افتتاحية: كفى
أما وقد وصلت قضية تأبين عماد مغنية إلى هذا الحد فنرجو أن نكون شاهدين اليوم على الفصل الأخير منها، فهي كانت هزة ولا نريد لها مزيداً من الترددات، وهي كانت خطأً ولا نريد أن نراكم عليه خطايا، ذلك أن المسؤولية الوطنية تفرض على الجميع وضع هدف واحد ووحيد هو الحفاظ على وحدة المجتمع، ورفض محاولات جره إلى شرخ عمودي، عماده التخوين والتخوين المضاد، وأدواته وسائل يُفترض أن تعزز الديموقراطية وألا تتسبب في النكوص عنها، بحجة الأمن الوطني والخطر الداهم على الوحدة.
نقول بالفم الملآن: كفى، كفى، ولا لمزيد من النفخ في أوار الفتنة... ولسنا هنا في معرض دفن الرأس في الرمال أو غض الطرف عن الحدث الجلل، ولا مع سحب الموضوع من التداول، بل إننا في معرض تصويب النقاش وضبط إيقاع الأزمة تحت سقف المؤسسات، وخصوصاً تحت قوس القضاء، لأنه مَعْنِيّ ومرجع يجب أن نحتكم إليه في أي خلافات. نقول كفى، ليفهم القاصي والداني في الكويت أن تداعيات التأبين كادت تتحول إلى فتنة لن نقبل أن تندلع بين ظهرانينا لمجرد خطأ من هنا وعبث من هناك وقلة مسؤولية من هنالك، ولعلم الجميع ان التهييج السياسي والاعلامي انعكس في كل مكان، وان واجبنا، بات بالتأكيد، التهدئة لإعلاء صوت العقل، ولا نظن أن أحداً في الكويت يرضى أن يختصم التلاميذ في المدارس لأسباب طائفية، وأن ينظر الموظفون بعضُهم إلى بعض شزراً في المؤسسات، وأن يحل البُعاد محل التلاقي، وتسود البغضاء على حساب الصفاء. فلنتعلم من الدرس الذي مررنا به وهو ليس بالأمثولة البسيطة، ولنأخذ عبرة من مجتمعات أطلقت العنان لخلافاتها ولعصبياتها وتركت الفتن تذر قرنها، فما حصدت إلا المآسي والتشرذم ووهن الدولة وإنسانها على السواء. ليتحمل كل طرف سياسي مسؤوليته ولتجر المحاسبة، لكن بلا مزايدات وبلا هواجس انتخابية وبلا شعبوية مقيتة. ولينضبط الاعلام تحت سقف المسؤولية، فالحرية ليست فلتاناً للإثارة، ولا منبراً لتصفية الحساب. الجريدة