وسام بريدي: ثمة إعلاميون عرب معقّدون

نشر في 26-03-2008 | 00:00
آخر تحديث 26-03-2008 | 00:00

تخرج الاعلامي وسام بريدي من برنامج «استوديو الفن» عام 2002 وبرز اسمه اخيرا كمقدم ناجح لبرنامج «وقف يا زمن» على شاشة «المستقبل». عفوي، يؤمن بالمثل القائل «من اتضع ارتفع». لا تستهويه البرامج الفضائحية ويسعى إلى خوض مجال الاعلام السياسي. يصفه البعض بالغامض في وقت يرى نفسه شفافًا. تلفته موضوعية مارسيل غانم واستفزازية وفاء الكيلاني ورقي نادين فلاح.

التقته «الجريدة» وكانت معه هذه الدردشة.

كيف استطعت التميّز في برنامجك «وقف يا زمن» على الرغم من زحمة برامج المنوعات التي تشهدها الفضائيات العربية؟

لم اكن اتوقع نجاحي بهذه السرعة، لكن الضيوف الذين لبوا دعوتي في الحلقات الأولى من امثال الاعلامي جورج قرداحي، حسين فهمي، نيللي، رغدة ووعد اعطوا دفعا للبرنامج، وهكذا انتفت المشكلة في استضافة اي نجم عربي لأن الثقة في البرنامج اصبحت موجودة.

كذلك تميز البرنامج بأسلوب حواري مختلف من خلال تنناوله مفهوم الزمن في حياة الانسان والمراحل التي عاشها منذ ولادته الى لحظة وجوده في الاستوديو. ولأني اعتبر الاعلام رسالة ولا اهدف الى احراج الضيف او تحجيمه ولأني اتعاطى بأخلاق مهنية ولا ابحث عن scoop اعلامي في حال شعرت انه سيتسبب في ازعاج صاحبه، احب المشاهدون هذا البرنامج بعدما ملوا الفضائح والثرثرات والصحافة الصفراء. ففي الوقت الذي توقع فيه الجميع ان أركز على قضية طلاق ضيفتي الفنانة انغام من زوجها وخلافها مع والدها وان «اضعها في الزاوية» على غرار ما يفعل البعض، تطرقت الى هذين الموضوعين بطريقة سلسة وخفيفة سعياً مني إلى إعطاء الضيف حقه وتقديم مادة واخبار جديدة عنه للمشاهد.

لكن الاختلاف الذي تتكلم عنه في برنامجك قد يصنفه البعض مجاملة للضيف او تشكيك في قدراتك المهنية؟

هل يحرج صاحب المنزل ضيفه مثلا؟ سمعت هذا الكلام مرارًا وتكرارًا لكني مقتنع جدًا بما اقوم به واشعر برضى الجمهور من خلال احتكاكي اليومي به في الشارع أو في المطعم أو في النادي الرياضي...لا أضع اقنعة بل أتصرف على طبيعتي.

يكمن ذكاء المقدم في أخد ما يريده من ضيفه من دون ان يسبب له الازعاج. على سبيل المثال تطرقت في حلقة حليمة بولند الى اكثر قضاياها حساسية لكن البسمة لم تفارق ثغرها، وهنا يبرز امتياز المقدم. كذلك لم استغل في حلقة الممثلة ايمان دموعها عند حديثها عن والدها بل حاولت تغيير الموضوع كي أريحها في وقت يعمد بعض المقدمين الى ابكاء الضيف عمدًا.

هل هناك الكثير من الأقنعة على الشاشات حالياً؟

طبعًا، لكن المشاهد ليس غبيًا ويميز بين الشخص العفوي وبين من يصطنع حركاته وتصرفاته.

لماذا اخترت «وقف يا زمن» عنوانًا لبرنامجك؟

ولد العنوان على فنجان قهوة جمعني وشربل زيادة منتج البرنامج. نظرنا الى ساعتنا في الوقت نفسه فقررنا العمل على هذه الفكرة متخذين من الزمن المفهوم العام وعملنا على أساسه، فالجميع يسأل «ما هو الزمن في حياتنا؟» لهذا احببت تسليط الضوء على هذه الفكرة واعادة ضيفي الى زمنه الماضي وجلبه إلى الحاضر واخذه الى المستقبل.

متى تفضل ايقاف الزمن ولو للحظات في حياتك؟

لا اريد ان اكون مثاليا في اجوبتي، لكن في ظل عدم الإستقرار الأمني والسياسي الذي يعيشه لبنان خصوصاً والمنطقة العربية عموما، اتمنى ان يقف الزمن في اللحظة التي يعم فيها السلام. أتألم كثيراً من حال الخوف والترقب التي يعيشها اللبنانيون.

اخبرتني انك تكره الظلام لماذا اعتمدت اضاءة خفيفة جدًا في برنامجك؟

اردت إضافة جو من الحميمية ونوع من الغموض الى الاستوديو وكأننا في كوكب آخر يخلو من الأشياء الملموسة. لا اقول ان البرنامج متكامل الى اقصى الحدود، هنالك بعض الهفوات التي لا بد من تلافيها في الجزء الثاني منه.

يقال انك انسان غامض وواضح في آن، هل انت فعلا شخصية متناقضة في الحياة؟

(يضحك) لا أعرف الكذب وشخصيتي شفافة جدًا. مشكلتي انني لا افصح عن الامور التي تزعجني واحاول حلها بنفسي فيشعر البعض انني غامض. اتعاطى مع الناس ضمن حدود معينة ولا أسلم اسراري لأحد لأن ثقتي مفقودة في الغير. اشعر في بعض الأحيان انني بحاجة إلى من «افشي له مكنوناتي»، لكني اتراجع في لحظة معينة لأن السر متى تجاوزك شاع.

