وجهة نظر : كلاشينكوف حارس جديد ينقذ الأميرة بعد الكوميديا...

نشر في 01-02-2008
آخر تحديث 01-02-2008 | 00:00
هل يجتاح الـ أكشن السينما المصرية؟
 محمد بدر الدين تؤكد الأفلام التي بدأ بها عام 2008 في مصر ما انتهى إليه عام 2007، وهو بداية موجة جديدة واضحة من أفلام الحركة. ومن الأفلام التي استهلت بها سينما 2008 عروضها، «كلاشينكوف» وفيلم «عمليات خاصة».

«كلاشينكوف» إخراج رامي إمام وتأليف وائل عبد الله وبطولة غادة عادل ومحمد رجب وصلاح عبد الله ودرة. وهو ينطلق من أجواء عصابات المافيا، لكننا لا نتعرف فيه على نموذج أكبر من الذي يمثله «صلاح عبد الله»، وهو يوظف ويوجه بطل الفيلم «خالد دياب» (يؤديه محمد رجب) ويتبناه ويقول له دائماً بكثير من المكر «ده إنت ابني.. يا خالد!» ثم يعقبه طلب متكرر بقتل شخص ما، فخالد قاتل أجير وقناص محترف.

يستعرض الفيلم في بداياته حالات كثيرة من عمليات القتل، يدخل بعدها في انعطافة جديدة حين يكون الطلب هذه المرة قتل مذيعة التلفزيون المعروفة «هند الراوي» (غادة عادل).

ولأول مرة يتردد خالد، ثم يعلن رفضه وتمرّده على الرجل الذي تبناه فيقول له: «هذه المرة.. لا!».

يستغرب الرجل، وربما نستغرب نحن معه. فهل يرفض لأنها امرأة؟ أم لإعجابه بها؟ أم ماذا؟

المهم... يصر خالد على الرفض، ليس هذا فحسب، بل يذهب إليها محذراً. وكي تصدقه وتطمئن إليه يقدم نفسه إليها مدعياً أنه ضابط أمن دولة، وإمعاناً في الحرص عليها ينصّب من نفسه «بودي غارد» لها. ويظل كذلك حتى نهاية الفيلم حيث نلحظ إيماءات بل «تأثراً» واضحاً بفيلم كيفن كوستنر الشهير «بودي غارد»، أهمها نمو قصة حب قوية بين المرأة وحارسها الخاص، مستعرضة غيرة أختها «هند» منها (تؤدي دورها «درة»), بل تصل الغيرة الى حد الشك فيها، وفي رغبتها في التخلص من «هند»، غير أن الفيلم يبرئ الأخت، ويلقي بالشكوك على العصابة التي تعتقد بأنّ لدى المذيعة أسراراً خطيرة حصلت عليها من أحد ضيوف برنامجها التلفزيوني الشهير، لقي حتفه عقب ظهوره معها في البرنامج، وصُرِع على يد القناص «خالد دياب» أو محمد رجب.

تختلط الأحداث والمشاهد بين مشاعر الحب التى ربطت بين «خالد» و«هند»، والخوف عليها ومحاولة حمايتها، وبين جنون العصابة ومطاردتها لهما، خصوصاً بعد محاولات قتل كثيرة كان مصيرها الاخفاق. تنتهى الأحداث بنجاح المطاردة وتصويب الرصاصة القاتلة نحو «هند» ليهرع إليها خالد لحمايتها فيصاب هو ويسقط صريعاً دفاعاً عن حبيبته وحبه.

الفيلم مزيج من «الرومانسية» والـ «أكشن» وقد استطاع المخرج رامي أن يجعله مشوقاً فحسب، ولا يجب أن ننتظر منه مضموناً أو عمقاً، بل هو للتسلية فحسب، وفي هذه الحدود يحقق الفيلم هدفه من دون حذلقة أو ادعاء بما هو أكثر.

غادة عادل من أفضل ممثلات جيلها، وهي تشع في الفيلم حضوراً وإحساساً في الشخصية، لكن إمكانياتها أكبر من الدور. وقد أثبتت ذلك خصوصاً منذ فيلمها الجميل «في شقة مصر الجديدة» إخراج محمد خان.

أمّا محمد رجب فما زالت السينما المصرية الراهنة تحاول أن تصنع منه نجماً شاباً جديداً، وإن كان ما زال يحتاج الى كثير من الجهد كي يثبت هذه القدرة. ولعلي لا أتوقع له أكثر من الإقناع في أدوار معينة وليس بطولات أفلام.

متعة التمثيل تجدها في هذا الفيلم في أداء صلاح عبد الله، أما الفنانة التونسية الجديدة درّة فهي موهوبة بحقّ وتتمتع بحضور كبير وأداء لمّاح، لكن الدور لا يعنى علامة في مشوارها الذي بدأته منذ فترة وجيزة، وإنّما يسجّل لها مجرد «إثبات حضور» على الشاشة.

back to top