مبيد حشري قتل طفلين وخادمتين في عبدالله المبارك...تعذبوا أياما لسوء التشخيص الطبي مؤجر السرداب رشه بمادة مجهولة... ورجال الأمن ألقوا القبض على مدير الشركة المستوردة

نشر في 26-12-2007 | 00:00
آخر تحديث 26-12-2007 | 00:00

يمكن اعتبارها جريمة قتل، حادثة وفاة طفلين وخادمتين ضمن عائلة كويتية في منطقة عبدالله المبارك، لايزال بقية أفرادها يرقدون في المستشفى بحال سيئة، بعد أن صرفهم مستشفى الفروانية أكثر من مرة، وطمأنهم بأن حالتهم الصحية جيدة، بينما كان الغاز المجهول يفتك بهم رويدا رويدا.

لقي أربعة أشخاص مصرعهم وأصيب أربعة آخرون اثر استنشاقهم أبخرة غازات نتجت عن تفاعل مبيدات حشرية في منزل بضاحية عبدالله المبارك، وأوضح مدير اطفاء منطقة الفروانية بالانابة العقيد يوسف الفيلكاوي أن «المعلومات الأولية تشير الى أن الحادث وقع اثر تفاعل كيميائي لمبيدات القوارض» مشيرا الى إن «المنزل يحتوي على سرداب مؤجر وغير مرخص أستخدم مخزنا للمواد الغذائية».

وأفاد العقيد الفيلكاوي بأن هذا التفاعل «نتج عنه تصاعد غازات وأبخرة الى الأدوار العلوية مما أدى إلى وفاة طفلة كويتية وطفل كويتي والخادمتين (هندية واندونيسية) واصابة أربعة كويتيين» مشيرا الى أن «برودة الجو زادت من تركيز الغازات والأبخرة لاسيما بعد اغلاق منافذ التهوية» وأرجع وقوع مثل هذه الحوادث الى «عدم الالتزام باشتراطات الأمن السلامة والوقاية في التخزين، فضلا عن عدم وجود تراخيص لها في المناطق السكنية» موضحا ان رجال الأطفاء وبالتعاون مع الجهات الامنية قاموا بإخلاء البيوت المجاورة خوفا من تسرب الغاز السام إليهم، وقال ان الادارة العامة للاطفاء والجهات الأمنية المختصة فتحت تحقيقا لمعرفة ملابسات الحادث.

المبيد القاتل

الحكاية المأساوية بدأت قبل خمسة أيام وتحديدا في إجازة عيد الأضحى المبارك، حين توجهت الأسرة الى الشاليه لقضاء وقت ممتع، وقام مؤجر السرداب برش اطراف السرداب المخصص لتخزين المواد الغذائية بمواد خاصة لقتل الحشرات، وكان المؤجر يهدف الى حماية بضاعته الموجودة من التلف، ولم يكن على علم بخطورة المواد التي استخدمت في عملية الرش.

وبفعل أجواء الرطوبة في المخزن، تفاعلت المواد وانتقلت الى الادوار العلوية في المنزل حتى تشبعت الاجواء والجدران وقطع الاثاث جميعا بالمواد السامة بينما كانت الاسرة في الشاليه، وبعد قضائهم يومين عادوا الى المنزل وبدأت الاسرة تعيش حالة من الإعياء والاختناق قبل ثلاثة أيام، الامر الذي دفع الاب للذهاب بهم الى مستشفى الفروانية وتم عرض الاطفال ومن معهم على الطبيب الذي ابلغهم عدم وجود خطورة، فرجع الاب الى المنزل ومعه اسرته.

اضطرابات واختناقات

لم تقف الحالات عند حد وصف الطبيب الذي عالج الأسرة «وطمأنهم» بل تطورت الى حد الاختناق وعدم القدرة على التنفس، وإزداد الاطفال إعياء حين بدأوا بـالتقيؤ مساء امس، ما دفع الاب الى الرجوع بهم مره اخرى الى المستشفى ذاته ومعه اضافة الى الاطفال الخادمتان، وعادوا الى المنزل فجرا بعد ان اخذوا العلاج اللازم، ولم تمض ساعات قليلة والبيت في سكون والاسرة نائمة حتى قفز الاب من فراشه فازعا من صراخ الاطفال.

