ورد الخال: الدراما السوريّة ترعب المسلسلات المصريّة!

نشر في 18-03-2008 | 00:01
آخر تحديث 18-03-2008 | 00:01
التمثيل بالنسبة إليها شغف وموهبة، تبحث بتأن عن الأعمال التي تشكل تحدّياً لها مع ذاتها. عرفت بأدوار كوميدية ودرامية على السواء.
كيف تقوّم الممثلة اللبنانية ورد الخال مسيرتها الفنية وكيف تنظر إلى الإنتاج اللبناني؟
كيف تقوّمين مسيرتك الفنية؟ وما سرّ نجاحك؟

إنها مسيرة طويلة مرّت بنشاط دائم من دون توّقف. عندما لا أظهر على الشاشة لا يعني ذلك أنني لا أحضّر عملاً جديداً، بل أختار بتأنٍّ أعمالي ولا أحب تكرار نفسي، لذلك أبحث عن الجديد الذي يضعني في تحدٍّ مع ذاتي.

مسيرتي ناجحة على الرغم من الظروف الصعبة  التي نمرّ فيها على الصعيدين الوطني والفني وأظنّ أنني من المحظوظين الذين استطاعوا اثبات نفسهم وصنعوا اسماً متواضعاً في مجال التمثيل.

إلام تطمحين بعد؟

أفكر دائماً في ضرورة القيام بأمور اضافية خصوصاً بعد تأسيس شركة انتاج واتساع دائرة همومي. أطمح الى التوسع  على الصعيد الإنتاجي كي أترك بصمة في عالم الدراما ولا أن أكون مجرّد ممثلة تنتظر دورًا. ولأنني أحب أن أؤثر في مجال التمثيل ينطلق طموحي وحلمي من وطني ويصبّ فيه.

 شاركت في بعض الأعمال العربية وعرضت عليّ أخيرا أعمال جديدة، لكني لا أسعى إليها لأنني معروفة عربياً وهذا يكفيني. إن سنحت لي الفرصة لتقديم عمل في الخارج يدفعني إلى الأمام لن أتردّد، وفي الوقت نفسه لا أستقتل للحصول عليه لأنني أحب أن أكون ضمن حركة الإنتاج اللبناني.

ما رأيك في الإنتاج اللبناني والعربي؟

عندما كنت ممثلة فحسب، تذمّرت من ضعف الإنتاج اللبناني ورداءته، لكن بعد دخولي غمار الإنتاج لمست صعوبته بسبب غياب الدعم المادي يقابله جهد فرديّ لا يستطيع أن يؤدي وحده إلى نهوض الدراما.

 أحيّي المنتجين اللبنانيين الذين يقومون بعملهم ضمن امكاناتهم المحدودة في ظل غياب دعم الدولة اللبنانية ومحطات التلفزيون المحلية وعدم الثقة بجهودنا وبمواهبنا.

هل يستطيع الممثل اثبات نفسه في غياب الإنتاج القوي المدعوم؟

استطاع ممثلون كثر ذلك على الرغم من الإمكانات المتواضعة لأن الممثل الناجح يرفع مستوى العمل أينما وجد.

ما الذي يحتاجه الممثل اللبناني؟

ينقصنا في لبنان الإمكانات المادية المناسبة للسيناريو والممثلين والتقنيات كي نؤسس للنوعية، في حين أن جيراننا العرب تخطونا بسبب توافر هذه العناصر كلها لديهم ما دفعهم إلى تقديم أعمال جيّدة، خصوصا في سوريا حيث الدراما رائدة راهنا وتخطّت الدراما المصرية خلال شهر رمضان.

نشهد كثافة انتاج درامي تلفزيوني لبناني، كيف تفسرين ذلك؟

يؤمن المنتجون والممثلون على السواء بمهنتهم ويحبون عملهم، لكنّ هذه الكثافة تغشّ لأنّ الأعمال المعروضة نفذّت سابقا. يعود ذلك إلى برمجة المحطة التلفزيونية الواحدة التي تصبّ هذه الأعمال كلها فيها وإلى صعوبة برمجة الدراما طيلة الأسبوع ما يؤدي إلى تأخر عرض بعض الأعمال. يشكل وجود محطة تلفزيونية منافسة خطوة ايجابية  تزيل حصر الأعمال والجهود في محطة تلفزيونية واحدة ما ينعش حركة بيع الإنتاج الدرامي ودعم الكميّة والنوعيّة في آن.

ما رأيك بالأعمال الدرامية العربية عموما والكويتية خصوصا؟

عملت سابقا إلى جانب الفنان داوود حسين في «داوود في هوليوود» وكانت تجربة جيّدة لأنّه ممثل قدير، لكنني لا أتابع الدراما الكويتية لأنني أجد صعوبة في فهم اللهجة الخليجية إلاّ أنني أتابع حركة الممثلين من وقت إلى آخر.

 من جهة أخرى، أظنّ أنّ الدراما السورية باتت ترعب الدراما المصرية.

