نجاح الملك فاروق يفتح بوابة المسلسلات التاريخية

نشر في 02-11-2007 | 00:00
آخر تحديث 02-11-2007 | 00:00
No Image Caption

أثمر النجاح المذهل الذي حققه مسلسل «الملك فاروق» الذي عرض حديثاً عن فتح شهية كتّاب الدراما التلفزيونية إلى إنتاج المزيد من الأعمال التاريخية والدينية لا سيما تلك التي ظلت غائبة فترة عن الساحة لأسباب كثيرة في مقدمها ارتفاع تكاليف إنتاجها وقلة فرص تسويقها خاصة مع تميز الدراما السورية في إنتاجها مثل هذا النوع من الأعمال.

من المتوقع أن تشهد البلاتوات خلال الأشهر المقبلة عدة مسلسلات تاريخية ودينية منها مسلسل «علي مبارك» الذي يبدأ تصويره قريباً، بطولة كمال أبو رية وآخر عن سيرة شيخ الأزهر الأسبق الراحل «عبدالحليم محمود»، تأليف بهاء الدين إبراهيم. لم يُختر حتى الآن بطله وإن كان الفنان حسن يوسف أقوى الأسماء المرشحة .

من المسلسلات التي يجري التحضير لها أيضاً: «محمد علي باشا»، تأليف لميس جابر مؤلفة «الملك فاروق». وأوشك السيناريست عاطف بشاي على الانتهاء من كتابة مسلسل عن الأديبة اللبنانية «مي زيادة». في الأفق أيضاً مسلسلات تتمحور حول حياة أسمهان والموسيقار الراحل بليغ حمدى وكوكبة أخرى من أهل الفن والفكر والسياسة.

السؤال الذي يفرض نفسه: لمَ هذا الكمّ من المسلسلات التاريخية والدينية راهناً؟ هل هي مجرد موضة سرعان ما تخبو وتختفي أم تيار يبدأ مترسّخاً على الساحة؟ هل نجاح الملك فاروق كان سبباً أم أنها مجرد مصادفة؟.

يرحب السيناريست عاطف بشاي بعودة ذلك النوع من المسلسلات التي غابت طويلا عن الساحة منّوهاً بأهميتها وبالدور الذي تلعبه في تعريف الأجيال الجديدة الى جوانب مهمة من تاريخها، عازياً سبب غياب ذلك النوع من المسلسلات إلى ضعف الإنتاج الدرامي عامة وعدم حماسة شركات الإنتاج لتقديمها نظرا إلى ارتفاع كلفتها الإنتاجية خاصة أن ثمة صعوبة في تسويقها. لكن مع نجاح «الملك فاروق» و{الإمام الشافعي» بدأت النوعية تلك تستعيد مكانتها كسابق عهدها. ساعد على ذلك تعدد القنوات الفضائية التي فتحت مجالاً أوسع للتسويق وعرض المسلسلات فأصبح من السهل أن يجد العمل مجالاً أو أكثر لعرضه. مضيفاً: «تناول السيرة الشخصية بمثابة المفتاح لرصد حقبة تاريخية كاملة. ما قامت به لميس جابر، رغم اختلافي معها في بعض الأمور، هو رصد للحقبة التاريخية التي عاشها الملك فاروق بما فيها من حوادث تاريخية وصراع الأحزاب والقوى السياسية وأيضاً تطورات اجتماعية»، معلناً أنه أوشك على الانتهاء من كتابة مسلسله عن الأديبة اللبنانية «مي زيادة».

الزلزال و توابعه

يعتبر الناقد الفني طارق الشناوي أن نجاح مسلسل «الملك فاروق» دفع الجميع إلى إنتاج الأعمال التاريخية عملا بمبدأ «إذا غنّى ممثل يغني الجميع وإذا رقصت ممثلة ترقص كل الممثلات» بتعبير أدق تحكمنا العدوى. لذا يشير إلى أن ما يحدث من إقبال شديد على الأعمال التاريخية هو عدوى قد تكون حميدة وقد تكون مميتة، فان كان هذا الإقبال المحموم مجرد عدوى ستفشل الأعمال الدرامية لا محالة، مؤكداً أن المشكلة لا تكمن في إنتاج أي مسلسل لكن في كيفية تناول الحوادث التاريخية ما يشكل أحد أسباب نجاح مسلسل «الملك فاروق» رغم اختلاف البعض عليه أو إتفاقه. إن كان فاروق نجح فلا ضمانات لنجاح أعمال أخرى نظرا إلى أنّ توابع الزلزال هي أقل من الزلزال نفسه.

يتفق الشناوي مع بشاي في أن ندرة هذه الأعمال كان سببها التكلفة الإنتاجية الكبيرة وأيضاً قلة كتّاب الدراما التاريخية.

لا يختلف السيناريست يسري الجندي مع ما طرحه الشناوي وبشاي خاصة في ما يتعلق بعدوى الدراما التاريخية التي بدأت تلوح فى الأفق. يرى أن الفضل في استعادتها يعود إلى نجاح مسلسل «الملك فاروق» خاصة أن هذه الأعمال كانت رهن الإنتاج ودفعها عدم اهتمام السوق بها إلى التراجع، مشيراً إلى أن هذه النوعية من الدراما لا تحظى بإقبال النجوم الذين يفضلون الأعمال الاجتماعية ما يفسر سبب إعراض الشركات الإعلانية عنها وتعثرها إنتاجياً. وأكد الجندي في هذا المجال أن الأعمال الاجتماعية هي أقل تكلفة وأكثر جذباً للإعلانات جرّاءحضور النجوم فيها والذين يرفضون العمل في المسلسلات التاريخية. الى ذلك، يشارك الجندي في تلك الظاهرة في عمل عن سيرة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر تحت عنوان «ناصر»، أوشك على إنهاء كتابته.

back to top