المشاركون في الجلسة الثالثة يطالبون الحكومات العربية بمنح الصحافيين حرية التعبير

نشر في 08-04-2008 | 00:00
آخر تحديث 08-04-2008 | 00:00
No Image Caption
أكد رئيس تحرير جريدة «الوطن» السعودية جمال خاشقجي أن في الوطن العربي مؤسسات صحافية مستقلة في توجهاتها ومواقفها تجاه مختلف القضايا المحلية والخارجية، وأخرى حكومية، ولعل الصحافة المصرية خير مثال على هذا التنوع والاختلاف في التوجهات الصحافية، لافتا إلى ان بعض المؤسسات الصحافية تمارسا تأزيما في العلاقات العربية-العربية، خصوصاً في ظل صعوبة إدراك ان هناك خطا فاصلا بين مسؤولية الإعلام واستغلاله.

وأضاف خاشقجي خلال حديثه في الجلسة الثالثة التي عقدت صباح امس تحت عنوان: «الاعلام بين التدعيم والتأزيم» ضمن فعاليات الملتقى الإعلامي الخامس والتي ترأسها رئيس اللجنة التعليمية في مجلس الأمة السابق د. فيصل المسلم، انه حين تمارس على سبيل المثال جريدة الوطن السعودية نقدا بنّاء ضد سياسة إحدى الدول، ويكون هذا النقد ضمن رؤية خاصة بالجريدة، فإن هذه الدولة ستُصر في الغالب على أن هذا النقد الموجه إليها إنما يمثل الموقف الرسمي للحكومة السعودية، لذلك فإننا نعيش كصحافيين في توجس شديد عند طرح مثل هذا النقد لكي لا تقع بلدنا في مأزق، وهذا يندرج في اطار المصلحة العامة، مشيرا إلى ان المستقبل سيكون كفيلا بإفهام الآخرين الدور المنوط بالصحافة، وعندئذ فقط سيتمكن الصحافيون من ممارسة دورهم من دون توجس.

وتحدث خاشقجي عن تجربة الصحافة السعودية، وقال ان الصحف السعودية مستقلة ماليا لكنها قريبة من الدولة، مؤكداً ان الصحافة السعودية قاسية على مؤسسات الدولة؛ فالوزراء والقياديون يشتكون من النقد الصحافي لهم، مؤكدا ان الصحافة السعودية مستمرة في النقد ليستمر الصحافيون والوزراء والقياديون في اداء أعمالهم، وليتحمل كل منهم الآخر.

ومن جهتها، قالت رئيسة تحرير نشرة الإصلاح العربي في معهد كارنيغي ميشيل دن ان الوطن العربي شهد خلال السنوات العشر الأخيرة تغييرا ايجابيا كبيرا في ما يتعلق بحرية التعبير، مشيرة إلى أن الانفتاح الإعلامي في الوطن العربي دفع المؤسسات الاعلامية الخاصة إلى منافسة المؤسسات الحكومية، ليس ذلك فحسب، بل دخلت الصحف والمدونات الالكترونية كذلك إلى مضمار المنافسة لتكون هذه المؤسسات الاعلامية مدخلا اساسيا إلى التغيير في نمط الاعلام الذي كان سائدا في معظم الدول العربية منذ سنوات طوال.

وأشارت دن إلى أن في الوطن العربي كثيراً من الصحافيين الشجعان الذين تبنوا بقوة وحزم مشاريع الحرية الاعلامية وحرية التعبير، على الرغم من لجوء بعض السلطات إلى استخدام وسائل مشروعة واخرى ليست مشروعة لردعهم، لكنهم واصلوا تحركهم لنيل الحرية، ونجح بعضهم بينما لا يزال آخرون يناضلون من أجل الحصول على حرية التعبير في بلادهم، ليقوموا بدورهم الصحافي كما يجب، مؤكدة أن من الجوانب السلبية في الصحافة العربية اعتبار السلطات الحكومية انتقاد رموز الحكم جريمة يعاقب عليها القانون، لذلك نرى السلطات تستخدم وسائل غير شرعية ضد الصحافيين، ويبقى الصحافي العربي في مخاطرة دائماً مادام يمارس حقة في التعبير والنقد.

ومن جانبه، قال مدير عام تحرير صحيفة «الحياة» في السعودية والخليج جميل الذيابي ان هناك مجموعة اسئلة تتداول حول الصحافة العربية وقدرتها على ملامسة الواقع والحق العربي، وهل هي بالفعل صحف مستقلة أم معارضة؟ والسؤال المهم هو: من الذي يجيب عن مثل هذه الأسئلة؟.

back to top