رهان التميز

نشر في 02-06-2007
آخر تحديث 02-06-2007 | 00:09
No Image Caption
ثمة رأي لا تنقصه الحجة، يذهب إلى أن عدد الصحف اليومية في الكويت أصبح أكثر مما يجب، وأن اصدار صحيفة جديدة لن يأتي بجديد، ولأننا نفهم حجة هذا الرأي ولا نقرها، فقد جعلنا طموح «الجريدة» ورهانها إثبات العكس.

وإثبات العكس، وكسب الرهان، لا يتحققان إلا بالتميز:

التميز في الالتزام الوطني، باعتماد مصلحة الكويت، ومصلحة الكويت فقط، منطلق الموالاة الواعية، ومبرر المعارضة البناءة في آن واحد، وبالعمل الجاد على تعزيز الولاء للشرعية الدستورية حكماً وحكومةً وبرلمانَ وقضاء.

والتميز في الالتزام الاجتماعي، باعتبار القبيلة والعائلة والطائفة والتيار السياسي ليست إلا تنوعاً يثري فكر الكويت وعقلها.

والتميز في الالتزام المهني، باحترام حق القارئ في الاطلاع، واحترام حق الكاتب في الاختلاف، فالصحيفة ليست في حجم ورقها وعدد صفحاتها، بل بمصداقية أخبارها، وموضوعية مقالاتها، بأصالة وطنيتها، ومساحة حريتها، بجرأة مواقفها، وأخلاقية حوارها.

و«الجريدة» التي تحرص كل الحرص على التميز في التزاماتها هذه، ستحرص بالقدر نفسه على ممارسة ذلك من خلال التميز في الانحياز.

الانحياز الى انتمائنا العربي، ليس فقط بالقلب والوجه واللسان، بل بتعزيز المصالح المتكاملة، والتصدي للتحديات المشتركة، والانحياز الى عقيدتنا الاسلامية باعتبارها خاتمة الرسالات السماوية٬ ودين الفطرة والعلم والتسامح.

والانحياز الى العدل والمساواة باعتبارهما عماد الوحدة الوطنية، والى الديموقراطية بمفهوم المشاركة الشعبية، والى الإصلاح بكل صوره، لأن نهاية الامم في فساد الذمم، والانحياز الى المرأة لأنها الأم والأخت والزوجة والابنة، ونصف المجتمع الأعلى إنتاجاً والأكثر عطاء، والانحياز الى الحرية الاقتصادية القائمة على المنافسة الخلاقة والفرصة المتكافئة ومنع الاحتكار، ولأن القطاع الخاص هو القاطرة الحقيقية للتنمية المتوازنة، والحاضنة الخصبة لفرص العمل الكريم. وقبل هذا كله، وفوق هذا كله، الانحياز الكامل للحقيقة، لأن كل ما يبنى على خلافها زائف وخادع.

بهذا التميز في الالتزام، وبهذا التميز في الانحياز، يصبح إصدار «الجريدة» مسؤولية وطنية وأخلاقية لا نستطيع النهوض بها إلا بالتعاون معك عزيزي القارئ.

back to top