بوش الى أوروبا اليوم «لبناء صداقات جديدة وتجديد أخرى»

التظاهرات المناهضة للعولمة تحولت إلى أعمال شغب في شوارع «روستوك»

نشر في 04-06-2007
آخر تحديث 04-06-2007 | 00:00
No Image Caption
يتوجه الرئيس الأميركي جورج بوش إلى قمة مجموعة الثماني في ألمانيا، وعلى جدول أعماله نقاط عديدة، فهو أعلن أن زيارته إلى أوروبا ستكون «مناسبة للقاء أصدقاء منذ وقت طويل، والتعرف على أصدقاء جدد، والتحدث عن برنامج يقوم على الحرية والالتزام ومساعدة من هم أقل سعادة منا».

يرى مراقبون أن الرئيس الاميركي جورج بوش يعتزم خلال انعقاد القمة على التصدي للتخفيضات الملزمة للانبعاثات الغازية، الأمر الذي سيؤدي الى وضعه في موقف المعزول بين باقي زعماء الدول الغنية، الذين يفضلون تحركا قويا في مواجهة ارتفاع درجة حرارة الأرض».

كما يريد بوش من خلال جولته الاوروبية التي تبدأ اليوم في جمهورية التشيك، وتنتهي في بلغاريا الاثنين المقبل، أن يظهر حزما في التصدي للاعتراضات الروسية على الخطط الاميركية الرامية لنشر نظام للدفاع الصاروخي في أوروبا الشرقية.

وستتيح القمة الفرصة لبوش والرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل اجراء محادثات، خصوصا أن الرئيس الاميركي لا يزال يدعو بوتين «صديقا» على الرغم من الهجوم العنيف الذي شنه الرئيس الروسي أخيرا على «الامبريالية» الاميركية ذاهبا الى حد تشبيه سياسة الولايات المتحدة بتلك التي انتهجها نظام المانيا النازية سابقا.

ويشير المراقبون الى أن بوش سيحاول اقناع بوتين بان مشروع الولايات المتحدة نشر دروع مضادة للصواريخ في اوروبا لا يستهدف روسيا، كما سيبحث معه في وضع إقليم كوسوفو الذي هو حاليا موضع خلاف.

وكان الرئيس الاميركي اقر خلال الايام القليلة الماضية بوجود خلافات مع روسيا، وتساءل عن وضع الديموقراطية فيها، لكنه كرر ان «الحرب الباردة قد انتهت» ودعا الى «الحزم» و «الاحترام».

ويرى الخبير في الشؤون الاستراتيجية سيمون سرفاتي ان رسالة الاميركيين الى الروس ستكون واضحة ومفادها أننا «سنفعل ما علينا ان نفعل».

وتثير مشاريع الصواريخ المضادة للصواريخ، وكذلك المحاولات الاميركية لتوسيع حلف شمال الاطلسي قلق بعض الدول الاوروبية وفي مقدمتها المانيا التي تخشى استنفار روسيا كردة فعل على التصرفات الاميريكية.

وشدد سرفاتي على اهمية العلاقات الشخصية في نسج التحالفات بين الدول، مشيرا الى أن بوش يتحدث باسهاب عن صداقته الجديدة مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بعد التوتر الذي شاب علاقته بغيرهارد شرودر بسبب موقف الاخير من الحرب على العراق.

وعلاوة على بوتين، سيجري بوش محادثات ثنائية على هامش قمة مجموعة الثماني مع صديقه الكبير رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي يوشك على الاستقالة ومع الرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساركوزي.

وتستغرق القمة ثلاثة أيام وتبدأ اعمالها الأربعاء المقبل، و يحضرها الى جانب بوش وبوتين، رؤساء كل من بريطانيا وكندا وفرنسا والمانيا وايطاليا واليابان.

وكانت ميركل اعربت عن خشيتها من تدهور العلاقات الاميركية الروسية، وبحسب سرفاتي فساركوزي الذي «يصل بسمعة المتشدد» قد يكون «مشجعا» لميركل كي تبدي المزيد من المرونة امام انتشار القدرات الاميركية.

وجعلت ميركل مكافحة التغيرات المناخية احد ملفاتها الاكثر الحاحا في مجموعة الثماني، في حين قابل بوش قلق «انجيلا» بموافقته على فكرة انشاء «اطار» دولي لخفض انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري.

وشدد الخبراء على ان بوش الذي خفت صوته كثيرا خلال الاشهر القليلة الماضية، بحاجة كبيرة لشركائه في مواجهة التحديات الدولية الكبرى، مشيرين الى انه بذلك يبدي اهتماما متزايدا بالسمعة التي سيتركها مع نهاية ولايته في يناير 2009، ولافتين الى ان الرئيس الاميركي استبق القمة بطرحه قضايا حقوق الانسان الملحة وفي إطفاء نيران أزمة في البنك الدولي.

كما فرض بوش عقوبات اقتصادية جديدة على السودان لتعطيلها عملية إرسال قوة حفظ سلام اكبر الى دارفور، كما حث الكونغرس الأميركي على زيادة الاعتمادات المخصصة لحملة دولية لمكافحة الايدز.

 تظاهرات مناهضة للقمة

 الى ذلك أظهر استطلاع للرأي أن نسبة 57 في المئة من الالمان لا تتوقع أن تسفر قمة مجموعة الثماني التي تستضيفها بلادهم عن نتائج محددة.

وارتفع عدد رجال الشرطة المصابين في ألمانيا جراء أعمال الشغب والتظاهرات التي اجتاحت مدينة روستوك شمالي البلاد في اليومين الماضيين احتجاجا على قمة الثماني إلى 334 شرطيا، بينهم ثلاثة جروحهم خطيرة.

وكانت التظاهرات السلمية المناهضة للعولمة تحولت إلى أعمال شغب محتدمة اشتبك خلالها المتظاهرون مع الشرطة، حيث ألقوا الزجاجات الحارقة والحجارة وأشعلوا النار في بعض السيارات، وردت الشرطة بالقاء قنابل مسيلة للدموع واستخدام هراوات تصدر شحنات كهربائية.

back to top