فتيات الديجيتال... صديقات للكاميرا ويفضلنها freelance غياب الدعم والمعاهد المتخصصة... ومقرر واحد سنوياً!
الفتيات أصبحن يخضن ميادين التصوير الفوتوغرافي، وازداد عددهن بشكل مطرد في الفترة الأخيرة، وأصبحت كل واحدة منهن، بقليل من التعليم والتدريب، تتقن التقاط الصور الفوتوغرافية، وربما أدت الكاميرات الحديثة اليوم دوراً مهماً
في تقريب المسافة بينها وبين الجنس الناعم، لسهولة الاستخدام، مع امتلاك الحس الفني الذي تحوزه المرأة فطرياً.ندى ونجوى معرفي شقيقتان جمعتهما هواية التصوير، ويعود الفضل في تطوير مهارتهما الى احتراف والدهما التصوير منذ أن كانتا صغيرتين في السن، واجتيازهما دورات عديدة في هذا المجال، وتقول نجوى «كنا نهوى التصوير منذ نعومة أظفارنا، وكان الوالد يحترف التصوير الفوتوغرافي وانتقل حبه لهذه الهواية الينا، فسعينا على مر السنين الى تطويرها، وكانت الدورات التي اجتزناها في بيت لوذان مفيدة في صقل الموهبة التي نمتلكها» . لعل التقنية الرقمية الحديثة في عالم التصوير الفوتوغرافي أو الرقمي ساهمت بشكل كبير في اقتحام الشباب من الجنسين هذا العالم بمختلف تفرعاته، فأصبح من المألوف رؤية كثير من الشباب بصحبة الكاميرا أينما ذهبوا لالتقاط الصور، بل وصل عدد منهم إلى العالمية وحصد العديد من الجوائز. وعلى الرغم من انعدام المدارس الفنية والمعاهد أو الجامعات التي تقدم دراسات أو دورات متخصصة في مجال التصوير في البلاد، فإن الفتاة الكويتية استطاعت ولوج عالم التصوير وأبدعت فيه. اختلفن في الوظائف التي اخترنها وفي التخصصات الجامعية التي انضممن إليها، لكن جمعهن قاسم مشترك، وهو حبهن للتصوير، فاعتبرنه متنفسا لأفكارهن الفنية التي يطمحن إلى تجسيدها، وغالبا ما يكون خيارهن الأفضل هو استخدام تقنية الديجيتال، لما تقدمه لهن من مميزات لجهة معاينة الصورة في نفس الوقت ومعالجتها تلقائيا، على الرغم من أن تقنية الأبيض والأسود استهوت بعضهن.تسجيل المناسباتالمحترفة موضي الدوسري، خبرة 6 سنوات في مجال التصوير تقول «أعشق التصوير والكل في العائلة يحسدني على امتلاكي أرشيفا كاملا لكل أفراد العائلة والمقربين، ويشمل كل المناسبات الخاصة، مما شكل عاملا مساعدا على اختياري نمطا معينا في التصوير، وهو التصوير المعني بالتفاصيل micro وحصلت على العديد من الشهادات والدورات المتخصصة». كانت بداية المصورة جميلة النجار، الموظفة في وزارة الدفاع، في حبها لكاميرا الفيديو وتقول «كنت أحب تصوير الفيديو فقط في البداية وكثيرا ما كنت أصور العديد من اللقطات والمشاهد إلى أن انتسبت لجامعة الكويت تخصص إعلام، واجتزت مقرر التصوير الفوتوغرافي، فوقعت في غرامه وأحببت هذه الهواية وصممت على اجتياز الدورات التي ينظمها بيت لوذان للتصوير، أعمل حاليا موظفة في وزارة الدفاع لكني متمسكة بهوايتي، وأحب تصوير المناظر الطبيعية». آمنة العثمان، محترفة ورئيسة لجنة شؤون الأعضاء في نادي التصوير الفوتوغرافي التابع لبيت لوذان، حصدت جائزة اختيار صورة غلاف مجلة الاتحاد الدولي للنقل الجوي العام الماضي، تتحدث عن بداياتها «بداية حبي للتصوير كانت من خلال التقاط صور للأطفال، تدريجيا قمت بتطوير مهاراتي والتحقت بدورات بيت لوذان، لأنه المكان الوحيد الذي من خلاله استطعت الاطلاع أكثر على هذه المهنة، واليوم لا تفارقني الكاميرا إطلاقا. والصورة برأيي في النهاية هي ذكرى وماض وزوايا جميلة وأفق واسع للإبداع» وفيما إذا كانت هنالك صعوبة في التقاط صور للأطفال، تقول «بالتأكيد، الصعوبة تكمن في التحكم في تعابيرهم لكنها في المقابل