الحرية لا تعترف بالجغرافيا
هل هذا هو طير «بحق وحقيقي» أم لعلها نفس الشاعر المتوثبة نحو التضحية بكل شيء إلا الثوابت.إن صارت الأرض جمر، ومالها خانه
شاف الفضا، حلم، ما قبله ولا دونههذه النفس الطائرة الرافضة للأرض بما فيها من مآس ٍودمار، وهي تتطلع إلى السماء المليئة بكل شيء جميل وشامخ.واللي خلق ريشته.. وأعطاه جنحانهما به جنون.. يشابه روعة جنونهتحليق من نوع فريد فيه من ملامح الجنون ما في الشموخ من ملامح التحدي، لذا اتشح الجنون بالروعة كما ازدانت الروعة بعبق الجنون. إن طار.. كل المدى من تحت سلطانهوإن حط.. ما طاحت الدنيا على متونهطير يحلق، ونفس ترفرف، يلتقي الاثنان إلى درجة الانصهار، الأرض مثل الجسد مادة، والتحليق مثل النفس والروح طاقة، والفرق بين العنصرين أن المادة تعشق السقوط للأرض، لأنها مكمن اللذات بالنسبة لها، أما الروح «النفس» فهي مثل التحليق تجد الأمان كلما ارتفعت، لهذا فهي لا تخاف من السماء، وكيف تخاف الأشياء من عوالمها الخاصة بها التي تمنحها بطاقة الوجود والكينونة؟الطير ماله وطن.. فجناحه أوطانهالطير ماله زمن.. وأزمانه لحونهها نحن هنا نصل مع الشاعر إلى جوهر الحقيقة أو بيت القصيد كما يحلو للبعض أن يقول، وهي الحرية والتفرد عن الأشياء بما فيها هذا العالم الممتد بكل أبعاده... نعم، الحرية لا تعترف بالجغرافيا ولا تؤمن بالتاريخ، الحرية لا تؤمن إلا بالحرية ولا تعرف إلا الحرية فهي واضحة، شامخة كالشمس لا تُغطى بغربال. لا شاف بيته، تعيث الريح فأركانهصارت له الريح بيت.. وفارق غصونهوكما قلت نيابة عن الشاعر - ولا أدري هل يوافقني أم لديه رأي آخر - الحرية لا تعترف بالجغرافيا ولا تؤمن بالتاريخ، وطن الحرية هو جوهرها النابع من إيمان أصحابها بها، لهذا فكل هذا الفضاء الممتد واللانهائي وطن مشاع لكل راغب في التحليق والحرية.إلا السما.. لو يضحّي الطير باغصانه ينفض جناحه، وتبقى أغلى من عيونه إن صارت الأرض جمر، ومالها خانهشاف الفضا.. حلم، ما قبله ولا دونهواللي خلق ريشته، وأعطاه جنحانهما به جنون، يشابه روعة جنونهإن طار.. كل المدى من تحت سلطانهوإن حط.. ما طاحت الدنيا على متونهالطير ماله وطن، فـ جناحه أوطانهالطير ماله زمن، وأزمانه لحونهلا شاف بيته، تعيث الريح فـ أركانهصارت له الريح بيت وفارق غصونهإلا السما، لو يضحي الطير باغصانهينفض جناحه، وتبقى أغلى من عيونه