الحال والحل: العلاقة بالنساء

نشر في 25-06-2007
آخر تحديث 25-06-2007 | 00:00
 نادية علي الشراح في الوقت الذي ينشغل فيه النواب المناصرون لآدمية النساء بالتصدي لقضايا مصيرية للبلد، معني بها النساء والرجال على حد سواء، يتفرغ المتواطئون لقضايا تستهدف تضليل النساء.

الصورة الجديدة للنساء، قد لا تعجب الكثير من الرجال الذين يفضلون جهلها على معرفتها، وقصورها على نضجها، ويتلذذون بممارسة وصايتهم عليها، ولكن المرأة الرشيدة يجب أن تنتبه وترفض أن تكون دمية الرجل، كما حذرالمفكر النرويجي هنريك أبسن في القرن الثامن عشر.

كسرت هدى شعراوي قيد العادات والتقاليد التي عاملت المرأة، في أحسن الأحوال، على أنها «ست بيت» فقط، كما ساهمت بالتحول من حقبة تاريخية تجبر النساء على القبول بأن تقتصر أدوارهن على المنزل والطبخ وأحمر الشفاه والفستان الجديد، إلى حقبة تتعاطى مع ثقافة آدمية وإنتاجية النساء، وقد ساهم في إنجاح ذلك التحول، امتدادها من أجيال سبقتها لنوعية متميزة من الرجال مثل قاسم أمين.

وفي جيل سبقنا، كان هناك أكثر من هدى شعراوي كويتية، وأكثر من قاسم أمين كويتي، وبعد صراع طويل من تمكن النساء من نيل حقوقهن الإنسانية، يستسلم جيلنا الراهن لمؤامرة دفع النساء من مراكز الإنتاج لكي تعود «ست بيت» فقط، وليتها ست البيت الوحيدة، بل واحدة من أصل أربعة، وسبق ذلك التآمر عملية تفريغ تمكين النساء لحقوقهن من مغزاه الإنساني، وما قانون منع الاختلاط في المراحل التعليمية، وإغواء المرأة بالتقاعد المبكر، إلا بداية لسلسلة طويلة من القوانين المعادية للحريات الشخصية بشكل عام، وحرية المرأة بشكل خاص، والتي قد لا تتوقف إلا عند منع النساء من قيادة المركبات، - ومن يدري – وربما منعها من التجول بعد الثامنة مساء.

ومجلس الأمة الحالي يضم عدداً محدوداً من النواب المؤمنين بأن المرأة إنسانة، والبقية - وهم الأغلبية- فمنهم من عارض تمكينها من الحق السياسي لمراهنتهم آنذاك على سقوطه، ومنهم من لم يشارك في ذلك الحدث التاريخي لأنهم من القادمين الجدد، كما أن الكثير منهم يمثل امتداداً لتنظيمات عقائدية وسياسية واجتماعية عارضت وبقسوة تمكين نساء الكويت من حقوقهن السياسية، فما هو المتوقع من مجلس فرضت على غالبية أعضائه الحقوق السياسية التي صدمت مفهومهم للعادات والتقاليد، غير احتقار النساء؟ وكم أشعر بالرثاء على الإناث من أفراد أسر هؤلاء الأعضاء.

وفي الوقت الذي ينشغل فيه النواب المناصرون لآدمية النساء بالتصدي لقضايا مصيرية للبلد، معني بها النساء والرجال على حد سواء، يتفرغ المتواطئون لقضايا تستهدف تضليل النساء بإعلان رغباتهم السامية في إنصافهن من ظلم القوانين، التي ما بقيت لهذا المدى الزمني لولا جهود مباركة منهم، وهم الآن في سباق مع الزمن لإقرار قوانين وتشريعات يغرون بها بعض النساء، لكي يثبتوا أنهم أشد اقتناعاً بآدمية النساء من هدى شعراوي، وأشد شراسة في الدفاع عن حقوقهن من قاسم أمين.

إلا أن المتواطئين يتناسون أن بلدنا يتغير لمصلحة النساء، وأن ارتقاء المجتمع سيتحقق ويبلغ النضج عند اختلاط النساء بمجتمع الرجال، وممارسة أعمالهم، والاشتراك في جميع ميادينهم من التجارة إلى السياسة، ومواجهة الأخطار والأخطاء. وستكون أحد ثمرات ذلك الاختلاط، هو المشاركة في انتخابات تفرز لنا نوابا ونائبات غالبيتهم مؤمنون بآدمية النساء، وعلو كعبهم الإنتاجي.

back to top