الحب كده... توليفة ناجحة وأبطال مريحون! حب وشر وطفولة وغناء
من الأفلام المصرية التي عرضت في الفترة الأخيرة «الحب كده» إخراج أكرم فريد وبطولة المطرب الشاب حمادة هلال والفنانة التونسية درة والطفلة منة عرفة.يمكن وصفه بأنه مسلّ وطريف وليس أكثر من ذلك. غير أن الذين انتقدوه في الصحف لم يقيّموه على هذا الأساس بل انهالوا عليه تمزيقاً و»سلخاً» وحاسبوه وفق معايير درامية وفنية خاصة ودقيقة كما لو أنه فيلم ليوسف شاهين أو داود عبد السيد أو يسري نصر الله!
يختلف معيار تقييم الفيلم الجماهيري الخفيف عن معيار تقييم الفيلم الفني المعبر عن رؤية فكرية متعمقة للمجتمع والحياة.المطلوب من الفيلم الجماهيري الخفيف أن يكون جيداً من الناحية الحرفية، معقولاً من الناحية الدرامية، متضمناً أفكاراً إنسانية بسيطة سوية وخالياً من الابتذال. تنطبق هذه المواصفات على «الحب كده» إلى حد لا بأس به بل انه من «توليفة» ارتاح لها الجمهور بوضوح قوامها حب وشر وطفولة وغناء!يبدأ الفيلم بـ « تعارف» بين الشاب (يؤدي دوره حمادة هلال) والحسناء الشابة (تؤدي دورها درة)، لا يلبث أن يتحول إلى حب متبادل بينهما لم يؤثر على وهجه اكتشاف الشاب أنها أرملة وأم لطفلين إنما يسعى إلى الارتباط بها، إلا أن أحداثاً تستجدّ وتتتابع حتى قرب نهاية الفيلم.عندما توكل إليها مهمة عاجلة في مدينة الأقصر تتصل بعملها، تترك البطلة الطفلين لدى شقيقتها وزوجها، لكن شقاوتهما أثارت جنون شقيقتها وزوجها ودفعتهما إلى عدم تحملهما، عندها يتطوع الشاب المحب (حمادة هلال) للقيام بمهمة إيصال الطفلين إلى أمهما في الأقصر فيصحبهما معه في سيارته الجديدة التي يعتز بها جداً ويخاف عليها من الحاسدين! هنا يظهر دور الشر المتجسد في الفيلم في شقيق زوج البطلة الطامع في الاستيلاء على إرث شقيقة المتوفى وعلى أرملته ايضاً. فيتعقب السيارة التي تقل الطفلين بهدف خطفهما وإثبات عدم أمانة الأم على أولادها، في محاولة منه لابتزازها أمام المحاكم والضغط عليها لتخضع في النهاية إلى رغباته.ينجح الرجال التابعون لشقيق الزوج في خطف الطفلين وتدمير السيارة تماماً ويتورط البطل الشاب في ذلك كله وتصبح معاناته من شقاوة الطفلين الهائلة هي الأخف مقارنة بكل هذه الأهوال!مع تتالي الأحداث تنفك العقدة، عبر بعض التفاصيل، فيتم إنقاذ الطفلين ومعرفة مرتكبي الجرم وبعد موقف أحزن البطل الطيب كل الحزن، بعدما ساءت حبيبته الظن به واتهمته بإهمال ولديها وبتورطه في عملية الخطف، انقشعت الغيمة السوداء وأدركت أن سوء الظن كان جزءاً من المؤامرة، فاعتذرت له الحبيبة بشدة وقبل هو، الحب غلاّب، أو «الحب كده»!روح الفيلم العذبة هي نفسها روح أبطاله. المغني حمادة هلال، هو شاب طيب وديع، هكذا بدا بصدق في الفيلم بالإضافة إلى صوته المقبول وتمثيله المعقول فارتاح له المشاهد.الممثلة التونسية الجديدة درة جميلة الملامح والأهم جميلة الروح، ما إن تغيب عن المشهد حتى يفتقدها المشاهد.الطفلة منة عرفة، التي أدت قبل هذا الفيلم أدواراً من أهمها شخصية سعاد حسني في طفولتها في مسلسل «السندريلا» في رمضان قبل الماضي، هي نموذج للطفلة الموهوبة الظريفة خفيفة الدم، التي لا يستطيع أيّ مشاهد ألاّ يحبها ويتعلق بها. إنها أظرف طفلة ظهرت في السينما عندنا منذ وقت طويل وتستحق كل رعاية ومتابعة واهتمام شرط عدم استهلاك تجّار السينما موهبتها في الضعيف والمسفّ من الأفلام.