الملا: زيادة الرواتب ستكلف الحكومة الكثير... وتوزيع أسهم بنك جابر هدر للفوائض النيباري: السياسة ومقاعد مجلس الأمة أصبحت للوجاهة في افتتاح مقر مرشح الثالثة صالح الملا
وجوب التفاؤل وعدم فقدان الأمل، وتعليل تعثر التنمية، وإعادته إلى الفساد التشريعي، هو ما طغى على طرح المرشحين والناشطين السياسيين في ندوة افتتاح مقر مرشح الدائرة الثالثة صالح الملا.
تحت شعار رؤية جديدة لوطن أجمل افتتح مرشح الدائرة الثالثة صالح محمد الملا مقره الانتخابي في منطقة العديلية، وشارك في ندوة الافتتاح كل من أمين عام المنبر الديمقراطي عبدالله النيباري ومرشح الدائرة الثالثة عادل الصرعاوي والناشطة السياسية مريم الصانع، وأجمع المتحدثون في الندوة على ضرورة التحلي بالتفاؤل والأمل لصد الإحباطات التي تراود الشارع الكويتي، ويدعم هذا الأمر، الإمكانات البشرية والوفرة المالية والمشاريع المطروحة، في حين ان ما تحتاجه صناعة التنمية هو التوافق الإصلاحي التشريعي مع الجهاز التنفيذي في الدولة، وجزء آخر يخص المواطنين حين يحكمون في الإفرازات الانتخابية البرلمانية.الإنقاذ بالبديلمرشح الدائرة الثالثة صالح محمد الملا أكد أنه من غير المناسب طرح المشاريع والبرامج في ظل عدم وجود سلطتين إصلاحيتين متفقتين يترجمان هذا الطموح إلى واقع ملموس، وبين أن الإحباط يعم نفس الجمهور، الصغير منه قبل الكبير، وأصبح الجميع على مشارف الكفر بالديمقراطية، لكنه شدد على ان الدستور هو صمام أمان المجتمع، وبلا مجلس أمة تحل الكوارث، مستذكرا قضايا تاريخية مثل المناخ والغزو العراقي ،التي حصلت في ظروف غابت عنها الديمقراطية ومجلس الأمة.وبين الملا أن دور المواطن الأساسي، في هذه الظروف، هو التفاؤل، وقال «يجب أن نتفاءل خصوصا، اننا نملك جميع المقومات لنصبح مركزا اقتصاديا، وذلك هو ماضي الكويت قبل التراجع الحالي، والذي هو انعكاس لتراجعنا السياسي». وطالب بمجلس أمة يعرف صلاحياته ويجيد استخدام أدواته وحكومة تضع دراساتها وتكشف عن أرقامها، وأضاف «المجلس تحول إلى سوق عكاظ... لا هو خَدم، ولا الحكومة قَدمَت».وتأسَّف مرشح الدائرة الثالثة على الوضع الاقتصادي، مشيرا إلى أن زيادة الرواتب الأخيرة ستكلف الحكومة الكثير، والأمر سيصبح خطيرا إذا ما قل سعر برميل النفط، ووصف أقرار بنك جابر وتوزيع أسهمه على المواطنين هو هدر لفوائض الدولة مطالبا باستخدام الفوائض المالية في الاستثمارات التنموية «حتى ننقذ أنفسنا بالبديل المناسب في المستقبل».وانتقد الملا المجلس واصفا إياه بـ«متعسف في استخدام أدواته، وصاحب أغراض طائفية وفئوية وعنصرية»، مطالبا بمجلس يهتم بالمشاريع التنموية التي تفيد المواطن، وكذلك انتقد الحكومة متسائلا كيف لمجلس أن يقبل التعامل مع حكومة لا تحمل خططا أو مشاريع، وقال «ويأتي المرشحون الآن ينتقدون الحكومة... أين كنتم، لِمَ لم تنتقدوهم في السابق؟»، وشدد على أنه يجب أن تختار الحكومة وزراءها بلا خوف ولا محسوبية وأن تطبق القانون بلا تراجع، مطالبا رئيس الوزراء بطرح مشروع حكومي متكامل لاستثمار الفوائض المالية، وقال «لا يشعر المواطن بأن هذه الفوائض ستستثمر لصالحه، ويمكنه أن يحس بذلك من خلال الخدمات الصحية والتعليمية».وطالب الملا النواب الذين سيصلون إلى البرلمان بأن يرفعوا رسالة يناشدون بها سمو الأمير باختيار رئيس وزراء على قدر المسؤولية وأن «يكون نظيفا وخاليا من الشبهات».وأشار إلى وجوب ابتعاد الصراع القائم بين الأسرة عن قبة البرلمان، مؤكدا أن هناك أعضاء يصلون لغرض هذا الصراع عن طريق المال السياسي وفساد الانتخابات، كما طالب المواطنين بوقف ذلك قائلا «لا نريد دمى تُحرك من الخارج لمصلحة أحد أفراد المجلس، وأن نكون نحن من يختارهم».