حروب الكويت الكلامية

نشر في 22-07-2007
آخر تحديث 22-07-2007 | 00:00
شتان ما بين حروب سطرها أستاذنا القدير عبد الله بشارة ساهمت في تشكيل الدولة الحديثة وتحديد وضعها في الساحة العربية والعالمية وحالنا اليوم ونحن ندور في دوائر السفسطة الكلامية والتخوين وقذف المواطنين وادعاء البطولة والتمترس خلف الحصانة البرلمانية!
 د. موضي عبدالعزيز الحمود اختليت إلى نفسي في جلسة تأمل قصيرة أقلب فيها صفحات كتاب أستاذنا العزيز عبد الله يعقوب بشارة «حروب الكويت الدبلوماسية» كإهداء كريم منه، وهو كتاب يوثق بأمانة مرحلة زمنية مهمة من عمر الدولة، ويشكل إضافة متميزة إلى الذاكرة السياسية الوطنية للكويت الحديثة منذ فترة الاستقلال والمراحل التي تلتها. وخلال مراجعتي السريعة للكتاب والوقوف عند أحداث معينة لقراءتها طافت أمام عيني عناوين صحفنا المحلية خلال الفترة الأخيرة تسطر الهدير الصاخب لأعضاء مجلس الأمة في جلساته الأخيرة وحتى بعد انتهاء دور الانعقاد، والتصريحات العديدة لبعض نواب الأمة والسياسيين في التجمعات والقوى الموجودة على الساحة وكذلك الإحصاءات التي تنشرها بعض صحفنا، وخاصة الإحصاء الأخير الذي نشرته جريدة «عالم اليوم» للاستجوابات القادمة لخمسة وزراء... و... و... وغيرها من حروب كلامية وطواحين هواء ومعارك شد وجذب على الساحة السياسية، تجعل المرء يتساءل في حيرة... إلى أين نحن متجهون؟ وكيف يعمل أي وزير أو مسؤول في ظل هذا الجو المشحون؟ ومن له المصلحة في تأزيم البلاد وتعطيل مصالح العباد وشل الأجواء السياسية وغيرها حتى يحجم الجميع عن العمل والمبادرة وتحمل المسؤولية والتقدم؟

شتان ما بين حروب سطرها أستاذنا القدير عبد الله بشارة ساهمت في تشكيل الدولة الحديثة وتحديد وضعها في الساحتين العربية والعالمية وكذلك فرض وجودها وتأصيل كيانها وتثبيته بقيادة حكيمة على رأس الدولة وفريق متناغم على جميع الجبهات السياسية والدبلوماسية ووجود محاورين مخضرمين على جميع الجبهات، وبين حالنا اليوم ونحن ندور في دوائر السفسطة الكلامية والتخوين وقذف المواطنين وادعاء البطولة والتمترس خلف الحصانة البرلمانية من بعض أعضاء السلطة التشريعية، يقابلها على الجانب الآخر تردد أعضاء السلطة التنفيذية وحيرتهم وقلة حيلتهم. أمر محزن ما نشاهده اليوم ومستقبل مأزوم -نرجو أن يساعدنا رب العالمين على تخطيه- نخشاه ونتألم له. ونتعجب، في الوقت ذاته، من دعوات لا تنتهي ولا تراعي مشاعر المواطنين ولا مصالحهم، تنادي بزيادة امتيازات أعضاء مجلس الأمة إلى خمسة آلاف دينار وزيادة كوادرهم العاملة... بالله عليكم هل يستقيم كل ذلك؟

كل ما نرجوه من الحكماء في حكومتنا وفي مجلسنا وعلى الأخص رؤساء السلطتين أن يكون لهم دور واضح للمحافظة على مصداقية الحكم والمجلس فالمسؤولية الوطنية عظيمة، والتاريخ لا يرحم من يهادن أو يتخاذل أو يتردد... نرجوكم رحمة بنا وبأعصابنا وبعقولنا ورحمة - فوق كل ذلك- بوطننا. والله الموفق.

back to top