اللاجئون مشكلة إنسانية... متى تجد الحل؟

نشر في 16-08-2007 | 00:00
آخر تحديث 16-08-2007 | 00:00

تعد قضية اللاجئين مشكلة انسانية في المقام الأول يعاني بسببها نحو 9 ملايين إنسان حول العالم، ويحتاج حلّها إلى تضافر كل الجهود الدولية للمساهمة

في تخفيف الأعباء عن هؤلاء اللاجئين.

قال الخبير في شؤون اللاجئين في منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» باتريك، إن سبب وجود لاجئين ليس الحرب فقط، لكن هناك أسبابا أخرى مثل الجوع تؤدي الى اللجوء، فالبعض يلجأ إلى دول أخرى بسبب حاجته للمعيشة في بلد أفضل.

وأوضح أن مشكلة اللاجئين في غزة والأراضي الفلسطينية مشكلة ومعضلة كبرى، فنحن الان اصبحنا الجيل الرابع، حيث إن اللاجئين منتشرون في لبنان وسورية والأردن والضفة وغزة، كما أن هناك لاجئين فلسطينيين في مصر.

وقال إن ميزانية الوكالة سنويا تقدر بنحو 360 مليون دولار، وإن اكثر اللاجئين الفلسطينيين يوجدون في الاردن، حيث إن هناك صلات قرابة او زواج تربط بين الشعبين، اكثرهم من أراضي 1948 وقت الحرب خرجوا من فلسطين وراء الجيش الاردني الى الاردن.

وبعد العام 1967 اقام البعض في عتبة الجبل مخيما بجوار اريحا كان فيه فوجا 48 و67، وكذلك فيه كثير خرجوا في عام 67 ودخلوا الى الاردن.

وأشار باتريك الى ان سبب وجود اعداد هائلة من اللاجئين الفلسطينيين في الاردن، هو ان الاردن يتعامل مع اللاجئين بطريقة جيدة جدا، ويعاملهم معاملة مواطنين لهم حقوقهم.

وأثنى باتريك على تعامل سورية مع اللاجئين الفلسطينيين، «فهم لا يخدمون في الجيش، لكن ليس لهم حق الملكية العقارية، فقط في الاردن يستطيعون تملك بيوت وعقارات فهم يعيشون تقريبا مثل الأردنيين».

وحول عدد اللاجئين الفلسطينيين في كل بلد، قال باتريك إن في الضفة يوجد تقريبا مليونا لاجئ وفي غزة 1.7 – 1.8 مليون لاجئ، لكن المشكلة الكبرى في غزة، حيث إن %75 من سكان غزة لاجئون، و%54 من اللاجئين يسكنون في مخيمات، والظروف في الاراضي الفلسطينية صعبة للغاية، فلا أحد يستطيع الدخول او الخروج من غزة من دون موافقة إسرائيل والحصول على إذن بذلك.

وأوضح أنه بموجب قرار الجمعية العامة رقم 302 في 8 ديسمبر 1949، فقد تأسست وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) لتعمل كوكالة مخصصة ومؤقتة، وبدأت الأونروا عملها في 1 مايو 1950، حيث أصبحت مسؤولياتها تقتصر على توفير خدمات لمجموعة واحدة من اللاجئين، وهم الفلسطينيون المقيمون في مناطق عملياتها؛ نظرًا لاعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمناطق الأخرى لعمليات الوكالة لايزالون بحاجة متزايدة للخدمات، ومن هنا تم استثناء اللاجئين الفلسطينيين بصورة مقصودة من نظام القانون الدولي للاجئين، الذي تم إقراره بموجب اتفاقية عام 1951 المتعلقة بوضع اللاجئين، وبموجب بروتوكول عام 1967 المنبثق عنها؛ وذلك لأنهم يتلقون المساعدات من الأونروا. أما المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التي تأسست بموجب قرار الجمعية العامة رقم 319 الصادر في 3 ديسمبر 1949. فقد تبنت تقديم المساعدات لمختلف شرائح اللاجئين الآخرين، ومع ذلك بقيت المفوضية السامية تدعم اللاجئين الفلسطينيين بالقدر الذي تسمح به ولايته.

