في الجو غيم

نشر في 22-08-2007 | 00:00
آخر تحديث 22-08-2007 | 00:00
 د. بدر الديحاني

هل يمكن أن يتصور عاقل أن أساليب الخطف والتهديد وقمع الرأي الآخر التي تستخدمها الأنظمة الاستبدادية يمكن أن تنجح في بناء مجتمع مستقر ومتطور في عالم اليوم؟

تواردت للذهن أسئلة كثيرة بعد المعلومات المؤسفة التي نشرتها الصحف والمنتديات الالكترونية من عملية اختطاف الصحافيين بشار الصايغ وجاسم القامس في وضح النهار وفي الشارع العام من قبل رجال أمن الدولة، وزادت حدة هذه الأسئلة مع ورود أخبار ومعلومات عن عملية إهانات وسب وضرب تعرض لها الزميلان أثناء عملية الاعتقال في أمن الدولة.

أقوى هذه الأسئلة؛ كيف يمكن أن يتم ذلك في دولة دستورية يحكمها القانون الذي كان من الممكن أن يُطبق بشكل حضاري على الزميلين من خلال توجيه تهمة معينة واستدعاء حسب الإجراءات القانونية المتبعة في مثل هذه الحالات؟ ولماذا الاختطاف؟ ثم لماذا الإهانات والضرب والشتم، وتفتيش المنازل؟ هل يُراد للكويت أن تتحول إلى دولة بوليسية يُمارس فيها القمع؟ هل هذا تصرف فردي ياترى؟ أم يعبر عن أسلوب ونهج جديد في التعامل مع الكتاب والصحافيين؟ ما دور مجلس الأمة الذي أهمل سنوات قضايا الدفاع عن الحريات العامة وصون حقوق الأفراد في التعبير عن الرأي والحفاظ على الحريات الشخصية؟

كنا، ولانزال، ندافع عن نظامنا الديموقراطي وشرعيتنا الدستورية مفتخرين بأن الحرية الشخصية وحرية التعبير عن الرأي مصانة في الكويت، وأنه لا يوجد لدينا زوار فجر، وكان هذا محل إعجاب وتقدير الكثير من دول وشعوب العالم، فهل يُراد لهذه الصورة أن تتغير؟ ثم هل يمكن أن يتصور عاقل أن أساليب الخطف والتهديد وقمع الرأي الآخر التي تستخدمها الأنظمة الاستبدادية يمكن أن تنجح في بناء مجتمع مستقر ومتطور في عالم اليوم؟ عالم حقوق الإنسان والديموقراطية والفضاء المفتوح والمنتديات الالكترونية ووسائل الاتصالات الحديثة والسريعة.

أخيرا وليس آخراً، هل ما يجري هذه الأيام يعبر عن إرهاصات لمرحلة مقبلة... مرحلة ليس لعاقل أن يتوقع أين وكيف ستنتهي بنا في ظل ظروف إقليمية ودولية غير مستقرة؟

خوفي عليك يا وطني

back to top