هكذا تتمتّعين بحضور متألّق دائماً
هل دخلت يوماً غرفة وشعرت بأن لا أحد لاحظ وجودك؟ هل تدخلين عادة إلى اجتماع وتعلنين عن وصولك بترحيب صاخب؟ في كلتا الحالتين يبدو أنك تحتاجين إلى العمل على عنصر «الحضور» الذي يشكل، وفقاً للاختصاصيين، العنصر الرئيسي الذي يؤدي إلى ترك انطباع دائم لدى الآخرين والتواصل معهم .
قد يربط البعض عنصر الحضور بالثقة بالنفس أو بالجاذبية لكنه في الواقع يشكل مزيجاً من الاثنين. يكمن السر في الشعور بالراحة والثقة بالنفس مع إقامة علاقات إيجابية مع المحيطين بك.خلافاً لما قد تظنين لا يمكنك تعلّم عنصر الحضور بل تحتاجين إلى إعادة تعلمه. يولد هذا العنصر مع كل إنسان ، إلا أن التجارب الحياتية المؤلمة والعادات المكتسبة تعيق قدرتنا على التواصل. ثمة ثلاثة معدلات من الحضور تسمى «حلقات» وتمثل طريقة انتقال الطاقة بين الناس وقد تكونين في إحدى الحلقات الثلاث. - في الحلقة الأولى، تركيزك باطني ودقيق فيبدو عليك الخجل والانعزال. - في الحلقة الثالثة تنتقل طاقتك إلى الخارج فتلفتين الانتباه لكن قد تبدين متغطرسة ومتبلدة الشعور. - في الحلقة الثانية فتبدين كاملة التركيز ذات «حضور» متألق، ترسلين الطاقة وتتلقينها وتساهم شخصيتك القويّة في جذب الإنتباه إليك. فكيف تبلغين الحلقة الثانية وتحافظين على مكانك فيها؟ يتطلب ذلك بعض التمرين الذي يشمل العقل والجسم والصوت والتنفس. قد يبدو الأمر معقداً لكن ثمة نصائح ضرورية يمكنك اعتمادها للتمتع بحضور مميز. تقول إحدى المرشدات الإجتماعيات: «ترتبط الثقة بالنفس بإيمان المرء بذاته وبتقويم ما يجب قوله. يشبه التغلب على ضعف الثقة بالنفس التخلي عن عادة سيئة. مع قليل من الصبر والممارسة يمكن التخلص منها وعيش حياة مليئة بالثقة بالنفس». لذا اتبعي هذه النصائح وحين تذهبين في المرة المقبلة إلى حفلة أو اجتماع سيلاحظ الجميع وجودك.حسّني لغة جسدكيعرف الأشخاص الذين ينتمون إلى «الحلقة الثانية» ويتمتعون بحضور مميز تماماً كيفية الحفاظ على أجسامهم في وضع مريح. تقول اختصاصية في هذا المجال: «حين يكون الجسم في وضع طبيعي، تدخل الطاقة المطلقة إليه منتقلة عبره براحة ويكون مسترخياً». يبدو ذلك مثيراً للاهتمام. لكن يصعب أن يبدو المرء مرتاحاً وواثقاً من نفسه حين يشعر في داخله بالتوتر. لا شك في أن لغة الجسد من الأمور الأولى التي يلاحظها الآخرون وهي ترتبط بطريقة تجاوبهم معك. تقول مرشدة اجتماعية خبيرة في لغة الجسد: «لا داعي لخبرتك كي تعرفي الشعور الذي يعكسه مظهرك». بيد أنك تستطعين استخدام لغة الجسد لتبدي واثقة من نفسك حتى لو لم تكوني كذلك. قد يشعرك هذا الأمر بمزيد من الراحة. إعتمدي، كخطوة أولى ومهمة، الوضعية الأساسية: تجنبي ثني ذراعيك فوق صدرك أو معدتك. كي تظهري أكثر ثقة بنفسك قفي منتصبة القامة وواجهي الآخرين مباشرة. لا تنسي الابتسامة العريضة. حين تحدثين شخصاً قفي على مسافة قدمين منه على الأقل وحين يقول شيئاً