نزاهة ضمير أمين عام المنبر الديمقراطي عبدالله النيباري أكد أن مفهوم تداول السلطة وفقا لدستور الكويت ولآليات الديمقراطية هو ألا يختار الشعب أعضاء البرلمان فقط، وإنما يختار الحكومة التي يختارها البرلمان، وقال «هذا هو مفهوم تداول السلطة، الشعب يختار حكومة تدير شؤون البلد، ويختارها وفقا للبرنامج الذي تطرحه».وبين النيباري أن هناك تنمية لكنها لم تكفِ بالمعدلات المطلوبة وأطلق عليها «تنمية مشوهة لأنها لم تحقق زيادة في الأصول الإنتاجية البديلة والمعاضدة للنفط كما انها عززت النزعة الاستهلاكية والبذخ» في حين «أن التنمية الصحيحة هي التي تضيف للدخل القومي وتوفر فرص العمل المنتج الذي لا يخصم من هذا الناتج».وأعاد النيباري تشوهات التنمية إلى «عدم ممارسة الديمقراطية الحقيقية، وعدم إفراز الانتخابات برلمانيين صادقين أصحاب نزاهة ضمير ونظافة يد» وكل ذلك بسبب «عدم قبول أعضاء الأسرة العيش تحت ظل الدستور، وتدخلهم في الانتخابات وفي شؤون مجلس الأمة ولجانه».وأوضح النيباري أن الإصلاح «نادرا ما يأتي من فوق» وقال «الإصلاح لا يأتي ولن يأتي إلا من القاعدة من الضغط الشعبي وهذا لا يتحقق إلا بوجود الوعي المنظم»، مشيرا إلى فساد الانتخابات والذي بات مسيطرا عن طريق الفرعيات أو عبر المال السياسي القانوني «المال بطرق قانونية وان لم تكن مشروعة، اليوم نشاهد هذا البذخ في الإنفاق على الانتخابات، حتى أصبحنا نخشى أن تصبح السياسية فقط لمن يملك المال» وتابع «السياسة ومقاعد مجلس الأمة أصبحت للوجاهة وللدفاع عن المصالح الخاصة».كما قال النيباري أنه رغم اختلافة مع أجندة التيار الاسلامي، الا انه يأخذ بممارسات بعض منهم، والتي وصفها بالاصلاحية، ضاربا المثل بعادل الصرعاوي وأحمد الدعيج مضيفاً «كما أتمنى أن لا يخيب ظني بعبد العزيز الشايجي».وطالب النيباري بأن نتعامل مع الكويت على أساس أنها وطن وشعب ومجتمع وأجيال متعاقبة وليست كسكن مؤقت أو إقامة عابرة وقال «حبنا للكويت لا يترجم، فقط، بكم تعطينا وكم نأخذ».مشاريع إصلاحيةواكد مرشح الدائرة الثالثة عادل الصرعاوي أن صناعة التنمية تبنى على ركائز المشاركة والتفاؤل والآمال، ورغم أزمات المجلس السابق، فإن هناك بعض المشاريع الإصلاحية التي طوقتها التنمية، مشيرا إلى وجود جميع عناصر التنمية من فوائض مالية وطاقات وتشريعات لكن المصالح الشخصية وأعداء التنمية هم من يوقفونها، وقال «أعتقد أن أكبر عدو للتنمية هو الفساد... والتشريعي منه بالذات، الذي هو أسوء أنواع هذا الفساد»، مشددا على وضع آليات توقف الفساد التشريعي الذي وصفه بأسوأ أنواع الفساد السياسي والمسؤول الأول عن توقف التنمية، وقال «هناك من يحاول أن يفرغ الدستور من محتواه، وكانت الحكومة، في السابق، تحاول إيصال أكبر عدد من الأصوات التي تخدم هذه المصالح» مبينا أن الأمر يتطلب وصول أعضاء إصلاحيين يصدون هذا الفساد، ورغم تحمل الحكومة هذه المسؤولية فإن القدر الأكبر منها يقع على عاتق أعضاء المجلس أيضا والذين يحاولون إصدار تشريعات تخالف القوانين. واقع مريرقالت الناشطة السياسة مريم الصانع: «إن الجميع يشعر بالإحباط من الواقع المرير الذي لا يسر» وأضافت «لاحظنا في هذا التجمع، الذي يعكس الشعب الكويتي، ان الجميع يتذمر من النواب وأدائهم، وليس من الحكومة»، ثم استذكرت شهداء وأسرى الغزو العراقي وطالبت الجميع بالاحتذاء بهم بعدم فقدان الأمل والتفاؤل دائما في أسوأ المحن، وقالت «نحن من يتحمل المسؤولية، لأننا من أوصل هؤلاء النواب، وكان علينا أن نجابههم» ثم خاطبت المرأة الكويتية قائلة «اختاري الأفضل، الذي يحرس بيتك... الأمين... اختاري الحارس الأفضل على كويتنا الغالية».