التعليم الإلكتروني هو السبيل إلى التطوير ومواكبة العصر تربويون: يشجع التعلم الذاتي ويكسر الحواجز بين المعلم والمتعلم

نشر في 03-01-2008 | 00:00
آخر تحديث 03-01-2008 | 00:00

كشف تقرير صادر عن وزارة التربية على أيدي اختصاصيين في التربية والحاسوب أن تطبيق التعليم الإلكتروني هو السبيل الوحيد نحو إصلاح وتطوير التعليم العام والتربية، وبين أن هناك نموذجا قابلا للتطبيق في مدارس الكويت بكل مراحلها للارتقاء بفكر الطلبة وتحفيزهم على البحث والإبداع.

طالب تقرير تربوي بضرورة تطبيق التعليم الالكتروني في جميع المراحل الدراسية بأسرع وقت كي تتمكن وزارة التربية من مواكبة التطور العالمي على صعيد اصلاح التعليم وتطوير طرق التدريس.

وبين التقرير الرسمي الذي صدر عن الوزارة ان العالم اصبح قرية صغيرة لذا يتعين ان يكون التعامل عبر الطرق التكنولوجية الحديثة الرامية الى تسخير كل الامكانات من أجل تطوير التعليم والاستفادة من تجارب الدول المتطورة في هذا المجال.

مشددا على ضرورة انهاء التعامل الورقي الذي لا يتناسب مع متطلبات العصر والاعتماد على المناهج الالكترونية كما هو معمول به في دول العالم المتقدم.

الإنترنت

وكانت الإنترنت هي المدخل الذي نفذ التقرير منه إلى سائر البنود التي أثارها، إذ ذكر أن الإنترنت تربط العالم بشبكة رهيبة من الاتصالات المقروءة والمسموعة، وتتيح التفاعل بين الأطراف، وتسهل على المستخدم البحث والحصول على كل ما يتطلبه من معلومات، مما يجعل التعليم بمختلف فروعه في متناول الجميع، فلا يشترط الحصول على التعليم من أماكن متخصصة كالمدارس ومن أجل هذا أصبح التعامل مع الحاسوب واستعمال الإنترنت من الضرورات الملحة.

ولفت التقرير إلى أن مقياس الأمية في زمننا هذا لم يعد القدرة على القراءة والكتابة بل يعتمد على القدرة على مواكبة الركب الحضاري المتسارع الخطى في زمن يعتمد على القاعدة المعلوماتية.

تعزيز العملية التعليمية

وتطرق التقرير إلى تعريف التعليم الإلكتروني الذي يتلخص في انه ذلك النظام التعليمي الذي يستخدم تقنيات المعلومات وشبكات الحاسوب في تدعيم وتوسيع نطاق العملية التعليمية من خلال مجموعة من الوسائل منها: أجهزة الحاسوب والإنترنت والبرامج الإلكترونية المعدة من قبل المتخصصين في الوزارة أو الشركات.

وعن الهدف العام من المشروع اشار إلى انه في الأساس يهدف إلى تعزيز العملية التعليمية في مراحل التعليم الثلاث في الكويت من خلال إدخال التعليم الإلكتروني على سائر مكوناتها، ولا يكون ذلك إلا من خلال تحقيق نوعين من الأهداف الأول هو الأهداف العامة وتتمثل في خلق شبكات لتنظيم وإدارة عمل المؤسسات التعليمية، وتوطيد العلاقة بين المدرسة والمنزل وأولياء الأمور، والتطوير المهني للمعلمين والعملية التعليمية، ودعم وسائل الاتصال التعليمي لفتح باب الإبداع والتدريب المبتكر لحل المشاكل ودفع الطالب إلى حب المعرفة، إضافة إلى توسيع نطاق العملية التعليمية بمراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين، وإتاحة الفرصة للطالب لكي يتعامل مع العالم المنفتح من خلال الشبكات المعلوماتية.

والنوع الآخر هو الأهداف الخاصة ومنها تعزيز أهداف المواد الدراسية، والمهارات المرتبطة بالمنهج الدراسي، إلى جانب تعزيز التعلم الذاتي، وكل ذلك يتجلى في التأكيد على التعلم من خلال المتعة، وتوسعة مدارك المتعلم وتنمية التفكير الإبداعي، واتصال المتعلم بأقرانه من خلال مواقع المحادثة في أنحاء العالم، واستعمال خدمة البريد الإلكتروني، والاستفادة من دوائر المعارف الموجودة على شبكة الإنترنت، و الاطلاع على بنوك الأسئلة، واستخدام خدمة البريد الإلكتروني في التواصل مع المعلم.

