الشاعر المصري عماد فؤاد: أنحاز الى حرير الكلام والكتابة

نشر في 05-06-2007 | 00:00
آخر تحديث 05-06-2007 | 00:00
عماد فؤاد شاعر وصحافي مصري. يعمل في الصحافة، ويقيم في بلجيكا منذ مطلع العام 2004. أصدر أربع مجموعات شعريّة هي «أشباح جرَّحتها الإضاءة»، «ديوان الكتابة الأخرى»، القاهرة، «تقاعد زير نساء عجوز»، (دار شرقيات، القاهرة)، «بكدمةٍ زرقاء من عضَّة النَّدم»، (دار شرقيات). «حـــرير»، (دار «النَّهضة العربية»، بيروت 2007). يتميز بصوته الشبابي عبر قصيدة النثر، يكتب بلغة كأنه ينشد الارتواء من الحب والجسد والنساء. معه هذا الحوار.

 

كيف أتيت إلى الشعر. كيف اخترت طريقاً مغايراً عن السائد، وكيف واجهت المعترضين على قصيدة النثر؟

- منذ عرفت القراءة وجدتني متورطاً بالشعر. أذكر أنني كنت ابن ستة أعوام وكنت أذهب إلى أحد كتاتيب قرية والدي خلال العطلة الصيفية. لم يكن ما يجعلني أذهب إلى هذا المكان سوى النغم الغريب الذي كنت أنصت إليه في قراءات القرآن المختلفة التي أستمع إليها هناك، ورغم فشلي في حفظ القرآن، أو حتى بعض أجزائه كما فعل الكثيرون من أقراني وقتها، إلا أنني عشقت اللغة واللعب بصوتياتها منذ هذه السن الصغيرة، ونما بداخلي هذا العشق يوماً بعد يوم، وبدأت أكتب سطوراً على غرار قصائد الشعر التي نطالعها في كتبنا المدرسية، حتى وجدتني متورطاً أكثر فأكثر في الشعر. لم أختر طريقاً بقدر ما وجدت تشجيعاً من المحيطين بي، وأولهم ابن عم لي أشار عليَّ بتعلم أوزان الشعر وبحوره. وبعد محاولات في كتابة هذا اللون نشرت بعضها في بداياتي، لم أقتنع بأنه يعبر عني وبدأت في الكتابة بالشكل الذي أراه مناسباً لي. لم أكن أعرف انذاك أن ما أكتبه يمكن أن يسمى بقصيدة النثر، ربما جاء هذا الاكتشاف متأخراً، وكان من نتيجته تراكم قصائد ديواني الأول «أشباح جرَّحتها الإضاءة» والذي صدر في القاهرة في 1998. بعد ظهوره لم أشعر بأن عليَّ مواجهة من يعترضون على قصيدة النثر، فلست أرى في نفسي منظراً أو شخصاً يستطيع أن يبشر بلون كتابي جديد، بل شاعر يحاول أن يكتب ما يخصه وسط الآخرين، والنص هو من يدافع عن نفسه، وليس لكاتبه أن يقدم معه نشرة توضيحية كي يمهد للآخرين ما يريد قوله.

 

هل ثمة، في رأيك، علاقة بين الكتابة والحرير، خصوصاً أن بعضهم يربط بين الحكي والحياكة والحياة. أكثر من ذلك هناك عشرات الروايات عن الحرير، بعضها أيضا يربط بين الجنس والحرير؟

- كل كتابة هي إعادة نسج للحياة في صورة نص، اختياري للـ«الحرير» في ديواني الأخير نابع من تجربة خاصة جعلتني أعيد صياغة علاقات الحب والجنس باعتبارها عملية نسيج مبهرة تتخلق يوماً بعد يوم كما في «الحرير». لم يكن سعيي في الديوان الإشارة إلى العلاقة بين الرجل والمرأة فحسب، بل تعميم فكرة الحب على كائنات وتفاصيل أخرى ربما لم نلتفت إلى ما بينها من علائق ونحن ننشغل عنها بتفاصيلنا الذاتية. ثمة قسم في الديوان تحت عنوان «حرير خام» ستجد انه يتناول في نصوصه العشرة علائق الحب بين أشياء وجمادات ووجوه وتفاصيل أخرى غير الرجل والمرأة. لا أنكر أنني ترددت كثيراً في اختيار كلمة «حرير» لتكون عنواناً للديوان، ذلك لأنني كنت اختار دائماً في أعمالي السابقة عنواناً طويلاً ومركباً، وأيضاً لأن هناك أعمالاً أدبية أخرى كثيرة اتخذت من «حرير» عنواناً لها، مثل رواية أليساندرو باريكو الفاتنة «حرير» وغيرها، لكن في النهاية جاء اختياري نابعاً من قناعتي بأن ما أريد أن أرصده في هذا الديوان لا يكتمل إلا باختيار «حرير» عنواناً للديوان.

 

أعددت أنطولوجيا عن الشعر المصري في إطار اختيار الجزائر عاصمة للثقافة العربية لعام 2007، هل نجوت من الثرثرة الثقافية المقهوية، هل عمدت إلى أقصاء أحد الأسماء لسبب ما من الأنطولوجيا؟

- أي أنطولوجيا هي في الأساس عملية انتقائية. لا يمكن أن تضم الجميع بين دفتي كتاب وتقول إنك قدمت أنطولوجيا، لأن هذا لن يكون صحيحاً. حاولت قدر جهدي أن أقدم في الأنطولوجيا رؤيتي الشخصية لراهن الشعر المصري الآن بمختلف تياراته واتجاهاته التي تكتب تحت لافتة «قصيدة النثر» أو «النص الشعري المصري الجديد»، ولم يكن هناك من بديل سوى إقصاء شعراء آخرين لم أستطع أن اضم كل من يستحق أن يكون في الأنطولوجيا، وبالطبع أقصيت أسماء من الشعراء الذين يملأون الدنيا ضجيجاً وجعجعة وهم لا يملكون أي تميز وسط أقرانهم.

 

يقول أحد النقاد عن ديوانك «الحب لا شيء غير الحب». في رأيك هل لا زلنا في عصر الحب أم موت الحب، أم أن الشعر لغة ممتعة أولاً وأخيراً؟

- لا يمكن أن ننفي عن الإنسان رغبته الدائمة في الحب، ولا يمكن في المقابل أن نتهم زمننا بأنه يخلو من الرغبة والطموح المستمرين لأن نحب وأن نُحَب، وأي فن دائماً ما يسعى إلى تجسيد حيواتنا وأفكارنا وحواسنا، والشعر أحد الفنون الأولى التي وجدت للتعبير عن أحاسيس الإنسان وحواسه وأفكاره.

 

ماذا تعني لك الجوائز؟

- أي جائزة لا تعدو كونها رأياً لعدد من المحكّمين فيها، وبالتالي فهي ليست حكماً مطلقاً بشعرية أحد دون آخر.

 

أيهما أشد وقعاً بالنسبة اليك: حرير الكلام أم حرير هيفا وهبي؟

- شخصياً لا أحب هيفاء وهبي، لو كنت قلت إليسا لربما انحزت إليها، ولكن بما أنك اخترت من لا أحبها فسوف أنحاز إلى «حرير الكلام والكتابة» بالطبع!

back to top