وحيد حامد: مهمّتي صدم الجماهير

نشر في 08-10-2007 | 00:00
آخر تحديث 08-10-2007 | 00:00
No Image Caption

وحيد حامد سيناريست متهم دوماً بأنه كاتب حكومي، رغم أن أعماله تثير مشاكل وتحفظات لجرأتها ولكونها تكسر دوماً المحظور والتابو. «العبّارة» أحدث مشاريعه السينمائية المقبلة التي بدأت مشاكلها قبل أن ينتهي وحيد من كتابتها. حول هذه المشاكل و«الأولة في الغرام» أحدث أفلامه وأسباب انسحابه من إنتاجه دار هذا اللقاء.

ألا تعتقد أن فيلم «العبارة» يتطرق الى موضوع شديد الحساسية قد يحدث صدمة للجمهور؟

غالباً ما يتسبب إظهار الحقيقة بإحداث حالة من الصدمة والألم. لا أنكر أن الفيلم صادم بقوة، ليس للجمهور العادي فحسب أو لأولئك الذين فقدوا ذويهم في تلك النكبة، بل يشير بأصابع الإدانة الى كل من كانت له يد في تلك المأساة. هذا دور السينما الحقيقي في تصوري، أي تعرية المجتمع واقتحام المناطق المحرمة، لذا هي سينما محفوفة بالأخطار، كثيرة المشاكل من وجهة نظر البعض.

لكن هذا النوع من الأفلام لا يتحمس له الجمهور عادة؟

لم تقدم السينما المصرية، ويا للأسف، في الأعوام الخمسة الماضية شيئاً جدياً ولم تهدف سوى الى الإمتاع والتسلية فحسب. لكن ذلك لا يعني أن نقدم المتداول سينمائياً من باب الاستسهال، بل علينا كسر هذا السائد ومحاولة تغييره الى الأفضل.

ماذا عن أهالي المنكوبين، بالتأكيد سيصدمهم الفيلم وسيعيد فتح جروحهم؟

لا أعتقد أن أهاليهم نسوهم كي يكونوا في حاجة إلى من يذكّرهم.

نعرف أن الفيلم يرصد الحدث المأساة، لكن ماذا عن التفاصيل؟

الفيلم مهتم أكثر بالبشر الذين كانت لهم تجربة مع العبّارة وتم إنقاذهم. نرصد حياتهم بعد النجاة كيف أصبحت وكيف طالبوا بحقوقهم. يركز الفيلم أيضاً على مجموعة من الشهود العيان ونفهم من خلالهم كيف حصلت المأساة، كما نكشف بالمستندات المسؤول عن ذاك الحادث وتشير المستندات كلها الى المسؤول الأول عن تلك المأساة.

استغرقت كتابة سيناريو الفيلم نحو سنة، هل تعتقد أنها فترة كافية لكتابة عمل قوي؟

أعتقد أن المسألة لا تحسب بالوقت بل بما يمكن جمعه من معلومات حول الحادث الذي تكتب عنه. كوّنت فريق بحث من مجموعة صحافيين أصدقائي جمعوا لي معلومات وفيرة حول الحادث.

متى يبدأ التصوير؟

انتهيت حديثاً من كتابة السيناريو وترشيح الممثلين ولم يبقَ أمامنا سوى تحديد موعد التصوير وسوف أجتمع مع عماد الدين أديب بعد العيد مباشرة لنقرر الموعد للتصوير إذ كان صعباً لنا تحديد بداية التصوير في الفترة السابقة فالشركة المنتجة كانت ملتزمة بمجموعة عقود خاصة لتصوير أفلام أخرى ويتطلب الفيلم إنتاجاً ضخماً وتفرغاً، لذا كان من الأجدى تأجيل التصوير لدراسة الموقف وليتفرغ فريق العمل للتصوير.

 لماذا لم ترشح مروان وحيد حامد لإخراج الفيلم رغم نجاحه في تجاربه الاولى معك؟

لم أتخلّ عن مروان، لكن اختيار المخرج خارج اختصاصاتي. المسؤول الأول والأخير هو المنتج وليس أنا وأعتقد أن مروان بات يمتلك بعد تجربته السينمائية الأولى إسماً في السوق ولديه بالتأكيد التزامات أخرى.

