة الوطنية وسلامة الوطن.

إن كلمة الوطن تعني باللغة العربية المسؤولية والالتزام نحو الوطن، ثم بين المواطنين انفسهم، وطن يتساوى فيه المواطنون في الحقوق والواجبات، وطن لا تمايز بين ابنائه إلا لمن قدم لهذا الوطن عملا مميزا وبهذه الروح الشفافة تبنى الاوطان.

ولنا في قياداتنا السياسية الحكيمة وعلى رأسها سمو الأمير حفظه الله وولي عهده الامين الآمال الكبار لبعث الاطمئنان في النفوس لتعود الكويت العزيزة كما عهدناها بلد الحب والأمن والامان».

back to top