حريق يودي بحياة خمسة أطفال في حولي... وشقيقهم السادس في حال حرجة

نشر في 04-05-2008 | 00:00
آخر تحديث 04-05-2008 | 00:00
الوالدان هربا من الشقة واستنجدا بالمارة... ويعيشان في هستيريا

ذهب خمسة أطفال من الجنسية الباكستانية ضحية حريق اندلع في شقتهم في منطقة حولي صباح أمس، في حين يرقد شقيقهم السادس في العناية الفائقة، بينما يعيش الوالدان حالة من الاضطراب العصبي الشديد بفعل الواقعة التي أودت بأبنائهما.

خمسة أطفال قضوا نحبهم خنقا في شقتهم، التي احترقت في منطقة حولي صباح أمس، بينما عاش والداهم في حالة اضطراب عصبي شديد (هستيريا) إزاء وفاة أبنائهما الخمسة أمام أعينهما، لاسيما أن ابنهما السادس لايزال يعيش في حال حرجة في مستشفى مبارك الكبير، تحت عناية طبية مشددة لإنقاذه.

وكانت العائلة الباكستانية المؤلفة من ثمانية أفراد، ستة أطفال ووالداهم، تعيش في شقة صغيرة في عمارة مكونة من ثلاثة طوابق في منطقة حولي، حيث يقيمون في الطابق الثاني من العمارة، ويعيش والداهم في البلاد منذ فترة طويلة، وجميع أولادهما من مواليد الكويت، كانوا نائمين صباح أمس، متمتعين بالاجازة الاسبوعية، وعند الساعة العاشرة صباحا اشتم الوالد دخانا صادرا من أحد أنحاء الشقة، ليهرع اليه ويكتشف أن حريقا داخل الغرفة.

لم يلبث أن امتد الحريق الى باقي أجزاء الشقة من دون أن يعرف الوالد كيف يتصرف أمام قوة النيران، لاسيما أنه كان قلقا على أبنائه، فذعر ونزل الى الشارع مستنجدا بالناس، طالبا منهم إخراج أبنائه من الحريق، لتلحق به زوجته خارجة من الشقة، وبقي الاطفال داخل غرفتهم نائمين لا يعلمون ما يجري، وبعد مرور 55 دقيقة من الحريق شاهد أحد المارة الزوجين يصيحان أمام البناية، ليلتفت ويكتشف دخانا كثيفا يخرج منها، فأبلغ حجرة عمليات وزارة الداخلية، ليرد البلاغ الى عمليات الاطفاء في الساعة 10.55 صباحا.

وصلت الى موقع البلاغ دوريات الأمن ومركز إطفاء حولي بعد اربع دقائق من ورود البلاغ، ليجدا والدهم الباكستاني واقفا أمام البناية وهو مضطرب، ويقول للاطفائيين: «فيه نفر فوق، فيه نفر فوق»... من دون ان يعرف الاطفائيون ما الذي يوجد في الاعلى، ليتبين أنه كان حريقا أكبر مما يعتقدون، فطلبوا اسنادا من مركز السالمية، فدخل رجال حولي الى الشقة، وتشكلوا الى فرقتين، إحداها للانقاذ والاخرى للمكافحة، ليصل بعد خمس دقائق من البلاغ مركز إطفاء السالمية، وتمكن الاطفائيون من إخراج ستة أطفال من الشقة، وتبين أن ثلاثة منهم كانوا متوفين في موقع الحادثة، متأثرين بالدخان الكثيف الذي كان يملأ الشقة، بينما كان الاطفال الآخرون في حالة إغماء، فنقل الاطفال الستة الى «فائقة» مستشفى مبارك الكبير، بينما كان رجال الاسعاف يهدئون من روع الوالدين، وتمكن رجال الاطفاء من إخماد الحريق والسيطرة على الموقع.

وبعدما نقل المسعفون الاطفال الى مستشفى مبارك، توفي طفلان في «الفائقة»، بينما لا يزال طفل واحد على قيد الحياة، لاسيما أنه يعيش حالة حرجة، ونقل الضحايا الى عناية الطب الشرعي، بينما نقل الوالدان الى ملاحظة مستشفى مبارك لعلاجهما من الصدمة.

من جانبه، أكد مدير ادارة العلاقات العامة في الادارة العامة للاطفاء العقيد نبيل الحسينان ان الإطفائيين أخرجوا ستة أطفال من الحريق، تبين لاحقا أن ثلاثة منهم توفوا في موقع الحادثة، بينما توفي آخران بعد نقلهم الى عناية مستشفى مبارك الكبير، وبقي واحد منهم في حالة حرجة تحت العناية الشديدة، وأوضح الحسينان لـ«الجريدة» أن الاطفال تتراوح أعمارهم بين سنة و12 سنة.

وبين الحسينان أن الاطفال توفوا بسبب الاختناق، وليس بسبب الحريق، لعدم وجود أي دلائل على احتراقهم، لكن الدخان الكثيف، الذي تبين أنه بسبب الاسفنج الذي كان داخل الشقة، كان سببا رئيسيا في وفاتهم، لان رائحة الدخان التي خرجت من الشقة كانت رائحة الاسفنج، وهذا ما تأكد لنا بعد اقتحام الشقة، مؤكدا أن الحريق كان مندلعا منذ فترة طويلة، الامر الذي زاد من اضافة الجهد في مكافحة الحريق، وأشار الحسينان الى أنه لم يتبين بعد سبب الحريق، لكن وحدة تحقيق الاطفاء مازالت تعكف على اكتشافه.

حضر إلى موقع الحريق نائب مدير عام الاطفاء لشؤون المكافحة العميد يوسف الانصاري، ومدير العلاقات العامة للاطفاء العقيد نبيل الحسينان، ومدير إطفاء حولي العقيد أحمد بوفتين، ومدير عمليات حولي العقيد حسين الشيرازي، ورئيس وحدة تحقيق الاطفاء المقدم عدنان المرزوقي، ورئيس مركز إطفاء حولي المقدم علي الجاركي، ومن العلاقات العامة الملازم أول أحمد الديحاني، ورئيس نوبة السالمية الملازم أول عبدالله الهدهود.

back to top