العارضات الأفغانيات يكشفن النقاب عن جمالهن

نشر في 08-10-2007 | 00:00
آخر تحديث 08-10-2007 | 00:00
No Image Caption
في معظم دول العالم لا يعتبر مشهد عارضة أزياء تتهادى على الممشى تحولا ثوريا، ولكن برنامجا للتلفزيون الأفغاني مأخوذاً عن البرنامج الأميركي «عارضة الأزياء الأولى القادمة في أميركا» يتخطى الحواجز ويظهر الجمال تحت البرقع.

فبعد نحو ست سنوات من الاطاحة بحكومة طالبان الإسلامية المتشددة في افغانستان وهي دولة محافظة بشدة فإن معظم النساء لا يظهرن في الاماكن العامة الا بشكل خاطف خلف برقع ازرق اللون قليلا ما يكشف اعينهن السوداء.

لكن في مدينة مزار الشريف الليبرالية نسبيا بدأت محطة تلفزيون محلية عرض برنامج محدود الميزانية يقدم صورة مختلفة للمرأة الافغانية محاكيا برنامج تلفزيون الواقع الاميركي الناجح، حيث يختار قضاة عارضات المستقبل من بين مجموعة من المتنافسات على مدار عدة اسابيع.

وقالت سوسن سلطاني مخرجة البرنامج البالغة من العمر 18 عاما «تحمست حقا لتقديم البرنامج لانني اردت ان تقدم الفتيات الملابس ويقدمن انفسهن».

وأضافت «افغانستان دولة حرة هؤلاء الفتيات مستقبل هذا البلد».

وتهادت اربع فتيات يرتدين ملابس تقليدية فضفاضة ذات الوان زاهية وغطاء للرأس، وإن ظهرن اقل ثقة من نظيراتهن الغربيات وتفادين نظرات الصحافيين والمصورين وجميعهم من الرجال.

ولاحقا ظهرن يرتدين سراويل مموهة وقمصانا فضفاضة واحذية رياضية واخيرا ارتدين سراويل من الجينز وسترات زاهية الالوان خفيفة واحذية مفتوحة.

في الغرب لا يمكن ان تعتبر هذه الملابس غير محتشمة ولكن مثل هذه الازياء قد تثير الغضب في افغانستان وبصفة خاصة حين تعرض على شاشات التلفزيون.

ويقول العالم الاسلامي عبدالرؤوف «وفق الشريعة فإن كل ذلك لا يتفق مع الاسلام. لا يتعارض مع احكام الشريعة الاسلامية فحسب ولكن اذا طبقناها ولجأنا إلى القضاء فستعاقب هؤلاء الفتيات».

ولم تحضر عشر عارضات كان من المقرر ان يشاركن في البرنامج بعدما علمن بوجود ممثلين من الصحافة العالمية، وقال اصدقاء انهن خشين ان يتسبب التوسع في عرض البرنامج في مشاكل لهن.

وبدا الاصرار على من تحدين رد الفعل الغاضب المحتمل.

قالت العارضة كتايون تيمور «اعتقد انها فكرة عظيمة للفتيات الافغانيات وتشجعهن على الظهور».

وقالت في البرنامج «نعلم ان 90 في المئة من المجتمع الافغاني يعتقد انه امر سيئ وخطأ. تلقينا اعتراضات من الناس لكني اقول لهم انه ليس بالامر السيئ وينبغي ان ينظروا إليه بشكل ايجابي».

ولكن في شوارع مزار الشريف نادرا ما أبدى اي شخص معارضته للبرنامج وبصفة خاصة بين الشبان.

ويقول احمد سير (28 عاما) وهو يدير متجرا «انه برنامج جيد. الناس يتابعونه ويعجبون به وتهتم النساء بالبرنامج بصفة خاصة... ربما يستطعن تطوير بلادهن من خلال البرنامج والملابس التي يرتدينها».

وقال رجل الاعمال احمد ناصر «يهتم الشباب والشابات بالموضة ويقدم لهم البرنامج ملابس جديدة كما انه يتفق والثقافة الافغانية لذا لا بأس به».

وحين سئل عما اذا كان اكثر ما يلفت نظره الفتيات ام الملابس فأجاب مبتسما «الفتيات بالطبع» ثم اردف قائلا «ولكن الملابس مهمة ايضا».

وتقول عارضة الازياء كتايون تيمور انها تريد ان يرى العالم الخارجي صورة مختلفة للمرأة الافغانية.

وتابعت «رأيت ان هناك فكرة مختلفة عن المرأة الافغانية خارج افغانستان... يعتقدون انها تضع البرقع وتجلس في المنزل ولكن هذا ليس صحيحا. الفتيات الافغانيات جميلات».

(أفغانستان - رويترز)

back to top