هل من الممكن أن نشهد منافسة بين السينما اللبنانية والسينما العربية؟

أبدًا، بسبب الفرق الكبير في ميزانية الأموال التي تصرف في الأعمال اللبنانية والعربية.

إلى أي مدى يتدخل التمويل في الإنتاج وفي اختيار الممثلين؟

كثيرًا. أحيانا يختار المنتجون ممثلين مبتدئين ليقتصدوا في المصاريف، فيكون السيناريو والفكرة جيدين في مقابل تنفيذ عاطل ما يؤدي إلى فشل العمل.

من جهة أخرى لا بد من التعاون مع ممثلين رفيعي المستوى وفي الوقت نفسه دعم المبتدئين الذين يبحثون عن فرصة ليثبتوا أنفسهم.

هل من المسموح نقد الإنتاج اللبناني، أم يجب تفهّم واقعه؟

المشاهد اللبناني هو من ينتقد الإنتاج لأنه لا يعرف ماذا يحصل وراء الكواليس وبسبب حرقة قلبه على الممثل اللبناني الذي يراه في إطار غير كامل.

ما لا أفهمه هو سعي فنان في الدرجة الثالثة إلى النجومية أمام الكاميرا المصرية متجاهلاً الكاميرا اللبنانية. فلينطلق الفنان أولاً من وطنه ومن ثمّ يتوسّع في العالم العربي. طريق الشهرة سهل لكنّ النجاح صعب ويتطلب مجهوداً كبيراً.

سئل الفنان عباس النوري عن الممثلين اللبنانيين  الذين يتابع أعمالهم فذكر اسمي وهذا شيء أعتزّ به لأن اسمي بات كبيراً في وطني وهذا الأهم.

ماذا يعني لك التمثيل، هل هو مهنة للعيش أم شغف وموهبة؟

لدي شغف بعملي وأحب التمثيل كثيراً. يؤكد تأني الممثل في عمله مدى حبّه له وشغفه به. هنا يكمن الفرق بين الممثل الذي يعدّ هذا المجال مهنة صرف ويقبل بالتالي بأي دور يُعرض عليه وبين الممثل الذي يعمل بشغف وينتظر الدور الجيّد والجميل الذي يتحدى فيه نفسه ويسمعه تصفيق الجمهور.

عندما يعجبني عمل يتحرك الحسّ الفني في نفسي ولا أفكر بالمال، بل أتنازل قليلاً عن حقي المادي في خدمة العمل القيّم، بينما  يحدد بعض الممثلين اجرهم قبل قراءة دورهم وتقويمه.

عندما خضت غمار الإنتاج كشفت حقيقة الفنانين وبتّ أميّز الماديّ من الموهوب الذي يعشق عمله.

ما رأيك في انتقال الممثل إلى الغناء، أو في انتقال عارضة أزياء إلى التمثيل؟

لا مانع فالفنانة نانسي عجرم تملك صوتاً جميلاً وهي محبوبة وقريبة من الجمهور ونجمة بكل ما للكلمة من معنى، في الوقت نفسه أرى فيها ممثلة رائعة تحسن التعبير عن احساسها من خلال أدائها في الفيديو كليب وهي أفضل من بعض الفنانات اللواتي يمثلن بتصنع ويتصرفن بطريقة غير لائقة. الفن لا يتجزأ، فإن كانت الممثلة تملك صوتا جميلاً لمَ لا تغني. أنا شخصياً غنيت سابقا في أدوار تمثيلية لكنني لست مغنيّة.

ثمة محاولة عرض أعمال جريئة، من برأيك يضع الرقابة، هل هي رقابة ذاتية أم رقابة مجتمع؟

تُحارب المواضيع الحساسة والجريئة دائما وهي مطروحة بشكل أوسع في السينما خلافاً للدراما التلفزيونية.

 ادعم التحرر من القيود لأنّ ثمة مواضيع يجب التحدث فيها وتنطلق من مجتمعنا كون السينما هي لسان كل انسان. لماذا نقبل الإنتاج الغربي الذي يطرح المواضيع كلها وبات يبحث عن الخيال ولا نستطيع التحدث في مواضيع مجتمعنا؟

ما رأيك في بعض اللبنانيات اللواتي يمثلن دورًا غير لائق في انتاجات عربية من أجل الشهرة؟

لا يلجأ كثير من الممثلات اللبنانيات إلى الإغراء لأنّ شخصيتهنّ وحضورهنّ وموهبتهنّ وشكلهنّ المقبول أمام الكاميرا كلها عناصر تؤمن لهنّ النجاح والمشاهد هو من يقوّم الممثلة ويصنفها في خانة التمثيل الجيّد أو المصطنع. أما الإغراء لمجرد الإغراء فهو ليس تمثيلاً، بل تجارة.