دوافع وجيهة

وحدد التقرير اسباب ومبررات اللجوء إلى التعليم الإلكتروني في توفر هذا النوع من التعليم في كل زمان ومكان، ومساعدة المتعلم على الاعتماد على النفس في التعلم، وإتاحة المزيد من الفرص والاختيارات لتعليم كبار السن، ورفع العائد على الاستثمار بتقليل كلفة التعليم، وكسر الحواجز النفسية بين المعلم والمتعلم، وإشباع حاجات المتعلم ومراعاة خصائصه، ودخول تقنية المعلومات جميع أوجه الحياة والأنشطة، واعتماد العديد من الوظائف على تقنية الحاسوب، واستخدام الوسائط المتعددة في شرح النصوص العلمية، والتقييم التلقائي المباشر للمعلم، واستقاء المعلومات من المصادر مباشرة، علاوة على خلق نظام ديناميكي حيوي يتأثر بشكل مباشر بأحداث العالم الخارجي.

نموذج للتطبيق بالكويت

وأوضح المتخصصون من خلال التقرير أن هناك آلية مقترحة لهذا النوع من التعليم ترتكز على أن المحتوى العلمي المناسب ووسائل التكنولوجيا (البنية التحتية) يعتبران العنصرين الأساسيين لضمان نجاح واستمرار نظام التعليم الإلكتروني الذي يتكون من أربعة عناصر رئيسية هي: المحتوى العلمي للمادة، والخدمات التعليمية، ونظام إدارة التعليم، والتطوير والمتابعة.

وذكروا أن نموذجا للتعليم الإلكتروني قابلا للتنفيذ في مدارس الكويت تم توفيره

وهو محدد بالتعليم الإلكتروني، والمحتوى العلمي، والخدمات الإلكترونية ونظام إدارة التعليم، والتطوير والمتابعة.

ونبه التقرير إلى أن المحتوى العلمي يشمل العروض الإلكترونية للدروس مدعومة بالأنشطة المساندة التي تنتقل بالمنهج من أسلوب العرض التقديمي التقليدي الى أسلوب أكثر تفاعلا وواقعية، فهو يتيح الفرصة لدمج العديد من الوسائل المتعددة التي تخاطب الحواس عند المتعلم، عن طريق المحاكاة والعروض المباشرة، وينتظم المحتوى في شكل هرمي يبدأ بموقف تعليمي يمثل المحاكاة ثم موضوع معين مدعوم بالأنشطة التعليمية الفردية والجماعية ثم المعلومات.

ويعرف المحتوى الإلكتروني على انه مجموعة من المواضيع أو الدورس التي يتم عرضها عبر وسيط إلكتروني، أو هو مجموعة من الدروس العلمية المرتبة والمنظمة بشكل يتماشى مع بيئة الحاسوب وشبكات الإنترنت، ويتكون من الفهرس الرئيسي للدروس أو الوحدات الدراسية، والارتباطات التشعيبية، والمواضيع الفرعية لكل وحدة دراسية، والدروس أو المواضيع المباشرة على النقاط أو الأفكار الرئيسية المراد تحقيقها إضافة إلى الربط بين الدروس المتكاملة ودروس اخرى في مواد اخرى، والرسائل المتعددة (صوت وفيديو وصورة متحركة وثابتة) حسب الضرورة، والابتعاد عن وضع المحتوى بصورة تجعل الطالب يقرأ من شاشة الحاسوب.

عالم واقعي

وينظر التقرير إلى المحاكاة والتعليم الإلكتروني على أنهما طريقة أو اسلوب تعليمي يستخدمه المعلم عادة لتقريب التلاميذ الى العالم الواقعي الذي يصعب توفيره للمتعلمين بسبب التكلفة المادية او الخطورة البشرية، وبناء على ذلك اندفع الباحثون في مجال تكنولوجيا التعليم الى كل ما يساعد على خلق بيئة تعلم افتراضية من خلال الاستفادة من امكان عرض الاشياء بشكل ثلاثي الابعاد، موضحا ذلك بمثال في مادة العلوم.