جميلة بعفويتها وبراءتها». ليست الخيار الأولواتفقت الفتيات على رأي واحد، وهو صعوبة امتهان التصوير، واستبعدن أن يكون من السهل اعتبارها مهنة أساسية، لكنهن اتفقن على انها عادة ما تكون مهنة ثانوية تدر عليهن المال أحيانا. واعتبرت نجوى معرفي التصوير «مهنة ثانوية، ولن تكون الخيار الأول أو مهنة رئيسة»، وتضيف «التصوير هواية وصعب أن تتخذها المرأة مهنة لأنها غير مربحة ماديا إلا فيما ندر، ربما Freelance (مستقلة أو غير متفرغة) وهي أفضل بحيث لا يتم التقيد بشروط أو مواعيد معينة». وتشير أماني المبارك إلى عراقيل عديدة تواجه المرأة في حال امتهنت التصوير «على الرغم من ذلك فإن شخصية كل واحدة منا تؤدي دورا رئيسا في القضاء على أي عقبة تواجهه، كما هي الحال في العديد من المهن التي كانت في الماضي مقتصرة على الرجال بينما اليوم هي منافسة له بامتياز». وتستنكر جميلة النجار تصرفات بعض الناس عندما نرغب في التصوير في بعض المواقع وتقول «هنالك صعوبات عديدة، فالمصور سواء كان رجلا أو امرأة يجد نفسه أحيانا غير مرغوب به في أماكن معينة يود تصويرها ويفاجأ بمن يمنعه من التصوير، وحتى يحصل على تخويل يحتاج إلى الدخول في متاهات هو في غنى عنها». لكل واحدة منهن تفسير خاص للعلاقة بينهن وبين الكاميرا، حيث هي «الروح» لأماني المبارك، وصديقة مقربة جدا لكل من نجوى وندى، بينما هي العين التي ترى بها جميلة النجار كل ما هو جميل، وتقول موضي الدوسري ان المواقف الظريفة التي حصلت لهن في الميدان «عديدة لكنها مدفونة في الذاكرة» أبرزها عندما شعرت زميلتهن ندى بدوار البحر وهي على متن المركب الذي كان يقلهم ليوثقوا «الدشة» في رحلة الغوص التي نظمت أخيرا، وأغمي عليها فحاولن إنعاشها، وبعدما أفاقت غرقن في نوبة ضحك عارمة وأخذن يغنين لها، والتقطن لها صورا ظريفة لتكون كالذكرى.البحر والمرأة والطفليمثل كل من البحر والأماكن التراثية والمرأة والأطفال للفتيات عناصر الصورة المفضلة لديهن خلال عملية التصوير وانتقائهن الفكرة، ولكل واحدة منهن صورة مقربة لها، حيث تؤكد آمنة أن أقرب صورة لها اسمها «بدرة» و«هي لفتاة تحكي لفتى صغير من دون أن ترى ملامحه وأحسست أنها مليئة بجمال الطفولة» وبالنسبة لموضي فصورة الديك التي التقتطها في احدى المرات داخل إحدى الحظائر هي الأقرب لها، وتؤكد أنها لاقت إعجاب الكثير من الناس، ولخصت فكرة الشموخ والعلياء من خلالها. بينما تؤكد جميلة وندى ونجوى وأماني ان كل الصور التي التقطنها جميلة ومقربة لهن. صنع الصورةوعن الأطوار التي تمر بها الصورة والتي تتطلب من المصور القيام بها شرحت موضي العملية بالقول: «خلال عملية صنع الصورة هنالك العديد من الاختيارات التي يقوم بها محترف التصوير او المصور إجمالا، منها اختيار الموضوع، واختيار نوع الإضاءة، والمقدمة والخلفية، فضلا عن نوع آلة التصوير، وفتحة العدسة وسرعة الغالق المناسب، والمرشحات المناسبة، إلى اختيار الفيلم وطريقة التحميض ثم طريقة التكبير... وسواها، كل هذه الاختيارات ليسـت تحصيل حاصل، وقد تستغرق ساعات، فأنا أتخيل الصورة في شكلها النهائي، وقبل أن أضغط زر التصوير لابد أن أكون متيقنة من اني سيطرت وجهّزت وأعددت كل هذه الاختيارات بنجاح».