Rush Hour13 ضحك ومغامرات مع الثنائي تاكر وشان
لا يشبه Rush Hour 3 الجزءين السّابقين للسلسلة وكانا نموذجا لأفلام الحركة. كلّ منهما كان يحتوي على لحظات مميّزة فالجزء الأوّل تميّز بالكوميديا والثّاني بمشاهد القتال المُصوّرة في إتقان، أما الجزء الثالث أي الجديد فمزيج مما شاهدناه سابقا.
إذاً عاد برات راتنر مخرج الثلاثية بطريقة أخرى وعاد معه كريس تاكر بعد غياب شبه تام عن الساحة الفنية منذ ستّة أعوام وجاكي شان العائد الى السينما الأميركية التي لا يؤمن بها. صحيح أن العمل في هذا الجزء كان مليئًا بالحركة والضّحك لكن التصوير في باريس أضاف رونقًا خاصّاً على الفيلم. صحيح أن موضوع الفيلم سطحي إلاّ أنّ أمر مرافقة هذا الثنائي مسلٍّ جداً.لا معنى لحبكة الفيلم وتستحيل متابعتها، لكن ذلك غير مهمّ طالما أنّ جاكي شان يؤدي اللّقطات بشكل رائع. لذا يمكن أن نغض النّظر عن القصّة والتركيز على الأهمّ، أي على التفاعل بين كريس تاكر المُمازح والمستقيم المثالي والمُتقن عمله جاكي شان.يقرر التّحرّي جايمس كارتر والمفتّش لي من شرطة لوس أنجلس أن يكونا مجدداً شريكَين ويسافرا معاً إلى فرنسا لتعقّب منظّمة الثّالوث الصّينيّة المتهمة بمُحاولة اغتيال السّفير الصّينيّ هان في حين تطارد هذه المنظّمة سو يانغ ابنة السّفير وكلّ من يعيق طريقها. ولأن كارتر ولي يواجهان صعوبة في العمل ضمن محيط يتكلم فيه الناس لغة اجنبية ازدادت مهمّتهما تعقيدًا مع ماضي لي السيئ مع الرّئيس بادي كنجي ومستقبل كارتر الذي لا يعارض التقرّب من المرأة القاتلة جنفياف. فيلم Rush Hour 3 مُضحك٬ وينتقد على نحو غير مباشر الأميركيّين. ينكشف ذلك حين يرى جورج سائق سيّارة الأجرة في الولايات المتّحدة حيث للقتلة وتجّار الحرب. رغم ذلك لم يركز المخرج برات راتنر وكاتبَا السيناريو جيف ناتانسون وروس لامانا على فكرة ما بل اعتمدا عبارة «كلّ شيء مرح جيّد». فمن المطاردة بين سيّارة أجرة ودرّاجة ناريّة في شوارع باريس إلى المشهد حيث تترجم راهبة الاستفزازات بين عنصر فرنسي من منظّمة الثّالوث ولي وكارتر اللّذين يتكلّمان الإنكليزيّة، إلى قمّة الضّحك مع مدرّب الفنون القتاليّة العملاق، إلى العرض الموسيقي على المسرح بين كارتر ولي... كل ذلك يجعل الفيلم شريطاً مُضحكًا.Rush Hour 3 فيلم يستحقّ المشاهدة خاصة بوجود الثّنائي كريس تاكر وجاكي شان اللذين يتمتّعان براحة تحرك وحريّة تامّة. من الصّعب معرفة كم من أقوالهما وأفعالهما كتب سلفاً في الفيلم وكم المرتجل منها. تاكر الّذي اقتصرت مهنته في التّمثيل خلال السّنوات العشر الأخيرة على أجزاء الفيلم الثّلاثة مُضحك وعفويّ مُقارنةً بزملاء له أمثال إدي مورفي ومارتن لورانس. أمّا جاكي شان فهو فنّان في القتال الكوميديّ وردود فعله المُضحِكة وهو بالتّأكيد مكمّل لتاكر.أمّا باقي الممثّلين فهم ماهرون في الأدوار الأساسيّة. نويمي لونوار تلفت الأنظار في دور جنفياف المجرمة الخطيرة وليوكي كودوه بدور ياسمين المرأة الشّريرة رامية السّكاكين. من أفضل لحظات الفيلم تلك التي تهمّ فيها «جنفياف» بالتحدث عن خطّتها الرّئيسيّة فتسأل كارتر «هل تريد معرفة سرّ؟»٬ فيجيبها بوقاحة «كلاّ» ويقاطعها قبل أن تتلفّظ بكلمة أخرى. لكنّ هناك سؤالاً لا بد منه: ماذا يفعل هنا الممثّلون المتمرّسون مثل ماكس فون سيدو في دور رئيس المحكمة الجنائيّة الدّوليّة والمخرج رومان بولانسكي في دور الضّابط الفرنسي الحادّ الطّباع؟ “Rush Hour 3” المُصوَّر وسط العاصمة الفرنسية مليء بالحركة ويدمج بين لحظات الخوف واللمحات القتاليّة المثيرة والمؤثّرات الخاصّة المُقنِعة. المشاهدون الباحثون عن فيلم عميق لن يناسبهم هذا الفيلم. اما الباحثون عن تسعين دقيقة من الضّحك والتّسلية فإن “Rush Hour 3” يستحقّ المشاهدة.