تعرض المرأة اللبنانية نفسها بطريقة سيئة وتسوّق نفسها في شكل غير لائق، الأمر الذي يؤثر في نظرة الخارج إلى اللبنانيات. هكذا أصبحت اللبنانية تعادل فنانة من الدرجة العاشرة على الرغم من ان في مجتمعنا نساء رائدات في الثقافة والفكر والنضال، فلماذا لا يُسلط الضوء على المبدعات الحقيقيات بدلاً من العراة؟

هل تستطيع شركة الإنتاج ضبط نوعيّة الأعمال الدرامية والسينمائية؟

طبعا، لأنّ شركة الإنتاج هي التي تحدّد نوعية الفيلم من حيث الإخراج والموسيقى والسيناريو والممثلين.

هل تتابعين الدراما الراهنة؟

لا يفسح عملي في المسرح المجال أمامي  لمتابعة الأعمال الدرامية التلفزيونية لكني أتابع أعمالي في مسلسل «الينابيع» الذي يعرض على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال و«امرأة من ضياع» على شاشة تلفزيون الجديد بحسب أوقات فراغي.

لماذا لم تشاركي في الفورة السينمائية اللبنانية الراهنة؟

أنا لا أعرض نفسي. أتمنى المشاركة في عمل سينمائي من انتاجنا طبعا لأني لن أنتظر أن يقدم أحدهم عملاً لي، سيتحقق ذلك تدريجا وبتأنٍّ.

هل من موضوع معيّن تفكرين فيه؟

ربما قصة بسيطة، قصة حب، ربما قصة تنطلق من الحرب اللبنانية ويكون موضوعها جدياً.

 

يتهم البعض الكتّاب الحاليين باقتباس الأفكار من القصص الأجنبية، هل هذا صحيح؟

المواضيع الممنوعة كثيرة لذلك من الطبيعي أن يتأثر الكتَّاب بقصص أجنبية يقتبسون منها . ففي مجتمعنا مثلاً لا يمكن التحدث في الدين والسياسة وغيرهما من المحظورات ولا أعرف إن كان العالم العربي يعاني الامر نفسه.

أين تفضلين ان تكوني موجودة في المسرح أم التلفزيون؟

أحب أن أكون في كلّ مكان. لا أفضل المسرح على التلفزيون أو العكس. لكل منهما لذّته وصعوبته وتقنيته ونتيجته وردّة فعله. أينما وجد الممثل، يجب أن يكون واضحاً وصريحاً وحاضراً وقديراً.

ماذا تحضرين راهنا؟

تحضر شركة «خيال» بالتعاون مع شركة «نيولوك برودكشن» مسلسل «الطائر المكسور» الذي يبدأ عرضه في الثاني والعشرين من آذار (مارس) الجاري  وهو مسلسل درامي اجتماعي من كتابة والدتي مها بيرقدار ومن اخراج ميلاد أبي رعد، يضمّ حشداً من الممثلين المعروفين ويتحدث عن معاناة اللبنانيين وتأثير الحرب فيهم وفي حياتهم.

يطرح هذا المسلسل نماذج أناس يشبهوننا في المشاكل والمعاناة من البطالة إلى الهجرة إلى الحب الفاشل إلى الفنّ وغيرها من المواضيع المستقاة من المجتمع اللبناني.

الينابيع

تقفين في مسلسل «الينابيع» في دور مواجهة مع شقيقك يوسف الخال وتحاربينه وتريدين قتله، كيف تجدين هذه التجربة، وكيف تصفين علاقتك مع يوسف الشقيق؟

لا شكّ في أنها تجربة جميلة ذات فكرة خلاقة. التقينا في عمل ناجح نفّذناه عبر دور المواجهة والعداء. في أثناء التصوير نتصرّف كممثلين وليس كشقيقين، أما في المنزل، فنرشد بعضنا بعضا وعندما نرى نتيجة عملنا نقوّم أداءنا. أحيانا، بطريقة طريفة، أدعم شقيقي وأنصحه ويفعل هو ذلك أيضا.

بين الكوميديا والدراما، أي دور يشبهك أكثر؟

أنا مرحة وفكاهية لذلك أحب الكوميديا لأنها تشبه شخصيتي. يجب أن يؤدي الممثل الدراما ليحرك مشاعر المشاهدين ويعبر عن مشاكلهم وهمومهم ومعاناتهم. عندما أؤدي أدواراً كوميدية كثيرة أشتاق إلى الدراما والعكس.

لكن دورك في «الينابيع» يعبر عن شخصية قاسية ومتسلطة، كيف وفّقت بين شخصيتك وهذا الدور؟

 كل دور جديد أؤديه يشعرني بتحدٍّ مع ذاتي ويدفعني إلى نسيان ورد الحقيقية، خصوصا عندما ألبس الشخصية وأتعمق فيها. على الرغم من اختلاف الدور مع شخصيتي الحقيقية لم أكن مصطنعة بل عفوية، ما فاجأ المشاهدين الذين عبروا عن اعجابهم وهذا يفرحني.

back to top