مثيراً للاهتمام إحني رأسك قليلاً فيما تجيبين. هذا يُشعره بالترحيب. إستخدمي صوتكإحدى الخطوات الأساسية التي يجب اتباعها للتمتع بحضور بارز هو التعوّد على طريقة كلام معينة وإخفاء علامات التوتر. تذكري أن أسلوبك في التعبير يمكن أن يكون بأهمية ما تقولين. يكمن الهدف في إيجاد طبقة الصوت الطبيعية وفي الشعور بالراحة إثر استخدامها. تقول إحدى المرشدات الاجتماعيات: «تتكيف طبقة الصوت الطبيعية مع المشاعر والأفكار التي نختبرها في حياتنا. إنها معدّة ومصممة للتواصل وللتأثير في الآخرين». لمعرفة كيفية استخدام طبقة الصوت المناسبة سجّلي صوتك فيما تقرأين بصوت مرتفع ثم انتظري 24 ساعة قبل الإصغاء إليه. سيسهل عليك إدراك المشكلة. من الجيد ممارسة طريقة إلقاء الخطابات مقدماً. يكمن السر في الممارسة وفي التدريب في حفظك الكلمات المناسبة وكيفية التفوه بها. حين تتكلمين لا تسرعي في الكلام. سيمنحك هذا الأمر الوقت للتوقف والتفكير في ما ستقولين. تمرّني على التنفسيمكن أن يساعدك التمرين على التنفس بشكل طبيعي في المحافظة على تركيزك، حتى في الأوضاع الأكثر تحطيماً للثقة بالنفس. خذي بضع دقائق يومياً لممارسة بعض التمارين الخفيفة لامتلاك طريقة التنفس الطبيعية المعتمدة في «الحلقة الثانية». راقبي طريقة تنفسك واصغي إلى التغيرات. يجب أن تسمحي لنفسك بأن يكون عميقاً ثم ازفري لتسمحي للنفس بأن يطلق طاقتك. «لتهدئة الأعصاب اشهقي أربع مرات متوالية ثم ازفري ست مرات. كرري الامر عدة مرات عدة فتشعرين بهدوء أكبر. غالباً ما يستخدم الخطباء المحترفون هذه التقنية.تعلمي الإصغاء قد تدخلين غرفة وتستحوذين على انتباه الجميع. لكن ذلك لا يعني بالضرورة أنك تتمتعين بحضور حقيقي. قد تكونين قادرة على اخفاء خجلك وقلة ثقتك بنفسك حين تحدّثين شخصاً جديداً. هذه الامور لا تشمل الإصغاء الذي يعتبر أحد أفضل الوسائل لاكتساب جاذبية فورية. هذا يعني أنك قد تضطرين إلى الإصغاء، في حين تفضلين الهرب. تذكري أن الثقة الحقيقية تتعلق بالتفاعل مع الآخرين وبذل الجهد للتعرف إليهم بشكل صحيح. لذا إصغي ولو لوقت قصير إلى أشخاص تقاطعينهم عادة أو تجدينهم مملين. قد يكونون مفيدين وتتعلمين شيئاً منهم. يمكن أن تتغير علاقتك بهم نحو الأفضل.زيدي ثقتك بنفسكيمكنك اكتساب الجاذبية والثقة بالنفس على الفور عبر التخلي عن السلبيات وعدم إظهار توترك وإراحة الآخرين. إليك أهم النصائح:1- تصرفي بثقة. بهذه الطريقة تصبحين واثقة من نفسك تدريجياً.2- إثني على الآخرين. أظهري اهتمامك بما يقوله الآخرون واطرحي عليهم أسئلة كثيرة. سيعودون أدراجهم قائلين: «كم هي مدهشة!».3- إبتسمي. لا شيء أكثر جاذبية من شخص تبدو عليه السعادة. 4- أنجزي مهمتك. إكسري حاجز الصمت عبر تجهيز موضوع للتحدث فيه.5- لا تسهبي في الأمور السلبية. الأشخاص الواثقون يبقون الحديث مثيراً للاهتمام.6- عيشي حاضرك. عيشي «اللحظة» بدلاً من الشعور بالقلق حيال الماضي أو المستقبل.