مشاركات دوليةحظيت الفتيات اللاتي التقتهن «الجريدة» بفرص المشاركة في معارض دولية عديدة في باريس والنمسا والسويد وقطر، حيث شاركت كل واحدة منهن بصورها المميزة، وكانت المشاركة باسم نادي التصوير الفوتوغرافي التابع لبيت لوذان. وعن تكاليف المشاركات الدولية والجهة التي تتكفل بها أكدت رئيسة اللجنة الإعلامية في بيت لوذان رنا محمود أن «النادي غير ربحي، لكننا نتلقى عادة دعما من مؤسسات وشركات كالساير مثلا، والنادي يضم نخبة حيوية من الشباب والفتيات، ونقيم سنويا معرضا في شهر إبريل وآخر نشارك فيه ضمن مهرجان القرين الثقافي الذي يقيمه سنويا المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب».وتقول رنا ان اسعار بيع الصور عادة ما تكون موحدة في مثل هذه المعارض «تتراوح من 40 إلى 60 دينارا كويتيا» لافتة إلى أنه «لا توجد في الكويت مؤسسات أكاديمية أو حتى تخصصات في جامعة الكويت أو الجامعات الخاصة، تؤهل الهواة للحصول على التعليم والتدريب الكافيين، ونأمل في أن يلتفت المسؤولون الى مثل هذا النقص، وما هو موجود حاليا مقرر واحد يتم طرحه في كل فصل دراسي لطلبة قسم الإعلام بجامعة الكويت». بيت لوذانيتحدث المشرف العام على النادي بهاء الدين القزويني عن بداياته «انطلق نادي بيت لوذان للتصوير في يناير عام 2001، وكان الاول في دولة الكويت للتصوير الضوئي، وطرح تجريبيا مدة سنة لكي نرى تجاوب محبي التصوير الضوئي مع النادي، وهو مخصص للهواة فقط، رغبة في تحقيق التنافس المتكافئ فيما بينهم، وتبني المهتمين منهم ودعمهم ماديا ومعنويا، وللنادي إسهامات كثيرة في رقي مستوى المشاركات في مسابقات التصوير الفوتوغرافي، وإنجاح الكثير منها، وحصد أعضاء النادي منذ نشأته الكثير من الجوائز من مختلف مسابقات التصوير على المستوى الخاص أو على مستوى الدولة».ويضيف القزويني «اليوم يبلغ عدد المنتسبين للنادي من أصدقاء وأعضاء 99 عضوا وعضوة، وتعقد العديد من دورات التصوير الفوتوغرافي التي تؤهل المتقدمين للابحار في هذا الفن والإلمام بجميع جوانبه، ويقوم الأستاذ بالتوجيه المستمر للمشاركين، والإجابة عن أي أسئلة أو استفسارات مطروحة. وللتواصل مع المتدربين وتفعيل نشاط التصوير ككل، خصص لقاء أسبوعي تحت مسمى دردشة يوم الأحد، يلتقي فيه المشرف العام وأساتذة ومحاضرون من أصحاب الخبرة من ضيوف النادي للإجابة عن أي استفسارات عالقة، ولتقديم المشورة».جوائز يتابع القزويني «التجاوب كان إيجابيا جدا وقمنا بتكوين قاعدة كبير من المصورين منذ السنة الاولى، حاليا النادي عمره تقريبا 7 سنوات تم خلالها تنظيم معارض داخل الكويت وخارجها، علاوة على الندوات والمحاضرات والفعاليات الخاصة بالتصوير الضوئي، واستضاف النادي مصورين عالميين ومحترفين، والهدف من نشأة النادي هو تقديم الدعم المعنوي والمادي للأعضاء، وتوفير جو مناسب لهم ومنافسة شريفة من اجل الارتقاء بالتصوير الضوئي بدولة الكويت، وحصل أعضاء النادي على الكثير من الجوائز تعدت المئة خلال هذه الفترة البسيطة، وهذا إنجاز كبير لنادي بيت لوذان ولدولة الكويت. ومساعدتنا مستمرة لكل الاعضاء ودعمهم في جميع المعارض التي تقام داخل دولة الكويت وخارجها».شكر وثناءوجهت الفتيات شكرهن لمن وصفنه بالأب الروحي لهن المصور بهاء الدين القزويني وهو المشرف العام على النادي، حيث أثنت كل واحدة منهن على جهوده، وأكدن أنه يبذل طاقة جبارة في توصيل معلومات التصوير الضوئي لكل منتسبي النادي وتذليل جميع الصعاب أمامهم حتى وصلوا الى العالمية.أين الدعم؟قالت إحدى الفتيات انه «على الرغم من أننا نتسابق للمشاركة في مسابقات التصوير المختلفة والفعاليات المقامة في هذا الشأن فإننا لا نتلقى دعما كافيا، والكويت تفتقر إلى المؤسسات المتخصصة في مجال التصوير الفوتوغرافي، ومتخلفة عن باقي الدول حتى الخليجية منها مثل قطر، التي غالبا ما نتلقى من الجهات المعنية هناك دعوات للمشاركة في معارض ومسابقات».