لماذا اتهمت نيشان بسرقة منى زكي منك عندما حلّت ضيفة على برنامج «العراب»؟

لم اتهمه بالسرقة والعتب على قدر المحبة. غضبت حينها لان منى كانت ضيفتي واستضافها نيشان في برنامجه، لكني تقبلت الأمر الآن. اختلف حواري مع منى زكي عمّا قدمه نيشان وتطرقنا الى مواضيع اخرى. اؤمن ان كل انسان يأخذ نصيبه من الحياة وتعلمت من هذه التجربة ان المفاهيم والقيم تختلف من شخص إلى آخر.

هل شاهدت حلقة نيشان مع منى زكي؟

اخبروني عنها، لكن لم يكن لدي الوقت لمتابعتها.

على أي أساس تختار ضيوفك؟

تستهويني البرامج الراقية واستضيف الشخص العميق والمثقف لأني ارفض مقولة «الناس هيك بدن». همي ايصال فكرة معينة إلى المشاهد والقاء الضوء على نجم اشتاقت اليه العيون. وعلى الرغم من وجود الكثير من القيل والقال والصحافة الصفراء على الشاشة، الا انها لا تستهويني وكذلك لا يلفتني الضيف السخيف والسطحي.

هل يزعجك اتهامك بتقليد الاعلامي جورج قرداحي؟

المتهم بريء الى ان تثبت ادانته واذا كنت متأثرًا بهذا الاعلامي الكبير والعظيم فهذا فخر لي وانا لا أساوي نقطة في بحره.

هل واجهت صعوبة باستضافة بعض النجوم؟

تنعكس آثار السياسة المتوترة التي يعيشها لبنان سلبًا على برامج المنوعات ويتخوف بعض الضيوف العرب من المجيء الى بيروت من جرّاء الأوضاع الأمنية الصعبة، لكن الحمدلله استطعنا تسجيل 37 حلقة حاولت عبرها استضافة نجوم غابوا عن الشاشة فترة طويلة مثل لبلبة وسمير صبري ومادونا...

أي من الحلقات هي المفضلة لديك؟

استهوتني الحلقات التي اكتسبت منها مفاهيم جديدة وقدمت في الوقت نفسه مادة مهمة الى المشاهد. كان حديثي مثلا مع الممثل المصري حسين فهمي عن النكبة والعروبة مهمًا جدًا كذلك أحببت الحلقة التي جمعتني بلبنى عبد العزيز، فتطرقنا الى موضوع أثار اهتمام المشاهد اذ ركز على الصراع الدائم بين فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ واستبعدنا بذلك اعتقاد الناس بأن هذين العملاقين كانا مثاليين، لكن حلقتي المفضلة لم تعرض بعد وضيفتها الصبوحة، بصراحة أنحني امام تواضع هذه السيدة العظيمة وكبريائها، اشبهها بتمثال نحتته الطبيعة فأصبح خالدًا الى الأبد.

نشهد يوميًا ظهور فنانين جدد يعتقدون أنهم سلاطين زمانهم. اكره هؤلاء الاشخاص واؤمن بمقولة «من اتضع ارتفع» لأن النجومية باطلة وتجارب الكبار تثبت ذلك.

هل يلفتك فعلا المقدمون الايطاليون والفرنسيون؟

طبعًا، لأنهم مرتاحون مع أنفسهم ويمتازون بالعفوية على عكس بعض الإعلاميين العرب المعقدين الذين يعانون من جنون العظمة وحب الظهور.

انتقلت من برامج الألعاب الى البرامج الحوارية، أين ترى نفسك اكثر؟

أجد نفسي في الاثنين معاً لأن برامج الألعاب ترتكز على الثقافة والبرامج الحوارية على الذكاء. دخلت في تحد كبير في حياتي المهنية والحمدلله كسبت بسبب صدقي واجتهادي ولأني لا أتفلسف ولا ادعي المعرفة.

هل تخاف ان يتهمك البعض بالغرور بعد هذه المقابلة؟

ثقتي بنفسي كبيرة، لكن بعض الاشخاص لديهم حكم مسبق. انا انسان عادي جدًا وانسى احيانا اني معروف فكيف أكون مغرورًا؟

أنت صريح جدًا، لماذا اذا لا تصرّح عن عمرك؟

(يضحك) أتركها مفاجأة.

تستهويك البرامج السياسية، من هو أول سياسي تستضيفه في حال خضت التجربة؟

اسعى الى تقديم برنامج سياسي يجمع الآراء كلها وتمنيت لو كان بامكاني استضافة بعض السياسيين في برنامج «وقف يا زمن»، لكن الأوضاع الأمنية لم تسمح بذلك.

احب محاورة النائب سعد الدين الحريري لأنه شاب ويتمتع بروح معنوية عالية وينطق بلسان جيل المستقبل. كذلك كنت أتمنى استضافة النائبين بيار الجميل وجبران تويني رحمهما الله.

ما رأيك في كل من:

وفاء الكيلاني:

جميلة واستفزازية.

جومانا ابو عيد:

اسلوبها مميز.

طوني خليفة:

اعلامي مجتهد.

نادين فلاح:

راقية ومحترمة.

غسان بن جدو:

اعلامي محترف.

مارسيل غانم:

المحاور السياسي الأول واقدّر موضوعيته. 

back to top