التمويل

وفي سؤال حول تمويل الوكالة ومن اين تحصل على أموالها، قال باتريك: أولا الولايات المتحدة الأميركية، بعدها الاتحاد الأوربي وبريطانيا واليابان والنرويج والسويد وسويسرا وايطاليا واسبانيا.

وهناك مساعدات كثيرة من الهلال الأحمر الإماراتي والسعودي.

وأشار إلى أن «الانروا» بنت مباني سكنية في جنين عندما دمرت قبل الاجتياح في عام 2002. الهلال الأحمر الإماراتي ساهم بحوالي 27 مليون درهم.

مضيفا أن هناك مساهمات تقدمها الكويت لكنها ليست بالكثيرة، لكن يمكن القول ان الدول التي تساهم بشكل كبير في دعم الشعب الفلسطيني ولاجئيه هي الدول الغربية، على اعتبار ان بريطانيا هي التي خلقت المشكلة.

وأوضح باتريك ان الوكالة تقدم مساعدتها إلى نحو 235000 عائلة، بالإضافة إلى توفير فرص العمل لآلاف العمال الفلسطينيين حسب الإحصاءات الأخيرة. كما قامت «الأونروا» في أوقات معينة بتقديم مساعدات لأشخاص لا ينطبق عليهم تعريف اللاجئ الفلسطيني نتيجة لظروف طارئة؛ ففي عام 1988 عندما بدأت الانتفاضة الأولى قامت «الأونروا» بناء على طلب الجمعية العامة للأمم المتحدة بتقديم مساعدات إنسانية كحالة طارئة وكإجراء مؤقت لغير اللاجئين في المناطق المحتلة لحاجتهم الماسة الى المساعدة.

وخلال الانتفاضة الحالية في الضفة الغربية وغزة، وعن طريق نداءين طارئين، جمعت «الأونروا» حتى الآن حوالي 70 مليون دولار أميركي لتوفير مواد غذائية وفرص عمل وإعانات نقدية لخدمة 217.500 عائلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، سواء كانوا لاجئين أو غير لاجئين من أهالي المنطقة.

وتأكيداً على دورها النبيل كثفت «الأونروا» نشاطها عقب اندلاع الانتفاضة؛ حيث دفع العنف الإسرائيلي في الأراضي المحتلة إلى المبادرة بإطلاق برامج ترفيهية في قطاع غزة والضفة الغربية في يناير 2002، استمرت فعالياتها لمدة ثلاثة أشهر استهدفت ضحايا العنف من الأطفال في المدارس الابتدائية والإعدادية. ونتيجة لهذه البرامج طرأ تحسن كبير على سلوك الأطفال خلال فترة المبادرة؛ إذ تمكن المدرسون المشرفون من مساعدة التلاميذ على الاندماج مجددا مع نظرائهم، والتعبير عن انفعالاتهم الذاتية!

ميزانية الوكالة

تبلغ ميزانية الوكالة السنوية حاليا حوالي 360 مليون دولار أميركي، تدفع الولايات المتحدة أكثر من 70 مليون دولار منها. وتجتمع الدول الكبرى المانحة اجتماعا سنويا لإقرار ميزانية «الأونروا»، وبحث كل الأمور والمشاكل المتعلقة بعملها.

ويتم إنفاق ما نسبته %54 من ميزانية «الأونروا» على برنامج التعليم، و%18 على برنامج الصحة، و%10 على برنامج الإغاثة والخدمات الاجتماعية، و%18 على الخدمات المشتركة، بالإضافة إلى ما حصلت عليه الوكالة من مساعدات نتيجة لظروف الانتفاضة الحالية التي بلغت 70 مليون دولار.

لينش: أسباب مختلفة تدفع إلى «اللجوء»

ومن جهتها، قالت مورين لينش رئيسة جمعية حقوق اللاجئين الدولية وهي منظمة غير حكومية ومقرها واشنطن، إن هناك عدة أسباب تجبر الناس على ترك بلادهم وإحدى هذه الأسباب هي الصراعات والحروب التي تنشا بين الأفراد، وطبقا لميثاق الأمم المتحدة لسنة 1951 هناك خمسة عوامل للجوء من بينها الاضطهاد الجنسي والديني.

