غادة أبو عضل حسّون: الفضول فيتامين الإعلامي

نشر في 04-10-2007 | 00:00
آخر تحديث 04-10-2007 | 00:00

غادة أبو عضل حسون وجه إعلامي يطلّ عبر شاشة تلفزيون «المستقبل» ضمن برنامج «عالم الصباح». يجمع حضورها بين الرقيّ والثقافة نظراً إلى الموضوعات الإجتماعية والإنسانية الحسّاسة التي تطرحها على الشاشة وتناقشها مع ذوي الإختصاص.المنطق والكاريزما وهما مفتاحا الإعلامي الناجح في رأيها. ترى في شهر رمضان مناسبة للتقرب من الله وللتسامح في آن. حادثتها «الجريدة» عن برنامجها «عالم الصباح» والشهرة والإعلام المرئي والأسرة والشهر الفضيل.

ما سرّ استمرارية عالم الصباح؟

لا سر في الأمر. يترقبك الناس إذ تكون قريباً منهم وتمنحهم ما يودوّن من معلومات وأخبار. العفوية في البرنامج سبب أساسي في استمراريته، من خلالها تصبح جزءاً لا يتجزأ من الجمهور المشاهد.

لمَ لا تسعين إلى الخروج من الإطار الإعلامي الذي اخترته إلى نوع آخر من البرامج؟

وجودي في هذا البرنامج تحديداً بات من أسس كيانه. يتناول عالم الصباح مواضيع يمكن طرحها والتطرق اليها عبر الإعلام من ثقافة وصحة وفنّ وتربية... إنه مادة دسمة غنية بالشمولية. أي منّا يحب التغيير، لكن لمَ أقيّد نفسي في برنامج لموسم أو موسمين فحسب ضمن مواضيع محددة في حين لديّ في «عالم الصباح» المساحة والحرية للتحدث بما أريد؟ لا عقدة «أنا» لديّ. المهم إيصال ما يهمّ المشاهد بدقّة وموضوعية.

لكنّ «عالم الصباح» برنامج صباحي موجّه الى فئة محددة من المجتمع؟

ليس بالضرورة. لم يعد التلفزيون راهناً محصوراً بالمنزل فحسب إنما في العمل أيضاً وأي مكان تلازمه. فقراتنا موجّهة الى الأسرة كلّها، نحاول تسليط الضوء قدر الإمكان على المفيد والجديد في آن.

ماذا تعني لك الشهرة؟

لا أبحث عنها ولا تعني لي شيئاً. أنا إنسانة واقعية أؤمن بأن من يغرق في الشهرة والأضواء لا بدّ من أن يفشل. ليس هدفي الشهرة، حتّى أنني لا أستطيع تحديدها. ما أريده من خلال عملي التلفزيوني محدّد في إيصال فكرة أو رسالة معنيتين ألقي بهما في ذهنية المشاهد أينما كان بطريقة صحيحة تفيده في حياته. أفرح كثيراً حين يلتقيني الناس ويحدثونني عن المواضيع التي تطرقت إليها في برنامجي ويناقشونني. يحقق لي عملي اكتفاء ذاتياً ومعنوياً ومادياً.

هل التخصّص الإعلامي لدى المذيعة أفضل من الشمولية؟

أعتقد ذلك. لا أستطيع الخوض في مجالات إعلامية معينة مثل الفن أو الإقتصاد. أجد نفسي أكثر في البرامج الإجتماعية السياسية والثقافية. العمل الإعلامي صعب ويحتاج إلى كثير من الإضطلاع والإدراك. ينبغي الإلمام الكامل بأي موضوع تنوي تقديمه للمشاهدين. من هنا ضرورة التخصص في مجالات معينة لامتلاك ثقة كبيرة بالنفس.

كيف تقوّمين الإعلام المرئي راهناً؟

بدأت الفوضى الإعلامية منذ انتشار الفضائيات حتى اليوم، لكن في نهاية المطاف لا يصحّ إلاّ الصحيح. علينا انتظار فترة معينة لنكتشف من يستمرّ. لم يعد التلفزيون وسيلة تسلية فحسب بل مصدراً فكرياً يثقفنا سياسياً اقتصادياً علمياً وفنيّاً. ليس المشاهد غبيّا ولا تستطيع الضحك عليه. يريد حاجته من البرنامج مقدّماً الأفضلية لمن يقدّم إليه الجديد والمفيد. لذا، مهما كبرت الفوضى والفورة الإعلامية لا بد من الغربلة لنحافظ على الجيّد.

ما مفاتيح الإعلامي الناجح في رأيك؟

الواقعية والمنطق والكاريزما ثلاث صفات من الضروري توافرها في الإعلامي الناجح من أجل بلوغ قلب المشاهد. ينبغي أن يدرك أنه يعمل ولا يلعب وأن لا تخطف الأضواء تواضعه. في أحيان يتعلّق مصير الناس بالمعلومة التي تبثّها، ما يحمّلك مسؤولية كبيرة لا يمكن التلاعب بها. أمّا المتابعة والثقة بالنفس فضروريان في الإعلام المرئي.

هل الفضول ضرورة لنجاح الإعلامي؟

أنا مع فضولية المعرفة في الإعلام المرئي والصحافة بعامّة فالفضول فيتامين الإعلامي ويحميه من الوقوع في مطبّات المهنة ومشاكلها.

كيف توفقين بين عملك ودورك كرّبة منزل؟

ثمة صعوبة في التوفيق بين العمل والبيت. أحاول تنظيم حياتي فلا أحمل مهنتي معي الى المنزل دائماً. المتابعة في العمل الإعلامي، التي حدثتك عنها سابقاً، تجعل مهنتك تلازمك حيثما حللتِ حتى في السهرات والإجازات. في الحياة تعب فائض ولا بدّ من التضحية والإلتزام لأن القناعة كنز لا يفنى.

من هي منافستك من مذيعات «عالم الصباح»؟

نحن عائلة واحدة ولا منافسة بيننا. جوابي ليس تقليدياً انما نشعر بالفعل بأننا عائلة واحدة. نقدّم الأفضل بما يخدم مصلحة البرنامج أولاً لنكون كلنا في المستوى نفسه. فشل واحدة منّا يعني فشل البرنامج كلّه. التنسيق تامّ ودائم بيننا.

من يلفتك اليوم على الشاشة؟

لا أتابع إعلاميّاً محدّداً. أقلّب دائما المحطات. تلفتني فكرة البرنامج أكثر من الشخص نفسه. جورج قرداحي من الإعلاميين المميزين. تعلقت كثيراً ببرنامجه «من سيربح المليون» وشكلت أسئلته بالنسبة إليّ تحدياً لمعرفة الإجابة الصحيحة.

ما البرنامج الذي تحبين تقديمه؟

أحب المواضيع الإجتماعية خاصة المتعلّقة بالأولاد والأطفال. أحب مناقشة أمور كثيرة يتغاضى عنها المجتمع.

ماذا يعني لك رمضان؟

أشارك الكثير من أصدقائي المسلمون فرحة هذا الشهر الفضيل. تشعر بتحولات بين الناس وتدخل لا شعورياً في جوّ التقرب من الله والتسامح. ألبّي دعوات الإفطار وأزور الخيم الرمضانية حين تسمح لي الظروف.

أمنيتك لهذا الشهر الفضيل؟

أتمنى رمضاناً فضيلاً للشعوب العربية وأن يكون شهراً للفرح للتسامح والعبادة.

back to top