كيف تقنعين طفلكِ بإنجاز واجبه المدرسيّ؟
معاناة يومية تمر بها أمهات كثيرات، وهي هروب الأبناء من كتابة واجباتهم المدرسية، خصوصاً الأطفال في المراحل التعليمية المبكرة، الذين يتعاملون مع هذه الواجبات على أنها أمر سيئ يمنعهم من اللعب، لذا يعتبرونها عقاباً ولا بد من الهروب منها.
تقول فرحة سامي (طبيبة): ابني في المرحلة الابتدائية، لا يؤدي الواجب المدرسي الذي كُلف به، ولا يهتم إلا باللعب أو مشاهدة التلفزيون، أحاول إقناعه بالوسائل كلها ولا أجد وسيلة سوى الضرب لأجعله يكتب واجباته، فضلاً عن الاستذكار الذي يرفضه بشدة، مما يجعلني أخشى على مستقبله الدراسي، ولا أعرف كيف أتصرف معه. المشكلة نفسها تشكو منها أمل إبراهيم (ربة منزل) إذ تقول: يجادلني ابني كل يوم كي يقتنع بكتابة الواجب، كذلك يتفنن في إضاعة الوقت، ثم يبكي في نهاية الأمر لأنه تعب من الكتابة. أما روان محمود (معلمة) فترى: أن المعلم نفسه عليه عبء كبير في هذه المسألة، إذ عليه أن يحبب الطفل بالدراسة، وأن يشجع التلميذ النجيب ويجعل باقي زملائه في الفصل يصفقون له لو أجاد في أمر ما، فأسلوب الإشادة هذا مطلوب كثيراً كي يرغب الطفل بالتعليم في مراحله الأولى، وإذا تحقق ذلك الأمر سيحرص من تلقاء نفسه على متابعة دروسه وإنجاز واجباته المدرسية. مساعدة نفسيةمثل هذه التصرفات من جانب الأطفال قد تجعلنا نحكم عليهم بالإهمال، ولكن هذا الحكم ليس صحيحاً كما يؤكد خبراء النفس، إذ يرون أن الطفل هنا يحتاج إلى مساعدة نفسية، فعادة ما تكون هناك أسباب تؤدي إلى ذلك منها كما يؤكد د. سعيد عبدالعظيم أستاذ علم النفس: أن يكون الطفل كارهاً لمادة معينة، أو لمُعلم هذه المادة، أو أن تكون معاملة المُعلمين له في المدرسة غير صحيحة لا تناسب سن الطفل، أو أن يكون منطوياً بطبعه أو غير واثق بنفسه، أو أن تكون المواد الدراسية صعبة، وهناك عوامل أخرى مثل طول اليوم الدراسي أو سوء تعامل الوالدين مع الطفل، مما يجعله ينعزل عن أصدقائه وزملائه في المدرسة أو يغرق في مشاهدة التلفزيون أو الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر لساعات طوال، ويمكن أن ينقلب إلى طفل مشاغب في المدرسة. العلاج في مثل هذه الحالات كما يوضحه د. سعيد عبدالعظيم هو أن تقومي بالآتي:* إعطيه الاهتمام الكافي مثل أخوته تماماً، ولا تشعريه بالنقص لأي سبب من الأسباب.* إمنحيه الثقة بنفسه، فإذا نجح في إنجاز عمل ما في البيت، اجعليه يكرره مرة أخرى وأشيدي به أمام أفراد الأسرة كلهم.* إهتمي بملابسه وأغراضه الخاصة، على أن تبدي إعجابك دائماً بما يختاره. * لا تلقي عليه العبء وحده، بل اجعليه يشعر بالمساعدة، وبأن هناك من يقف إلى جانبه دائماً.* لا تبالغي في تأنيبه إذا أخطأ، كي لا يشعر بالضيق والفشل.* إذا حصل على درجات عالية في المدرسة، إفخري به بين أصدقائك على أن يكون ذلك في وجوده، كي يشعر بطعم النجاح ويعتز به ويسعى إلى أن يكرره مستقبلاً.* افعلي كل هذا من دون مبالغة في المديح، حتى لا يشعر الطفل بالافتعال.* اختاري له الأصدقاء من زملائه المتفوقين في المدرسة.* احذري من استخدام أسلوب المقارنة بينه وبين إخوته أو زملائه في المدرسة.* ساعدي طفلك عل تنظيم وقته، كي لا يشعر بالحرمان من اللعب تماماً.* حاولي اكتشاف المواهب لدى طفلك و اعملي على تنميتها.تقسيم الدروسيرى د. جمال الطحاوي أستاذ علم الاجتماع أنه يجب من البداية أن نجعل الطفل يحب مدرسته، حيث يمكن اصطحابه إليها طوال الأسبوع الأول، كذلك إلحاقه بمدرسة فيها عدد من جيرانه وأصدقائه، كي يشعر بالألفة. ويضيف: عند امتناع الطفل عن أداء واجباته، لا يجب على الأم أن تعاقبه على ذلك من أول مرة، بل عليها أن تقسّم له الدروس تدريجياً، مع تشجيعه المستمر كلما انتهى من جزء منها ومشاركة اخوته في هذا التشجيع واستخدام وسائل التحفيز والمكافأة والحرص على اصطحابه في نزهة أسبوعية.ويؤكد الطحاوي على أهمية التواصل بين الأسرة والمدرسة واستخدام الوسائل التربوية الحديثة، لتفهم حاجات الطفل ومشكلاته والعمل على حلِّها بطرق صحيحة.