وحول أكثر الدول التي يوجد فيها لاجئون، قالت: منذ عام 2002 تزايد عدد اللاجئين عالميا حتى وصل الى اعلى معدل له من قبل، وحسب تقديرات الأمم المتحدة فقد زاد عدد اللاجئين عالميا ووصل الى 9.9 ملايين لاجئ حول العالم، وسبب الزيادة هو الاحداث الحاصلة في العراق، مما انتج مليوني لاجئ داخل العراق و1.5 مليون لاجئ عراقي في سورية واكثر من مليون لاجئ عراقي في الاردن واليمن ومصر وتركيا وإيران.

وعن المجهودات الدولية التي تقوم بها المنظمة لاحتواء موضوع اللاجئين؟ قالت إن هناك 28 منظمة دولية أوربية للاجئين في العالم وهذا يعني ان هناك هيئة (موظفون) تذهب الى مناطق الطوارئ، حيث إنهم مبعدون عن بلادهم على الحدود الدولية ونحن نتحدث مع الافراد لنتعرف على احتياجاتهم، وما نفعله اننا ناخذ هذه المعلومات ونبحثها مع اميركا والساسة وصناع القرار هناك لنرسل المعونات لهؤلاء الذين اضيروا او ابعدوا عن بلادهم،

ولذلك هناك مساعدة مباشرة لهؤلاء المبعدين او اللاجئين.

وقالت ان هناك مواقف صعبة وخطرة يواجهها افراد المنظمة لمساعدة اللاجئين، ومن المؤسف أنه لم يعد هناك احساس بما يقوم به افراد منظمة اللاجئين، عندما كان شخص ما يمد شخص آخر بمساعدات انسانية يبحث عن حماية على الحدود الدولية والذين يحميهم افراد او ناس لا يهتمون بالمساعدات الانسانية في اماكن الصراع مثل دارفور.

وأوضحت ان العمل الانساني قد تغير، هناك عمال حياتهم في خطر اكثر من ذي قبل بسبب ان هناك صراعات ساخنة او احيانا جماعات اخرى تستهدف هؤلاء الافراد الذين يقدمون المساعدات للشعوب والافراد الذين يحتاجون الى مساعدات.

من هو لاجئ «الأونروا»؟

على الرغم من أن هناك عدة فئات من اللاجئين الفلسطينيين والنازحين المحليين، لكن هناك لاجئي عام 1948 وأبنائهم، وهناك نازحين داخل إسرائيل، ونازحين نتيجة حرب 1967. غير أن «الأونروا» تغطي اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في 5 مناطق، هي: الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان والأردن وسورية.

حيث عرفت «الأونروا» اللاجئ الفلسطيني بأنه الشخص الذي كان يقيم في فلسطين خلال الفترة من 1 يونيو 1946 حتى 15 مايو 1948 الذي فقد بيته ومورد رزقه نتيجة حرب 1948. وعليه فإن اللاجئين الفلسطينيين الذين يحق لهم تلقي المساعدات من الأونروا هم الذين ينطبق عليهم هذا التعريف، إضافة إلى أبنائهم.

وفي مايو 1951 تسلمت «الأونروا» قائمة بأسماء 950.000 شخص من المنظمات الدولية الأخرى التي كانت تتولى شؤون اللاجئين الفلسطينيين قبل تأسيس «الأونروا».

فقامت «الأونروا» بتقليص عدد اللاجئين المذكورين في القائمة ليصبح 860.000 لاجئ، وذلك بعد إحصاء وتدقيق لشطب أسماء من لا يحق لهم الانتفاع من خدمات الوكالة وأسماء من سبق تسجيلهم بطريقة غير شرعية، يبلغ عدد لاجئي عام 1948 المسجلين مع أبنائهم حوالي 3.8 ملايين لاجئ يقيمون في الضفة الغربية وغزة والأردن ولبنان وسورية، وهي الفئة المشمولة بخدمات «الأونروا»، وهناك كثير من اللاجئين الفلسطينيين لا يتمتعون بخدمات «الأونروا»؛ إما لأنهم غير مسجلين لديها أو إنهم يقيمون خارج مناطق عملياتها.

back to top