فعندما نريد ان يتعرف التلاميذ بعض الحيوانات المتوحشة من غير الممكن ان نجعلهم يقتربون منها ولكن يكون ذلك عبر اسلوب المحاكاة الذي يمكنهم من خلاله متابعة حركات الاسد عن قرب وبشكل دقيق يصعب تحقيقه في الواقع.

ولذلك فإن المحاكاة عظيمة النفع في تحقيق التعليم الإلكتروني على أرض الواقع، إذ إنها تساعد في توضيح عنوان الموضوع، وتحقق أهداف الدرس بأقل كلفة وخطورة، وتشجع على التفاعل والاتصال التعليمي، وتستخدم غالبا مع الاهداف المعرفية ذات المستوى العالي مثل عملية الافتراس من خلال المعايشة الافتراضية.

برامج تفاعلية

وحدد التقرير ما يعزز الخدمات التعليمية، مشيرا إلى أن ذلك يتم عن طريق الاتصال والتعاون بين المتعلمين من جهة وبين المتعلمين والمعلمين من جهة اخرى، فعلى سبيل المثال يستطيع المتعلم توجيه اسئلة إلى المعلم من خلال عملية الاتصال الالكتروني او المناقشة الالكترونية.

لافتا إلى أن الخدمات الالكترونية تشمل مكتبة الكترونية ولوحة اعلانات الكترونية كما يوفر نظام التعليم الالكتروني حلقات وبرامج تفاعلية بين المتعلمين والعالم الخارجي فمثلا يمكن ربط التلاميذ الذين يدرسون التلوث النفطي مع مسؤولين في شركة نفط الكويت او العاملين في حقول النفط.

طبيعة متغيرة

أما ما يخص التطوير والمتابعة اللذين يمثلان المرحلة الأخيرة من مراحل تنفيذ المشروع فقد أوضح التقرير أن هذا العنصر هو ما يتيح للقائمين على المشروع تقليل الاخطاء المرتكبة اثناء التنفيذ بالاضافة الى ضمان استمرارية استخدام التعليم الالكتروني، ونظرا إلى ارتباط المشروع بتكنولوجيا المعلوماتية وكل ما يتعلق بها من اجهزة وبرمجيات ذات طبيعية متغيرة يجب ضمان امكان تطوير وتحديث الوسائل والادوات المستخدمة في هذا المشروع من خلال التطوير والمتابعة.

«الإدارة» حجر زاوية التعليم الإلكتروني

عرف التقرير نظام إدارة التعليم على انه اهم عنصر في هذا النموذج إذ يعمل على مراقبة أداء الطلبة في الواجبات والاختبارات ورصد درجاتهم والاستفادة من قدرات الحاسب والبرمجة في تزويد الادارة المدرسية والتربوية بإحصاءات مهمة، ويفيد هذا النظام آليا في تعريف المعلم نقاط الضعف والقوة لدى الطلبة ويوفر لهم معلومات متعلقة بأنماط التعليم المفضلة من قبل الطلبة فهو النظام الذكي الذي يتفاعل مع المستخدم ويوجهه الى الاهداف، والانشطة اللازم تغطيتها من قبل التلميذ قبل الانتقال إلى مواضيع متقدمة، فالتعليم الالكتروني يساعد المعلمين على الاستفادة من البرامج التدريبية المهنية والعلمية، بحيث يستطيع اكتساب المهارات والمعلومات الحديثة والمرتبطة بأداء المهنة من دون الحاجة الى الذهاب الى فصل تعليمي او مركز تدريب تقليدي.

الأنشطة في التعليم الإلكتروني

يشتمل التعليم الإلكتروني على نوعين من الأنشطة، الأول أنشطة صفية منها:

1- حل التمارين في البرامج التعليمية الالكترونية حسب الاهداف الخاصة للمادة.

2- زيارة مواقع مختلفة لجمع معلومات تساعد على حل مشكلة وطرح الحلول على باقي التلاميذ تحت اشراف المعلم مباشرة.

3- إثارة قضايا علمية متعلقة بموضوع الدرس للاستفادة من مصادر الانترنت.

أما النوع الآخر من الأنشطة فيقصد به الأنشطة اللاصفية وتشمل:

1- إرسال رسائل الكترونية من المتعلم إلى المعلم والعكس.

2- التواصل الالكتروني مع الزملاء.

3- الإجابة عن اسئلة الدرس بالبحث في المصادر الالكترونية او في ما يحدده المعلم.

4- عرض الدروس الإلكترونية Power point وقتما يطلب المعلم.

back to top