محطات الإرسال الفضائي أسست كصرح إعلامي وانتهت مرتعاً للفساد في الإعلام مطلوب من الخالد تشكيل لجنة تحقيق بالمشاريع الهندسية لكشف التجاوزات
يشعر العاملون في القطاع الهندسي وتحديدا في محطات الإرسال التابعة لوزارة الإعلام بالقلق الشديد لما آلت إليه الأوضاع في معظم محطات الإرسال، وأوضاعهم المهنية خلال السنوات الماضية، مؤكدين أن عدم اكتراث المسؤولين في وزارة الإعلام بهذه المحطات جعلها مستنقعا للفساد المالي والإداري.
وطالب العاملون في المحطات وزير الإعلام الشيخ صباح الخالد بتشكيل لجنة تحقيق في المشاريع الهندسية التي تدور بشأنها شبهات مالية لإحالتها إلى النيابة العامة لحماية المال العام. في مطلع السبعينيات من القرن الماضي، كانت وزارة الإعلام تحرص على ان تكون زيارة محطات الارسال الفضائية والأرضية من ضمن جدول الوفود الرسمية الخارجية الزائرة لوزارة الإعلام، وذلك لما كانت تعكسه هذه المحطات آن ذاك من تطور سريع في الكويت، وربما لم يكن معروفا في معظم دول المنطقة، لذلك كانت الكوادر الوطنية العاملة في هذه المحطات في ذلك العصر «الذهبي»، كما يفضل من عمل في تلك الحقبة تسمية تلك الأيام، تشعر بالفخر والاعتزاز بعملها بتلك المحطات، وكانت على الرغم من بدائية الوسائل التكنولوجية المتاحة في ذلك الوقت الا أن وتيرة العمل كانت لا تتوقف وكانت أجواء العمل داعمة لتطوير الكوادر الوطنية.لكن من يتجول في هذه المحطات اليوم سيستغرب كيف نجح الاهمال واللامبالاة للمسؤولين المتعاقبين على وزارة الاعلام طوال السنوات الماضية في تحويل تلك الصورة الجميلة التي كانت عليها تلك المحطات الى مايشبه اليوم قرية خاوية، انتشر الخراب والدمار فيها حتى ان زائرها بات لا يعلم ان كان بالفعل هناك من سكن بهذه القرية المهملة!خلال الجولة الميدانية، التي قامت بها «الجريدة» في محطتي كبد والمقوع للإرسال الفضائي والارضي، تبين لنا كيف ان الإهمال والفوضى ضربت أطنابها في هذه المحطات، وان المسؤولين في وزارة الإعلام لا يعلمون بحجم الدمار بهذه المحطات، كما أن اهمالهم للمحطات جعل من مخازن قطع الغيار فيها والتي يقدر قيمة القطع فيها الى مئات الآلاف من الدنانير مستباحة للشركات والأفراد، ممن يراعون حرمة المال العام.«الجريدة» التقت أحد المسؤولين عن هذه المحطات ليقول ان أوضاع المحطات الفضائية التابعة لوزارة الإعلام اصبح مترديا بسبب اهمال المسؤولين لهذه المحطات منذ سنوات طوال، مشيرا الى ان وزيرا أو وكيلا للإعلام لم يكلف نفسه بزيارة هذه المحطات منذ أكثر من 20 عاما ليشاهد بنفسه ما آلت إليه الأمور هنا، وكيف قضى التسيب على هذه المحطات بعد ان كانت يوما صرحا اعلاميا تفتخر به الوزارة.ويؤكد العاملون في هذه المحطات أن تردي الاوضاع فيها يعود بشكل رئيسي أيضا الى فساد معظم المشاريع الهندسية التي تمت خلال السنوات الماضية وكلفت الدولة ملايين الدنانير، مشيرين الى ان الكثير من الشكاوى والملاحظات التي رفعت من قبل بعض المختصين في الوزارة عن وجود تجاوزات خطيرة في مشاريع نفذت في المحطات، لكن لم يعر المسؤولون في الوزارة هذه الشكاوى أي اهتمام، بل ان البعض منهم حاول مساومة مقدمي هذه الشكاوى لسحبها! استمرار وزارة الإعلام باهمال هذه المحطات ينذر بما هو أسوأ في المستقبل، لذلك ان كان وزير الإعلام الشيخ صباح الخالد يعتزم بالفعل انتشال هذه المحطات من مستنقع الفساد الذي تعيش فيه فما عليه سوى عمل زيارة ميدانية لهذه المحطات ليرى ما آلت اليه اوضاع المحطات، ليقرر بعدها بنفسه ان كان يستحق معظم المسؤولين في قطاع الهندسة بالوزارة البقاء في مناصبهم بعد فشلهم في الحفاظ على ما استؤمنوا عليه! آخر زيارةكشف احد العاملين في محطة كبد أن آخر مرة قام بها وزير أو وكيل لـ«الإعلام» بزيارة محطة كبد كان ذلك قبل 10 اعوام تقريبا، مؤكدا أن هذا يؤكد عدم متابعة ومعرفة المسؤولين والقياديين ما يحدث في تلك المحطات. شكاوى بشأن وجود تعد على المال العام قدمت ولم يتخذ بها قرار بيئة طاردةأكد عدد من الكوادر الوطنية العاملة في المحطات أن العمل في القطاع الهندسي في وزارة الإعلام يعتبر بيئة طاردة للعناصر الوطنية، مشيرين الى ان الحوافز والترقيات تمنح في الغالب للأشخاص الذين يتبعون مع المسؤولين نفي الوزارة سياسة لا أسمع لا أتكلم ولا أرى! 9 محطات تملك وزارة الإعلام 9 محطات للإرسال الفضائي والأرضي والمحطات هي الصبية، المطلاع، كبد، المقوع، الصباحية، الجليعة، فيلكا، ومحطتا جيوان القديمة والجديدة. مباني الحرس الوطني غير صالحة للاستخدام!كشفت مصادر اعلامية ان الحرس الوطني رفض استلام المباني المخصصة لهم لحراسة هذه المحطات، بسبب عدم التزام وزارة الاعلام بشروط الأمن والسلامة في المنشآت المخصصة لأفراد الحرس الوطني، مؤكدة ان وزارة الإعلام قامت بإنشاء 3 مبان للحرس الوطني في محطات كبد والمقوع والمطلاع بقيمة 190 ألف دينار، وبغض النظر عما اذا كانت هذه المباني التي أنشئت من «الكيربي» تستحق هذا المبلغ أم لا، فماذا ستفعل الوزارة حاليا بهذه المباني التي أنفقت عليها هذا المبلغ! حرمة المخازنلوحظ ان مخازن المحطات مهملة على الرغم من وجود قطع غيار فيها تقدر قيمتها بمئات الآلاف من الدنانير، حيث يتمكن أي شخص وبسهولة من التسلل لهذه المخازن للحصول على ما يريد من قطع الغيار من دون ان يعلم به أحد، خصوصا أن المحطات فيها نسبة كبيرة من عمالة الشركات الخاصة التي تعمل هناك والتي ثبت في حالات سابقة أنها تستفيد من هذه القطع لتوفير مصروفاتها!