مليارات التنمية

نشر في 18-06-2007
آخر تحديث 18-06-2007 | 00:00
No Image Caption
 طالب الرفاعي  في علم الهندسة والمشاريع الإنشائية تعتبر دبي ورشة عمل، فحيثما تلفّت المقيم أو الزائر سيعثر على مشروع جديد، وليس أدل على ذلك من الرافعات البرجيةtower cranes التي تملأ سماء دبي. قفزت إمارة دبي خلال العقد الأخير لتصبح قبلة العالم في منطقة الخليج من دون منازع، ولتفرض نفسها على خريطة السياحة العالمية ، ولتقدم نموذجاً لافتاً لإمكان تحويل بلد من حالٍ إلى حال.

استمعت إلى أكثر من مناقشة ورأي يقول: إن الإمارة الخليجية تعيش فورة مشاريع اقتصادية وتجارية وسياحية، ولا يوازي ذلك مشروعٌ تنمويٌّ يخصّ الإنسان، وإن هذا الوضع يكرس فجوة اغتراب بين وعي الإنسان المواطن والمقيم، وبين واقع مادي عالمي راكض يحيط به. لكن مبادرة الشيخ محمد بن راشد الأخيرة التي أطلقها في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي انعقد في المملكة الأردنية الهاشمية بتخصيص مبلغ يُقدر بعشرة مليارات دولار للتعليم والتنمية في العالم العربي، وذلك بإنشاء “مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم”، جاء ليعلن بداية مرحلة جديدة من عمر الإمارة، ويحد من المخاوف الكبيرة التي تحفّ بالمسيرة .

قال الشيخ محمد : “إن عبور الفجوة المعرفية ليس موضوعاً قابلاً للتأجيل. وليس خياراً متاحاً بين خيارات عديدة، إنه الخيار الوحيد الذي لا بديل منه فالمعرفة ترسم ملامح عصرنا وتحدد مراكز الدول من حيث القوة والضعف، والتقدم والتخلف، والفاعلية والجمود، والثراء والفقر، والقدرة على اغتنام الفرص أو إهدارها”. إن كلاماً كهذا إنما يبعث الأمل والفرح في قلوب أبناء المنطقة، وفي قلب كل مواطن عربي، كون المبادرة موجهة أساساً إلى العالم العربي بعلمائه ومبدعيه ومثقفيه، خاصة أن هذا الكلام صادر عن رجل دولة عُرف عنه اقتران القول بالفعل، رجل مبادرات كبيرة يعرف كيف يمهد الطرق أمام أفكاره ورؤاه لتتجسد حقائق على أرض الواقع .

إن المواطن العربي من المحيط إلى الخليج يعيش خيباته اليومية متشبعاً بانعكاس تبعات الواقع السياسي والعسكري على الواقع الاجتماعي والاقتصادي، وبما يبعده عن الالتفات إلى النواحي الفكرية والعلمية والإبداعية والثقافية. مما نتج عنه احتلال العالم العربي ذيل قائمة الدول المتقدمة .

إن المقربين من الشيخ محمد بن راشد يتفقون على أن الرجل عملي وعلمي في سلوكه، وأنه لا يترك شاردة أو واردة للمصادفات، وبالتالي فإنّ مشروعاً قومياً بهذه الضخامة والفرادة إنما يتطلب رعاية كريمة منه، وأن لا يُترك لأشخاص ولجان واجتماعات تجعل منه مرتعاً للتكسب، وتحيله على الشيخوخة المبكرة .

back to top