عمرو عرفة: لم يرضِ الشبح كل غروري الفني
يسير المخرج عمرو عرفة بخطى ثابتة نحو مكانة متميزة بين أبناء جيله. يؤمن بأن التغيير في الفكر والمنهج والهدف من سمات المخرج الناجح. رغم تحقيقه نجاحات عديدة عبر أفلامه إلا أنه في بحث دائم عن «جديد» يمنحه فرصة تقديم لغة سينمائية مغايرة. في هذا اللقاء يتناول عمرو تجربته الجديدة «الشبح» التي حقق فيها جزءاً من أحلامه.
كيف تنظر الى «الشبح» ضمن مسيرتك السينمائية؟الفيلم مرحلة جديدة في رحلتي الإخراجية. «ذاكرت» الفكرة جيدا، وخططت طويلا لكل مشهد ولقطة ولم أدخل التصوير إلا بعد اكتمال صورة الشبح تماما في ذهني.أبرز عوامل نجاح «الشبح»؟عامل الوقت مهم لأي مخرج. أمنح نفسي مساحة عريضة من الوقت في التحضير الجيد وجلسات العمل مع فريق الفيلم. حتى أثناء التصوير، كل شيء يأخذ وقته. إنه في تصوري أبرز العوامل في نجاح أي عمل. أفكر مثلاً في فيلمي القادم منذ الآن. السيناريو الجيد المكتوب بحرفية عامل آخر مهم في نجاح العمل الفني، إضافة الى الإنتاج الذي وفر لنا الإمكانات كلها ولم يبخل منتجه في شيء. هذا مهم جداً.لِمَ لجأت إلى الـ «ستوري بورد» لكل مشهد قبل تصويره؟كنت أريد رؤية الفيلم أمام عيني، خاصة أن اللغة والحركة السينمائية فيه مختلفتان ويدخلهما الأبيض والأسود والكادران في كادر ومفردات عديدة لجأت اليها كي يستشعر الجمهور عنصر الإثارة. مهم جداً. الحمد لله، كان رد الفعل جيداً والمجموعة التي تعاونت معي كانت رائعة ما ساهم كثيراً في نجاح التجربة.لِمَ تتجاهل دورك؟ يرى الجميع أنك البطل الحقيقي للفيلم.ليس الأمر كذلك. أعتقد أن ما قيل ينطوي على مبالغة. ما زلت أحلم بسينما أود تقديمها. كل ما في الأمر أني اجتهدت. لا أحب أن أتكلم عن نفسي وأترك ذلك للجمهور والنقاد ليحكموا على رؤيتي الإخراجية بعيداً عن استعراض العضلات. ذلك يؤدي إلى الغرور ثم التأثيرعلى أعمالي القادمة.لِمَ ترفض إطلاق لقب أكشن على فيلمك؟لأنني لم أقدم فيلم أكشن بل فيلم إثارة في المرتبة الأولى يعتمد على الغموض والمفاجأة في كل مشهد وجملة حوار وخلفية. من خلال هذا الغموض تنفجر المواقف أو مشاهد الحركة. أسعى حقاً الى تقديم الأكشن لكن الأمر يحتاج إلى فترة إعداد طويلة حتى إذا قدمت الأكشن الحقيقي كما اتخيله أكون عند حسن ظن الجمهور بي.نشعر دوماً بأنك تسير وفق خطة ومنهج؟ نشأتي في بيئة فنية ساعدتني في التعرف الى أساليب إخراجية عديدة. رغم أنني تشربت الإخراج منذ صغري إلا أنني عندما اتخذت قرار العمل في الإخراج تمّ ذلك بعد دراسة كبيرة، ما يفسر بدايتي في سن متأخرة، لكني تعلمت أن أضع لنفسي خطة عمل لكل فيلم أقدمه بدءاً بما أريد تقديمه وشكل العمل وبطلي الذي يوصل رسالتي. كل ما يجعل للتجربة ملامح خاصة ويساعدني على النجاح .يعني ذلك أن لفريق الممثلين دوراً كبيراً فى إنجاح أي فيلم ؟بالتأكيد، الممثل جزء كبير ومهم في العمل. إنه المرآة التي تترجم كل ما يبذله باقي فريق العمل. الحمد لله، كل الأبطال الذين عملوا معي كان لهم دور مهم في النجاح.تميز فيلم «الشبح» بامكاناته الفنية الضخمة. ألم تواجه صعوبة في توفير ذلك؟لأن مؤلف الفيلم هو منتجه كانت هناك حال من التوافق الجميل انعكست بالطبع على العمل. استجاب المنتج لكل المتطلبات الإنتاجية خاصة المتعلقة بتقنيات المعارك وفصل الألوان، لذا لم أعانِ أي صعوبات إنتاجية.يقال إنك لجأت إلى شركات أجنبية لتنفيذ الشكل المبهر الذي شاهده الجمهور على الشاشة، ألم تخش أن ينتقص ذلك من قدرك؟على العكس، يزيد ذلك من قدري مخرجاً فالشركات التي اخترتها نفذت حرفياً الرؤية التي رسمتها، ما يعني حرصي على خروج الصورة بشكل جيد ومقنع ومبهر فى الوقت ذاته، ثم إن كل هذه الاتهامات تعد من باب الغيرة المهنية أو أعداء النجاح كما يقولون. ما يعني الجمهور في النهاية هو النجاح الكبير والمتعة التي يشعر بها المشاهد.ماذا عن فكرة اقتباس فيلم «الشبح» من فيلم أجنبي آخر، خاصة أن المؤلف وائل عبد الله معروف بتحمسه للأفكار الأجنبية؟فكرة الفيلم العامة تدور حول شخص فقد ذاكرته. الفكرة عولجت في أكثر من عمل سواء في السينما المصرية أو في السينما العالمية أو حتى في الدراما التلفزيونية، لكن النقطة الرئيسية هنا هي كيف تمت المعالجة لا الفكرة في ذاتها ، لذا فإن الاتهام لم يزعجني. ثم لماذا نفكر دائماً في الاتهامات ونترك الإيجابي في العمل.هل قبولك فيلم «الشبح» لمجرد إبعاد نفسك عن التخصص في أفلام الكوميديا ؟لم أخرج أفلاما كوميدية فحسب. الدليل فيلم «أفريكانو» فهو ليس كوميدياً .ما مشروعك السينمائي المقبل؟.كان مفترضاً أن أبدأ بفيلم «واما» من تأليف حازم الحديدي، لكنني بدأت بـ «الشبح» لأن سيناريو «واما» لم يكن مكتملاً بعد لكنني سأبدأ لتوّي التحضير له وترشيح أبطاله.