فتوجه فورا الى غرفة ابنته الصغيرة «ديما» التي تبلغ من العمر سنتين ونصف، فقلبها يمينا وشمالا من دون جدوى، إذ كانت فارقت الحياة، فألتفت على الخادمتين «جيتا» السريلانكية و«أمنة» في العقد الثالث من العمر فناداهما فلم يلبيا النداء وذهبا مع «ديما» التي كانت تنام معهما.

تماسك الأب وقاوم عاطفته وإتجه الى أطفاله وزوجته، واتصل بغرفة عمليات وزارة الداخلية وابلغهم بالحادث،

حضرت فرق الانقاذ من دوريات أمن الفروانية ورجال اطفاء الفروانية وجليب الشيوخ وفرقة مكافحة المواد الخطرة، وتم نقل المتوفين والمصابين، الأم في عقدها الثالث وأطفالها سارة 13سنة، رهف 10 سنوات، منار 8 سنوات، وعلي 6 سنوات الى مستشفى الفروانية ووضعهم في العناية الفائقة.

وتستمر المآسي

بعد أقل من ساعتين غيب الموت «علي» فلحق باخته «ديما» متأثرا بالغاز السام الذي استنشقه في المنزل، ولايزال البقية يتلقون العلاج آملين الشفاء العاجل لهم، القضية سجلت في مخفر ضاحية عبدالله المبارك، وجار التحقيق لمعرفة نوعية المبيد المستخدم والمواد التي خلطت فيه.

الى ذلك، ألقت قوات الأمن القبض على مدير شركة مبيد الحشرات المتسبب في الحادثة مساء امس.

المبيد شديد السُّمية وممنوع من دخول الكويت!

أكد متخصص وخبير في الشؤون البيطرية أن المبيد الحشري من نوع «الزنك» الذي قتل اربعة اشخاص، وأصاب أربعة آخرين من ضاحية عبدالله المبارك امس، هو مادة شديدة السمية، تقتل الانسان والحيوان فور لمسها او استنشاقها.

وأوضح البيطري الذي رفض كشف هويته لـ«الجريدة» ان هذا المنتج الخطير ممنوع من التداول دوليا، وانه ممنوع من دخول الكويت، مشيرا الى ان وزارة الصحة منعت دخول المنتج الى الكويت من قبل. وقال الخبير البيطري ان هذه المادة شديدة التركيز يجب ان تخفف عند استخدامها بحيث يوضح 1سم لكل لتر من الماء، ويرش بها المكان للقضاء على الحشرات.

وأوضح ان سوء تخزين هذه المادة يؤدي الى زيادة كبيرة في درجة سميتها.

من الجدير بالذكر ان الاسم العلمي للمبيد «زنك» هو دياز ينون 60 أو دايزيد.

الحادث... باختصار

مبيدات حشرية

قبل خمسة أيام حيث كان صاحب المنزل قد أجر سرداب بيته الى شركة للمواد الغذائية، وحالما خرج بأبنائه الى شاليه يملكونه لقضاء اجازة العيد قام صاحب الشركة برش «مبيدات حشرية» لطرد الحشرات والحيوانات حتى لا تقترب من المواد الغذائية وتتلفها.

وصفة طبية

قبل ثلاثة أيام ساعدت رطوبة الجو في السرداب على انتشار الرائحة في باقي أجزاء المنزل، وعندما عاد أهل البيت من قضاء اجازتهم، عانى الاطفال بسبب الرائحة النفاذة، ونقلوا الى مستشفى الفروانية لتلقي العلاج، فأبلغهم الطبيب المناوب بأن حالهم غير مقلقة، وصرف لهم وصفة طبية وعادوا الى المنزل.

قيء واختناق

قبل يومين أصيب الاطفال بقيء وتعرضوا لعدة اختناقات بسبب الرائحة نفسها المنبعثة من المبيدات، فنقلوا إلى المستشفى، وتلقوا علاجا كسابقه وعادوا الى منزلهم وانخرطوا في النوم.

موت مفاجئ

صباح أمس فوجئ الأب بوفاة طفلته الصغرى وخادمتين، وتعرض باقي عائلته للاختناقات إذ نقلوا الى عناية مستشفى الفروانية الفائقة، وبعد ساعتين توفي الطفل الآخر.

الفرق الأمنية

وجدت الفرق الاطفائية والامنية في الموقع، وتمكنوا من تحليل المواد التي تم نشرها في السرداب، وتبين أنها مواد سامة.

back to top