الكويت و الكويتية... وجهان لعملة واحدة

نشر في 19-11-2007
آخر تحديث 19-11-2007 | 00:00
 د. موضي عبدالعزيز الحمود

من مقعدي بالطائرة لم أملك إلا أن أعقد المقارنة بين حال طائرنا الميمون وحال الوطن الكبير الكويت... «فالحال من بعضه»، فكل شيء في الوطن هو اليوم معطل كما في طائرتنا، فلا بوصلة للرؤية المستقبلية، ولا كرسي ثابت لقيادي أو وزير مهما عَلَت كفاءته وتميز جهده، ولا سياسة واضحة ومحددة تستند إليها الدولة ولا موطئ قدم ثابتة لحكومتنا تبنى عليه وتنطلق منه إلى المستقبل.

بعد فترة انتظار قصيرة دُعينا كمسافرين الى دخول الطائرة، وحال دخولنا إحدى طائرات شركتنا الوطنية (الكويتية) استندت إلى مقعدي وبدأت أتفقد إمكانات المقعد قبل إقلاع الطائرة، ولا أحسبني أبالغ حين أذكر أنني وجدت التلفاز الصغير أمامي لا يعمل وعلى يساري وسادة للذراع قد تعرى جزء منها بفعل فاعل، كما تأرجحت القاعدة التي أسفل المقعد الذي أمامي لإراحة القدمين، ومع ارتفاع الطائرة اهتز المقعد مصدراً أصواتاً لا تطرب... ومن مقعدي هذا لم أملك إلا أن أعقد المقارنة بين حال طائرنا الميمون وحال الوطن الكبير الكويت... «فالحال من بعضه».

فكل شيء في الوطن هو اليوم معطل كما في طائرتنا، فلا بوصلة للرؤية المستقبلية، ولا كرسي ثابت لقيادي أو وزير مهما عَلَت كفاءته وتميز جهده، ولا سياسة واضحة ومحددة تستند إليها الدولة ولا موطئ قدم ثابتة لحكومتنا تبنى عليه وتنطلق منه إلى المستقبل، ولا أدري هل المصادفة وحدها أم هو القلق الساكن في نفوسنا مما آلت إليه الأمور، هو الذي دفعني لعقد المقارنة بين أحوال طائرنا الميمون ووطننا الآمن؟!

إنه ولاشك التأزم المستمر بين السلطتين الذي أوصل البلد ومعها (الكويتية) وغيرها من مؤسسات وطنية إلى ما وصلت إليه من مراتب متأخرة في سلم التحديث والتطور، إنه وضع مؤلم ولا نملك إلا أن نقول حياله: لا عزاء لنا ولا عزاء للوطن.

«مغازل الخير دوري»:

تتبارى وتتباهى الشركات والمؤسسات والأفراد في الدول المتقدمة بما تقدمه من تبرعات وهبات وأموال خيرية لمراكز الأبحاث والجامعات ودور العلم كأحد أوجه الخير العديدة التي تنفق عليها هذه الشركات بسخاء، هذا الباب من أوجه الإنفاق مازال لا يحظى في دولنا بالأهمية نفسها، على الرغم من اهتمام الخيّرين من أهلنا بالإنفاق في سبيل الله، ولكن في كل مجال هناك رواداً ومجالاً للخير من دون استثناء، حيث غمرنا خادم الحرمين الشريفين بتبرع سخي للجامعة العربية المفتوحة لاهتمامه برسالتها وهدفها الخير في خدمة أبناء هذا الوطن، كما توالت التبرعات لهذه الجامعة من مؤسسها وداعمها الأمير طلال بن عبدالعزيز والأمير الوليد وعدد كبير من أهل الخير... لاشك أن هذه التبرعات تفتح أبواباً جديدة كمصارف لأموال الخير في أوجه هي من أهم وجوه الخير؛ ألا وهي تنمية الإنسان العربي الذي مازال يطمح إلى العالم والتنمية ويتطلع إلى كل الخيرين للإنفاق في هذا السبيل الذي نرجو الاهتمام به ونرجو من الله القبول لكل من يسهم في هذا الشأن المهم... والله الموفق.

back to top