موضوع المخدّرات يغزو السينما المصرية

نشر في 05-09-2007 | 00:00
آخر تحديث 05-09-2007 | 00:00

منذ ثمانينات القرن الماضي تقريباً بدأت مشاهد تعاطي المخدرات تغزو السينما المصرية بشكل مكثف. ومع انتشار موجة الكوميديا حديثاً أصبحت المخدرات ضيفاً مفروضا على الأسرة العربية في معظم الأفلام.

لأن المخدرات ترتبط غالباً بالكوميديا كما أسلفنا، نجد في مقدم الممثلين الكوميديين الذين استفادوا من المخدرات النجم عادل إمام الذي عاصر أفلام السكر وأفلام المخدرات واستطاع تطوير الكوميديا العربية بأسلوبه الخاص. أطلق صرخته الأشهر في منتصف الثمانينات «أنا شربت حشيش يا سعاد» من فيلم «كراكون في الشارع»، وهو أيضاً من تكلم عنها في فيلمه الأخير «مرجان أحمد مرجان» محاولاً إدخال مصطلحات جديدة للمخدرات منتشرة بين الشباب كـ«الأسيد» و«البيلات» وغيرها إلى الأسرة العربية من خلال شخصية أحمد مكي في الفيلم، ناهيك بمشاهد جلسات التحشيش في «السفارة في العمارة» وأفلام أخرى.

أما أكثر من اشتهر بأداء دور «الشاب المسطول» فهو محمد سعد بلا منازع. بعد النجاح الغريب الذي حققته شخصية «اللمبي» في فيلم الراحل علاء ولي الدين «الناظر صلاح الدين»، اكتشف صناع السينما تشوق الشباب إلى مشاهد المخدرات في الأفلام بعد تجاوبهم مع الشخصية بإدمانها و«غيببتها» الدائمة بطريقة مذهلة، ما دفعهم إلى إنتاج فيلم منفصل تحت عنوان «اللمبي» مجسداً جنوح الشخصية وجنونها. ساعد في إنجاح الفيلم حضور الممثلة القديرة عبلة كامل. لكن صناع السينما لم يكتفوا وقرروا استثمار الشخصية في أفلام أخرى مثل «اللي بالي بالك» و «عوكل» و «بوحة» و «كركر».

كذلك وجد أحمد عيد في المخدرات طريقة وصول إلى البطولة المطلقة في فيلمه الأول «ليلة سقوط بغداد». في هذا الفيلم يتحول بقدرة قادر من «ضرّيب بانجو» إلى أعظم مخترع في مصر، رغم أن الثابت علمياً أن البانجو يتلف خلايا المخ غير القابلة للتجدد. وبعد نجاح فيلمه الأول استمر على منوال دمج المخدرات نفسه مع الكوميديا في فيلمه الأخير «أنا مش معاهم».

أما أحمد حلمي فبعد نيله البطولة المطلقة تخلى عن دور السنيد واختار الكوميديا. لم يكن قادراً على تجاهل المخدرات في أفلامه هو الآخر، خاصة في فيلم «ظرف طارق» المليء بمشاهد التحشيش والمواقف الكوميدية مع تاجر المخدرات. ويتقرّب حلمي من كلب نور الشرس عن طريق إطعامه قطعة من الحشيش المفترض طبياً أنها تسبب له «تلبكا معويا» لا أن يتبعها أحمد حلمي بعبارة «صحيح الكيف بيذلّ». وفي فيلمه «جعلتني مجرماً» ظهرت المخدرات أيضا في بدايته قبيل عملية الاختطاف عندما رد على غادة عادل «لا أصلي دلوقتي مسطول... قصدي مشغول» بعد جلسة من التحشيش مع إدوارد.

خرجت المخدرات أيضا من نطاق الأفلام الكوميدية لتظهر في العديد من الأفلام المهمة مثل «دم الغزال» بطولة نور الشريف ومنى زكي وفيلم «أوقات فراغ» الذي يعتبر تجربة سينمائية جادة ومتميزة تدور كلها في سحابة من الدخان الأزرق وضاعف من جمال التجربة الكلمات المعبرة لأغنية الفيلم «بنلف في دواير... وتلف الدنيا بينا» التي كتبها الشاعر عبد الرحمن الأبنودي.

إلى فيلم «العار» في مرحلة سابقة ويدور أساساً داخل عالم تجار المخدرات ويتضمن العديد من العبارات والمصطلحات غير المفهومة مثل «يفيّش الهوامش» المنتشرة بين الشباب رغم غرابتها، ناهيك بمشاهد المخدرات التي تملأ إعلانات الأفلام الحديثة على الفضائيات كفيلم «عجميستا» كمثال قريب.

إن حصر مشاهد المخدرات في الأفلام مسألة شبه مستحيلة لكثرة تلك المشاهد. يبقى فيلم أوحد علامة فارقة في عالم المخدرات على الشاشة، إذ أثار نجاح الفيلم المذهل العديد من التساؤلات والغريب أن الفيلم ما زال ناجحاً حتى الآن ويحتفظ به الشباب العربي على أقراص صلبة. إنه فيلم «الكيف»، إنتاج سنة 1985، بطولة محمود عبد العزيز ويحيى الفخراني، إخراج علي عبد الخالق ويدور حول أخوين متناقضين في كل شيء، أحدهما عالم كيميائي والآخر ضابط إيقاع. حين ييأس الأخ العاقل من إقبال أخيه على المخدرات وإدمانه حياة اللهو يحاول إقناعه بأن «الكيف» ليس سوى وهم يتعاطاه المدمنون، ويشرع لتنفيذ خطة لإقناعه عن طريق صنع خلطة كيميائية على شكل الحشيش إنما لا فعل لها. لكن المفارقة حين تعجب الخلطة أحد كبار تجار المخدرات ويبدأ في تضمينها مخدر «ماكس فورد» وتوزعيها في الأسواق ليشرب منها صانعها نفسه «ويعمل دماغ».

back to top