بعد كل هذه الأفلام التي كتبتها، هل ترى أن لدينا حرية إبداع في مصر اليوم؟

بالطبع، هناك حرية تعبير وأقول هذا استناداً الى تجربتي فلم يحدث أن تصادمت مع الرقابة ولا يعود ذلك الى كوني مؤلفاً كبيراً. لا ترفض الرقابة أي فيلم جيد. قد يكون هناك اختلاف في وجهات النظر لكن الصوت السائد في النهاية هو صوت العمل الجيد، مثلما حصل مع فيلمي «عمارة يعقوبيان» حين طالب بعض النواب في مجلس الشعب المصري بضرورة حذف مشاهد المثلية الجنسية والتحرّش من الفيلم بدعوى أنها غير أخلاقية وتشوّه سمعة مصر، لكن الحكم الذي صدر بعدم حذف أي مشاهد منه يعدّ ضربة قوية للذين يراودهم النيل من حرية الإبداع وحرية الشعب المصري. لذلك أقول لك أن لدينا حرية إبداع وثمة من يدعمها. حين أكتب استمد قوتي ودعمي من الرئيس حسني مبارك فهو من يدعمني لأنني أنقل واقع الشارع المصري في حياد تامّ.

ربما لهذا السبب وصفك البعض بأنك كاتب الحكومة؟

اتهام سخيف وقديم لن أرد عليه فمتابع أفلامي يعرف ماذا قدمت وكيف انتقدت الحكومة في «الإرهاب والكباب» و«طيور الظلام» و«الراقصة والسياسي» و«النوم في العسل» و«البريء» وسواها. أتمنى على من يطلق مثل هذه الشائعات أن يشاهد أفلامي ويقول لي أيّ قضية تركتها ولم أتناولها وفي أيّ عمل من أعمالي انتابه شعور بأنني كاتب حكومي.

نعرف أن لديك رغبة في الكتابة عن الإخوان المسلمين وأنك كنت تنوي كتابة فيلم عن حسن البنا فماذا حدث؟

دائماً ما تستهويني فكرة الكتابة عنهم، ربما لإحساسي بأنني أدخل عش الدبابير أو ألعب بالنار وأنا أهوى اللعب بالنار. أما مشروع الفيلم فبدأت فعلاً كتابة فيلم عن حسن البنا لكني اكتشفت أن الوقت الآن غير مناسب كما اكتشفت أن هناك ثلاثة سيناريوات كتبت عن الشخصية وأنتظر حتى أشاهد ما يعرض منها وبعد ذلك أقرر إن كنت أكمل كتابة السيناريو أم لا.

هاجمك الإخوان المسلمون لظهور الفتاة الفقيرة المقهورة في فيلم «عمارة يعقوبيان»  رافضة ارتداء الحجاب وقام أحدهم بتمزيق لافتة الفيلم لدى عرضه في نقابة المحامين المصريين. كيف تنظر الى سيطرة الإخوان على الشارع المصري ومظاهر ذلك عبر ارتفاع نسبة الفتيات المحجبات؟

مثلما هناك ارتفاع في عدد الفتيات المحجبات هناك أيضا ارتفاع في عدد من يخلعن الحجاب. تحوّل الأمر في تصوري إلى زي لا علاقة للدين به فالأخلاق غير مرتبطة البتة بالأديان. جميع الأديان تحضّ على الفضيلة، حتى العقيدة البوذية، والدين الإسلامي ليس ضد الفن والحضارة والتقدم.

يعرض لك بعد العيد فيلم «الأولة في الغرام» فماذا عنه ولِمَ بعت حصتك في الفيلم منتجاً لشركة «غود نيوز»؟

الفيلم من بطولة هاني سلامة ومنة شلبي وجميل راتب، إخراج محمد علي. إنه فيلم رومانسي كوميدي أما موضوع بيع حصتي فيتعلق برغبتي في التفرغ للكتابه. للإنتاج مشاكله ولا طاقة لي على تحملّها. ملكة الكتابة لديّ أقوى من أي شيء آخر.

back to top