نافذة: عندما تغتصب ثرواتنا

نشر في 28-12-2007
آخر تحديث 28-12-2007 | 00:00
 أحمد سعود المطرود

إن ما وجدناه من سكوت بعض النواب، وتهاون الحكومة تجاه هذه الجريمة مع كل الأسف يثير استغراب الكثير، مما يجعل له الأثر السيئ في نفوس الأطفال وآبائهم حتى الممات، هذه الثروة التي طالما انتظرناها لكي تبني لنا الأمجاد وتصنع الأفكار، فإذا بها تُنتهك وتُغتصب ولا تجد من يدافع عنها.

يتبادر إلى ذهن القارئ من العنوان أن الثروة المقصودة هنا هي المال، لكن الثروة التي أمامنا هي ثروة نادرة غفل عنها الكثير، وإن كانت تؤدي نفس المعنى أوجزءاً لا يتجزأ من معناه، وهي في نفس الوقت كنز لا ينقطع ولا ينتهي أبداً كلما أعطيته وأسقيته زاد في عطاءاته من دون تمنّن منه، ورسخ في أعماق المستقبل، وهي حلقة من سلسلة مترابطة لا تتفكك عن أعمدة المستقبل وبناء صرحه وأمجاده، فبهم يستمر الوطن، إنهم أبناؤنا من الجيل القادم، الجيل الذي تأمل الحكومة ويأمل كل مواطن قبلها شموخه.

عندما تنتهك ثروة البلاد المالية مثل الناقلات والاستثمارات الخارجية وغيرهما فإنها سرعان ما تنتهي وتُنسى، غير أن الحكومة سرعان ما تعوّض هذه الانتهاكات بالإيرادات النفطية وغيرها من استثمارات إن كان هناك تعويضات في الأصل، لأننا لم نجدها على أرض الواقع، أما أبناؤنا عندما يُغتصَبون وتُنتهك كرامتهم وكرامة آبائهم فكيف يكون التعويض؟ وعلى حساب من؟

إن حوادث اغتصاب طلبة المدارس، ومنها حادثة تلميذين في مدرسة عبدالعزيز قاسم حمادة الابتدائية في العارضية ما هي إلا نتيجة تهاون القائمين على هذه المدرسة في الدرجة الأولى، لأن مثل هذه المدارس تقوم في الأساس على نظام المناوبات المتبعة بين المعلمين للحفاظ على سلوكيات ومراعاة التلاميذ والاتصال المباشر معهم، مما يجعلهم يتحمّلون كامل المسؤولية الأدبية والإدارية، وكذلك وزيرة التربية نورية الصبيح هي مسؤولة أيضاً سياسياً وأدبياً عن مجريات ما حدث، مما يجعلها تحت طائلة المساءلة السياسية، لأن ما صدر عن الوزارة أو إحدى مناطقها التعليمية في بداية الحادثة فيه مراوغة، وتضليل للرأي العام، بوصف الجريمة «مفبركة» و«مفتعلة» مما يظهر استعجالها بهذا التصريح، وإتباعه باعتذار، فلم تراعِ الوزيرة الحالة النفسية لأولياء أمور التلاميذ، وبعد ثبوت الجريمة واعتراف المجرمين بها، ومن أجل الوفاء بالأمانة وأداء القسم السياسي الذي أقسمته أمام سمو الأمير والنواب لم يتبقّ إلا أن نقول لها يا أستاذة نورية «وفيتي وكفيتي» بأن تتقدّمي باستقالتك قبل أن «يلين الحديد» كخطوة جريئة وتاريخ يُسجَّل لك كما سُجِّل لغيرك من الوزراء، كوزيرة الصحة مثلا الدكتورة معصومة المبارك نتيجة حريق في مستشفى الجهراء، وكذلك وزير النفط الدكتور عادل الصبيح بسبب حريق في مصفاتي الشعيبة والروضتين، علماً أن هذين الوزيرين لم يقوما بفعل هذه الجرائم بأنفسهما لكي يستقيلا، ولكن وفاء بالقسم العظيم والأمانة والصدق استقالا.

إن ما وجدناه من سكوت بعض النواب، وتهاون الحكومة تجاه هذه الجريمة مع كل الأسف يثير استغراب الكثير، مما يجعل له الأثر السيئ في نفوس الأطفال وآبائهم حتى الممات، هذه الثروة التي طالما انتظرناها لكي تبني لنا الأمجاد وتصنع الأفكار، فإذا بها تُنتهك وتُغتصب ولا تجد من يدافع عنها.

هؤلاء أبناؤكم يا معالي الوزيرة ويا نواب الأمة ويا حكومة، وأنت التي دائما تحتفظين بالوفرة المالية للأجيال القادمة، هؤلاء هم أجيالنا فكيف يكون دفاعك عنهم يا حكومتنا الرشيدة؟! هل بالسكوت واللامبالاة أم بالقول مع وقف التنفيذ؟!

***

بريدي إلى رئيس مجلس الوزراء:

بعد إقرار صندوق للمعسرين كيف يتعرف المواطن على طريقة الصرف في هذا الصندوق؟ ومن المستحقون؟ ومن المعسرون في نظر الحكومة؟ ومتى يتم الصرف؟

أتمنى أن تكون الشروط تيسيرية وليست تعجيزية، كرئيس اللجنة المالية «البرلمانية»!!

back to top