بوش يقرّ بانتكاسات في العراق ويتمسّك بأهداف استراتيجيته
بينما أقر الرئيس الاميركي جورج بوش بمواجهة انتكاسات محبطة شدد على ان الوصول الى عراق مستقر مازال امرا ممكنا متهما الديموقراطيين بانهم ماضون في سجال سياسي حول الحرب بينما يؤخرون العمل على تأمين الاموال المطلوبة لتحديث المعدات العسكرية، ودعا الى التعالي فوق الثنائية الحزبية والتوحد خلف دعم الجيش وتأمينه بكل مايلزم للنجاح. وقال بوش «إن نتيجة هذا الصراع سيكون له تأثيرات كبيرة على الولايات المتحدة». وحذّر بوش من إعطاء أعداء واشنطن الانطباع بأن أميركا يمكن أن تتراجع تحت وطأة الضغط.من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة في بيان لبعثتها في العراق ان «الحكومة العراقية احرزت تقدما في الالتزام بالوعود التي قطعتها تجاه المانحين الدوليين مقابل الحصول على مساعدات في خططها التنموية، مؤكدة على الكثير مما التزمته الحكومة في ميادين مراجعة الدستور وانشاء مفوضية مستقلة للانتخابات وقانون النفط والغاز وقانون الاستثمار وادارة الموارد العامة وجهود مكافحة الفساد والامن».
وكان السفير الأميركي في العراق ريان كروكر حذّر من أن بغداد ستفوت، على الارجح، تحقيق الاهداف التي حددت له بموجب الخطة الاميركية لتعزيز القوات بحلول سبتمبر، مشيرا الى انه لا علم لديه بخطة بديلة للاستراتيجية الاميركية، طالب أعلى جنرال أميركي في العراق دافيد بترايوس مجلس الشيوخ الأميركي عبر اتصال بواسطة الأقمار الاصطناعية، بإعطائه المزيد من الوقت لإظهار التقدم الذي يتحقق في العراق. وقال كروكر ان العنف يحول دون تمكن العراقيين من اخراج بلادهم من الازمة. وانضم كروكر الى قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس لتقديم عرض الخميس امام 90 عضوا من الكونغرس عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة من البنتاغون قبل ان يدلي بإفادته منفردا امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، حيث كان في انتظاره مستمعون يتسمون بالعناد، إذ أعرب أغلبية أعضاء اللجنة عن شكوكهم او معارضتهم الصريحة لاستراتيجية بوش بإرسال 30 ألف جندي أميركي اضافي الى العراق هذا العام. وقال مسؤول دفاعي اميركي ان كروكر اوضح «بانه سيكون من الصعب الالتزام بالاهداف المحددة بحلول سبتمبر».ولاحقا قال السفير الاميركي لاعضاء مجلس الشيوخ ان هذه الاهداف التي حددها الكونغرس حول التقدم العسكري والاقتصادي والسياسي قد لا تكون الطريقة الفضلى للاطلاع على عمل الحكومة العراقية.واضاف كروكر «أزداد قناعة بأن التقدم في العراق لا يمكن تحليله فقط، وفقا لهذه الاهداف المحددة بدقة».واوضح «في العديد من الحالات، هذه الاهداف لا تستخدم كاجراءات يمكن الاعتماد عليها بشأن كل ما هو مهم: موقف العراقيين تجاه بعضهم، ورغبتهم في العمل نحو مصالحة سياسية». كما حذر كروكر أعضاء مجلس الشيوخ المتشككين من سحب غير مشروط للقوات الاميركية من العراق لكنه تعرض لصد صريح من أحد الاعضاء الديموقراطيين البارزين الذي قال له «لن نبقى».وبعد يوم من فشل الديموقراطيين في محاولتهم الاخيرة لجذب عدد كاف من الجمهوريين الى صفوفهم، لتمرير خطة لانسحاب القوات الاميركية من العراق حذر كروكر ليل الخميس من أن أي سحب للقوات الاميركية من العراق دون شروط قد يعطي «ايران مجالا أكبر» لتوسيع نفوذها في المنطقة، وقد يخلق أيضا «مناخا مريحا لعمل» القاعدة ويتسبب في اذكاء العنف الطائفي في العاصمة العراقية بغداد.واستاء بعض اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي من تأكيد كروكر على انهم يجب الا يعتمدوا كثيرا على المعايير التي وضعتها واشنطن، لتحقيق تقدم سياسي في العراق، وتساءلوا عن الفترة التي يجب ان تظل فيها الولايات المتحدة في العراق.وقال كروكر انه لا يريد تجميل الموقف في العراق. واستطرد «اذا كانت هناك كلمة واحدة يمكنني ان ألخص بها المناخ في العراق، فهي كلمة الخوف». وقال السفير الأميركي للجنة العلاقات الخارجية انه على الرغم من ان القوات الاميركية لا يمكنها البقاء هناك الى الابد الا ان عليها ان تبقى مدة طويلة تمكن القوات العراقية من حماية المواطنين بنفسها.من جهته واجه السناتور الجمهوري جورج فوينوفيتش، الذي نأى بنفسه عن سياسة بوش في العراق، كروكر بصراحة قائلا «علينا فض الاشتباك. هذا أمر حتمي». وهنا تدخل السناتور الديموقراطي جوزيفبايدن الذي يأمل ان يخوض سباق الرئاسة الاميركية عام 2008 وقال للسفير الاميركي في العراق «استمع لصوت الجمهوريين. لن نبقى. لن نبقى. لا فترة طويلة».وتاتي افادته بعد اسبوع على تقرير اميركي خلص الى ان العراق احرز تقدما مقبولا نحو ثمانية فقط من الاهداف الـ 18 التي حددها له الكونغرس، ما عزز المطالب لتغيير الاستراتيجية الاميركية في العراق.واجتماعات الخميس تمهد لتقرير مشترك من بترايوس وكروكر سيصدر في سبتمبر، ويعتبر نقطة محورية بالنسبة للرئيس جورج بوش في اطار صراع القوى الذي يخوضه مع الديموقراطيين لسحب القوات الاميركية، إذ سيظهر ما اذا كانت الخطة تحقق تقدما أم لا، لكن التقييم الكامل لن يحدث قبل نوفمبر.( بغداد ـ أ ف ب)