أحمد الفهد... حلاتها مو طالعة منك

نشر في 06-03-2008
آخر تحديث 06-03-2008 | 00:00
 ضاري الجطيلي

ليت الشيخ أحمد يأتي لنا بآلية لتحصين المجتمع المدني من عبث بعض أبناء الأسرة، ولأنه من غير الممكن تقنين ذلك، فإنه يتطلب إحساساً عالياً بالمسؤولية من قبلهم تجاه الوطن، وهو أمر مفقود بشدة. نريد تحصين الديموقراطية من المتربصين بها يا شيخ أحمد.

كلمة الشيخ أحمد الفهد في ندوة «الجريدة» قبل أيام جديرة بالاطلاع ولم ينقصها سوى أن يكون قائلها غيره، فقد تحدث عن تحصين المجتمع المدني والمهني من التسييس وكيف أن المؤسسات المهنية لا تتطرق إلى مصالح منتسبيها إلا للمطالبة في الكوادر، أما بقية اهتماماتها فهي في السياسة، وهو طرح يستحق المناقشة لأن هناك خلطاً في المفاهيم يجب التصدي له.

إن أساس قيام الديموقراطية هو وجود مجتمع مدني حي يمثل قواعده ويحقق مطالبهم ويرتقي بالوعي العام، ويساهم في صنع القوانين عبر إعطاء الآراء المهنية المتخصصة، والضغط على السلطات الدستورية ومراقبتها.

واقع المجتمع المدني في الكويت مختلف، إذ إن هناك استقطاباً سياسياً لمؤسساته ومحاولات تطويع أصحاب المهن والحرف لخدمة التوجهات السياسية، فانقلبت الآية وتحولت المؤسسات من جماعات ضاغطة إلى مضغوط عليها ومسيَّرة من قبل التيارات السياسية أو الحكومة أو متنفذين في السلطة، فاتحاد طلبة الجامعة يأتمر بإمرة «حدس» وجمعية الإصلاح، والاتحادات الرياضية مسخرة لخدمة بعض أبناء الأسرة، وكثير من المؤسسات لا تستطيع معارضة الحكومة لاعتمادها عليها مادياً، وتكاد لا تدخل جمعية مهنية من دون أن ترى صورة أحد أبناء الأسرة رئيساً فخرياً لها. من هذا المنطلق يجب تحصين المجتمع المدني من تلك الاستقطابات، وليس من الخوض في السياسة، فالمجتمع المدني يخلق التوازن في المجتمع عبر ممارسة الضغط السياسي على مراكز القرار في سبيل خدمة قواعده والوطن بشكل عام.

نعود إلى دعوة الشيخ أحمد الفهد إلى تحصين المتجمع المدني من التسييس، وهي دعوة ليتها أتت من أحد غيره، فبحكم مكانته داخل الأسرة واطلاعه الواسع على الأمور ثمة تساؤلات تطرح نفسها عن مدى عبث أبناء الأسرة في المؤسسات المدنية، فبعضهم استغل الرياضة لتحقيق شعبيته للوصول إلى المراكز السياسية ثم ورثها لأشقائه، وبعضهم استغل الصحافة لتلميع صورته بعد أن نهب المال العام، وبعضهم استغل منصبه الوزاري لكسب ولاءات بعض الجمعيات المهنية، وبعضهم يحاول اختراق الحركة الطلابية ولا يفوت فرصة للظهور بالمناسبات الطلابية، وبعضهم الآن يرمي بكل ثقله في انتخابات غرفة التجارة تمهيداً لاستقطابها.

إذن ليت الشيخ أحمد يأتي لنا بآلية لتحصين المجتمع المدني من عبث بعض أبناء الأسرة، ولأنه من غير الممكن تقنين ذلك، فإنه يتطلب إحساساً عالياً بالمسؤولية من قبلهم تجاه الوطن، وهو أمر مفقود بشدة. نريد تحصين الديموقراطية من المتربصين بها يا شيخ أحمد.

Dessert

أول ما قرأته في «الجريدة» عند صدورها كان افتتاحيتها الأولى بعنوان «رهان التميز»، وهو ما ترجمته بندوتها المتميزة، فإلى الأمام والأعلى دائماً.

back to top