كلنا مشاركون في اختطاف بشار وجاسم!

إضافة إلى تلك الأحداث، فقد سكتنا أيضا عن استدعاء أعضاء «حزب التحرير» الذين اعتقلوا فقط لأنهم يتحدثون عن أهداف بعيدة جداً عن الواقع الذي نعيشه، بل سكتنا ومازلنا نسكت عن إهانة وتعذيب العديد من المستضعفين من المقيمين والعمالة الآسيوية والبدون الذين لا ظهر لهم، وكانت لفتة جميلة جداً من الزميل جاسم القامس عندما تحدث عن هؤلاء في المهرجان الذي نظمه «التحالف الوطني الديموقراطي» مع أن التجمع كان لنصرته هو وزميله بشار لا للحديث عما يتعرض له الآخرون على يد هذا الجهاز. فإذا كانت هناك نظرة لدى عامة المواطنين بأن هؤلاء (وخصوصا العمالة الآسيوية والخدم) هم بشر من الدرجة الثانية ويجوز ضربهم لسبب أو من دون سبب، فما بالكم بنظرة الأجهزة الأمنية كلها تجاه هذه الفئة من المقيمين؟! ويمكن للجميع تصفح الإنترنت ليروا بأنفسهم مقاطع فيديو للإهانة والمعاملة غير الإنسانية التي يتعرض لها هؤلاء على أيدي رجال الأمن.فأمام كل هذه الأحداث التي فشلنا في اتخاذ موقف قوي وواضح تجاهها، (أُكلنا يوم أُكل الثور الأبيض) فمن أمِن العقوبة أساء الأدب، وإذا كنا فعلاً نحترم حقوق الإنسان، فيجب على بائنا أن تجر كل الأحرف، لا أحرفاً على حساب أحرف أخرى، أما جهاز أمن الدولة فقد تحول عمليا إلى جهاز أمن للسلطة فقط، وإلا أين هو عن المجرمين الحقيقيين الذين يهددون أمن (الدولة)؟ أين هم (مثلاً) من تجار الإقامات المعروفين فرداً فرداً لدى وزارة الشؤون، وهم مسؤولون عن تفشي ظاهرة العمالة الهامشية وما يصاحبها من جرائم كان آخرها جريمة وحش حولي؟! أم إن (أبوي ما يقدر إلا على أمي)؟!