جدل في القاهرة حول أحسن 100 فيلم مصري!

نشر في 08-02-2008 | 00:00
آخر تحديث 08-02-2008 | 00:00
استبعاد الفيلم أواختياره... بأي معيار؟
 محمد بدر الدين يثير الكتاب الصادر حديثا عن أهم مائة فيلم في السينما المصرية (في إطار احتفالية مكتبة الإسكندرية ولجنة السينما في المجلس الأعلى للثقافة لمناسبة مرور مائة عام على نشأة السينما المصرية) الجدل في أوساط النقاد والمهتمين في الشأن السينمائي وهو من تأليف ثلاثة من كبار النقاد هم: أحمد الحضري وسمير فريد وكمال رمزي.

يشمل الخلاف والجدل أمرين:

الأول، عدم الاتفاق على قائمة الأفلام المائة والثاني عدم الاتفاق على تاريخ الاحتفال بمئوية السينما المصرية.

يرى فريق من النقاد والباحثين أن تاريخ نشأة السينما المصرية والاحتفال بعيدها، يتحددان في تاريخ أول عرض لفيلم حتى لو كان أجنبياً وهو ما تم بالفعل منذ أعوام لمناسبة مرور مائة عام على أول عرض لأفلام لوميير الفرنسية، كذلك صدر كتاب يحتوي على قائمة تتضمن أفضل مائة فيلم مصري إلا أنها تختلف مع القائمة الجديدة التي صدرت هذا العام!

في السياق نفسه يرى فريق آخر أن تاريخ السينما المصرية يتحدد بعرض أول فيلم مصري، حتى لو كان تسجيلياً وقصيراً وهو ما أخذ به أصحاب الاحتفال الراهن والكتاب الجديد، إذ حددوا التاريخ إنطلاقاً من الفيلم التسجيلي القصير الذي صور الخديوي عباس الثاني عام 1907 في زيارته مسجد أبو العباس في الإسكندرية.

يرى فريق ثالث أنه لا بد من أن يكون الاحتفال بتاريخ هذه السينما، مقترناً بعرض أول فيلم مصري «مؤثر» بمعنى أن يكون طوّر وساهم في الإنتاج. يحبذ هؤلاء التحديد من خلال عرض أول «ليلى» وهو أول فيلم روائي مصري، إلا أنه لم يمر عليه مائة عام بعد!

أما الخلاف الآخر حول اختيارات الأفلام في القائمة الجديدة، فيشمل استبعاد «القاهرة 30» للمخرج الكبير صلاح أبو سيف واختيار «حمام الملاطيلي» للمخرج نفسه في القائمة و»لحم رخيص» بالرغم من مستواه الفني المتدني .

الحق أن «حمام الملاطيلي» الذي عرض بعد حرب 1967 وحاول أن يدعو إلى مقاومة النكسة، جاء على جانب كبير من المباشرة والفجاجة وهو بالتأكيد ليس من أحسن أفلام صلاح أبو سيف ولا مجال للمقارنة بينه وبين فيلمه المتميز «القاهرة 30» الذي يعد من أنضج الأفلام التي قدمت عن روايات نجيب محفوظ،إذ عبر برقي فني عن واقع مصر الاجتماعي والسياسي في ظل العهد الملكي والاحتلال، بل لعله مع «بداية ونهاية» أحسن فيلمين مأخوذين عن أدب محفوظ.

سألت كلاً من النقاد الثلاثة المسؤولين عن هذه القائمة عن حجتهم في مثل هذه الاختيارات، فصرحوا أن اختيارهم كان على أساس «الأهم» وليس «الأحسن بالضرورة» وعلى الجرأة في تحطيم «تابو» معين على صعيد السياسة أو الجنس مثلاً. هذه العناصر مجتمعة هي التي دفعت الاختيار الى أن يقع على «حمام الملاطيلي» أو «لحم رخيص» أو «المذنبون» بالإضافة إلى كونها شهدت معارك مع الرقابة. كمال رمزي قال إن «الملاطيلي» منع من العرض في التلفزيون المصري فترة طويلة بحجة الجرأة و»الإثارة» في مشاهده. كذلك اوضح النقاد أن كثيراً من هذه الأفلام يجمع «بين معنى الأهم والأحسن».

يعلق سمير فريد على الجدال بقوله: « تحفل السينما الأميركية وغيرها بقوائم كثيرة. من حق أي ناقد أو باحث أن يصدر قائمة في أي مرحلة ليعبر من خلالها عن رأيه وتقييمه، ومن حق غيره أن يعترض ويقدم رأياً مختلفاً. في ذلك كله إثراء للحياة الثقافية والنقدية!».

back to top